جامعات اليمن مغلقة

19 ابريل 2015
هناك خطة لتعويض الدروس (فرانس برس)
+ الخط -

تعيشُ الجامعات اليمنية حالة من الشلل التام، منذ بدء عمليات "عاصفة الحزم" في 26 مارس/آذار الماضي. وعلّقت غالبيتها الدراسة نظراً للعنف الدائر في البلاد. وكان قرار الإقفال حتمياً لدى بعضها بسبب انعدام المشتقات النفطية وبالتالي توقف حركة المواصلات، ما أدى إلى عدم قدرة كثير من الطلاب على الوصول إلى جامعاتهم.

ومددت جامعة صنعاء، الخميس الماضي، قرار استمرار تعليق الدراسة في جميع الكليات التابعة لها للأسبوع الثالث على التوالي. ويعزو نائب عميد الجامعة لشؤون الطلاب سنان المرضي، الأمر إلى أن "غالبية الأسر نزحت من صنعاء إلى القرى"، مشيراً إلى أن "العوائل تمنع أبناءها من الذهاب إلى الجامعة، وخصوصاً الطالبات".
ورداً على سؤال عن مدى تأثير تعليق الدراسة لفترات متقطعة وطويلة، وخصوصاً لناحية عدم تدريس المنهاج كاملاً، يؤكد المرضي لـ "العربي الجديد" وجود خطة لمواجهة هذه المشكلة، موضحاً أن "الأساتذة سيقومون بتكثيف المحاضرات لتعويض الدروس".

من جهته، يتحدث الطالب عبد الغني عزيز عن صعوبة الوصول إلى حرم جامعته في صنعاء، بسبب انعدام وقود السيارات. ويشير إلى أن منزله يقع في منطقة الرحبة (خارج مدينة صنعاء)، ما يضطره إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى الجامعة. يقول لـ "العربي الجديد" إن "سيارات الأجرة التي تنقلنا إلى الجامعة متوقفة تماماً بسبب انعدام الوقود"، لافتاً إلى أن "السيارات التي ما زالت قادرة على تأمين الوقو،د تطلب مبالغ كبيرة لا نستطيع توفيرها". ويوضح أنه لن يذهب إلى الجامعة حتى ولو أعلن استئناف الدراسة.
الحالُ نفسه ينطبق على كلية التربية في محافظة المحويت. فقد توقفت الدراسة في الكلية تماماً بسبب انعدام المشتقات النفطية. ويقول عضو نقابة التدريس في الكلية محمود الدعيس، إن "غالبية الطلاب والمعيدين لا يستطيعون الوصول إلى مبنى الكلية، علماً أن قرى محافظة المحويت بعيدة".

وكانت جامعة إب الحكومية (وسط اليمن) قد أقرت في 15 أبريل/نيسان الجاري تعليق الدراسة في جميع الكليات التابعة لها لمدة أسبوع، نتيجة غارات عاصفة الحزم، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجامعة. وقال الدعيس إن "القصف الجوي الذي استهدف الاستاد الرياضي في مدينة إب، والملاصق للجامعة، تسبب في أضرار بالغة أدت إلى تعليق الدراسة للحفاظ على سلامة الطلاب والأساتذة.

في السياق، يوضح مدير عام الشؤون المالية في جامعة إب حميد الصايدي، أن "الجامعة اضطرت إلى تعليق الدراسة بعد تضرر مباني تابعة لها بسبب القصف". وينفي أن يكون القصف قد أدى إلى إصابة أي من الطلاب، مشيراً إلى أن الدراسة ستستأنف "بمجرد عودة الهدوء وتوقف القصف".
وفي محافظة الحديدة (غرب)، كانت الجامعة الحكومية قد أعلنت تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى، بسبب القصف الجوي لمواقع عسكرية، ما أدى إلى وقوع أضرار في كليات التربية والطب والعلوم الصحية والصيدلة. كذلك الأمر في محافظات عدن والضالع ولحج (جنوب)، وحضرموت (شرق).

إلى ذلك، تضغط جماعة أنصار الله (الحوثيين)على قيادة جامعة ذمار (100 كيلومتر عن العاصمة) لاقتطاع مبالغ مالية من مرتبات موظفي الجامعة لدعم الحرب، الأمر الذي قوبل برفض شديد من قبل الموظفين، الذين اعترضوا على توجيهات صدرت من رئاسة الجامعة، تقضي باقتطاع رواتب شهر أبريل/نيسان الجاري.
ويقول مصدر في نقابة الأكاديميين في الجامعة، تحفظ على نشر اسمه، إن "الأكاديميين يرفضون اقتطاع أي مبلغ"، لافتاً إلى أنه "ليس هناك أي شرعية قانونية". يضيف لـ "العربي الجديد" أن رئيس النقابة العامة للموظفين الإداريين "رفع مذكرة إلى رئاسة الجامعة، وافق فيها على اقتطاع مبلغ من رواتب المنتسبين إلى النقابة، الأمر الذي لاقى اعتراضاً واسعاً من الموظفين الإداريين".
المساهمون