في إطار رصد الانتهاكات داخل السجون المصريّة، تمكّن مرصد "طلاب حريّة" من تسجيل ثلاثة انتهاكات في أسبوع واحد ضد الطلاب المعتقلين. وتنوّعت الحالات ما بين إهمال طبي، وخطف من الشوارع، ومداهمة منازل، واستمرار احتجاز الطلاب، وتلفيق تهم من دون أدلة.
في الحالة الأولى، اعتقل الطالبان مصعب مجدي وخالد إبراهيم من كلية الطب في جامعة المنصورة، من الشارع الأربعاء الماضي. وأصدرت النيابة العامة في المنصورة قراراً يقضي بحبس الطالبَين 15 يوماً على ذمة التحقيق، واحتجازهما في قسم الشرطة.
الحالة الثانية تتعلق بالطالب خالد محمد عبد الرؤوف في كليّة الإعلام في جامعة القاهرة، الذي اعتقل في الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي، وأخفي لمدّة ثلاثة أيام من دون علم أهله ومن دون توجيه أي اتهامات ضده، وذلك في مقر الأمن الوطني في القاهرة. وذكر المرصد أن الطالب تعرّض لمختلف أنواع التعذيب والاعتداءات، لينقل بعدها إلى سجن العقرب حيث الحراسة مشدّدة. وضُمّت قضيته إلى قضيّة طاقم قناة "الجزيرة" الإنكليزيّة، المعروف باسم "خلية الماريوت".
وذكر المرصد أن حالة خالد الصحيّة سيئة للغاية. فهو مصاب بكسر مضاعف في اليد اليسرى نتيجة التعذيب. كذلك دخل في إضراب مفتوح عن الطعام استمرّ 170 يوماً، قبل أن تجبره إدارة السجن على التوقيع على محضر يقضي بإنهاء إضرابه في مقابل نقله إلى سجن آخر. وقد حكم على خالد بالسجن لمدّة سبعة أعوام.
وأوضح المرصد أن الطالب فقد أكثر من ثلث وزنه، ويعاني من آلام شديدة في البطن لم تُعلم أسبابها. وقد رفضت إدارة سجن طرة عرضه على طبيب مختصّ، حتى على نفقته الخاصة.
أما الحالة الأخيرة، فركّزت على تدهور صحة الطالبة هنادي أحمد محمود في كلية الدراسات الإسلاميّة في جامعة الأزهر، في داخل السجن. وذلك نتيجة للإهمال المتعمّد من إدارته. وقد نقلت الطالبة مساء الأربعاء إلى مستشفى دمنهور الجامعي، حيث أجريت لها جراحة عاجلة لاستئصال الزائدة. وأمرت إدارة السجن بخروجها من المستشفى وعودتها إلى السجن فور انتهاء العمليّة، ما عرّض حياتها للخطر، بحسب المرصد.
وحمّل المرصد السلطات المصريّة والجهات الأمنيّة مسؤوليّة سلامة الطالبة، التي اعتقلت من داخل الحرم الجامعي في ديسمبر/كانون الأول 2013، والتي حكم عليها في فبراير/شباط الماضي بالسجن خمس سنوات مع غرامة ماليّة قدرها 100 ألف جنيه مصري.
وتعرّضت هنادي لعدد من الانتهاكات، كان آخرها الاعتداء عليها بالضرب في سجن القناطر في العاشر من يونيو/حزيران الماضي. أعقب ذلك ترحيلها مع أربع طالبات إلى سجن دمنهور، من دون علم أهلهن طوال خمسة أيام. وتم تحديد جلسة 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل للنظر في الاستئناف المقدّم، للطعن في الحكم الصادر بحقهنّ.
والطالبة هنادي محمود من ضمن 55 فتاة معتقلة، 34 منهنّ في سجن القناطر واثنتان في قسمَي شرطة القاهرة والجيزة و16 في بقيّة المحافظات وثلاث مفقودات. وعلّق الناشط عمار مطاوع وهو أحد المهتمين بقضية الفتيات، على صفحته على "فيسبوك" أنّ "عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني 19 فتاة، وفي سجون مصر 55 فتاة"، وسط صمت المنظمات النسائيّة في مصر.