شهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس اليوم الثلاثاء، مسيرة حاشدة تنديدًا بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رفع خلالها المشاركون صور الصحافي جمال خاشقجي الذي قتل في مقر قنصلية بلاده بتركيا، وصورًا لأطفال اليمن المجوعين وضحايا المجازر هناك، كما رفعوا الأحذية في استقبال الزائر غير المرغوب فيه، وكذلك المنشار، وصورًا لولي العهد ملطخة بالدماء.
ورفعت المنظمات والجمعيات والأحزاب المشاركة في المسيرة عدة شعارات ضد الزيارة، منها: "لا لتدنيس أرض تونس الثورة"، و"أبو المنشار بن سلمان مطلوب للعدالة"، و"تونسيون ضد زيارة ولي العهد السعودي"، و"لا مرحبًا ولا سهلًا"، و"ولى زمن السفاحين إنه زمان الشعوب الحرة"، و"بن سلمان بن سلمان يا عميل الأمريكان"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع".
وتعالت أصوات المشاركين لتهتف: "بن سلمان عد من حيث أتيت"، و"الشعب يريد طرد السفاح" و"الشعب لا يريد بن سلمان".
وقال الناشط في المجتمع المدني والقيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد سعيد عروس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "بن سلمان غير مرحب به، وتونس ليست في حاجة إلى البترودولار وإلى براميل نفط السعودية، بل تتمسك بكرامة شعبها وسيادة وطنها، وشعب تونس شعب حر ولا يهان، وهي ليست للبيع وستبقى قوية".
وأضاف أنهم "يتوجهون برسالة إلى الشعب اليمني، ويقولون له لا تهتم فالحرية تفتك بالدم، وسينتهي آل سعود وتبقى أنت أيها الشعب اليمني حرًا أبيًا، وستهزمون أعداءكم قريبًا"، مضيفًا أن "بن سلمان سيحاكم وسيذهب إلى مزابل التاريخ ومكانه في السجن وليس بتونس".
وقالت النائب عن الجبهة الشعبية مباركة عواينية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "لا بد من استقبال شخصيات نتعلم منها وليس مجرمي حرب وإرهابيين وسفاحين"، مضيفة أنّ "تونس وفية للشعب اليمني العظيم، الذي يعيش حربًا عالمية يواجهها بإمكانات بسيطة"، معتبرة أن "الغطرسة السعودية وراءها فكر تكفيري، ومخططات صهيونية يحاول اليمنيون أن يتصدوا لها بثبات".
وأوضحت أن "الشعب اليمني يعلّم الشعوب الثبات والصمود، فلا يملك التونسيون اليوم سوى أن ينحنوا إجلالًا وإكبارًا لهم، وينددوا بقدوم المجرم بن سلمان، القاتل السفاح الذي تلوثت يداه بمقتل خاشقجي".
وقال مؤسس جمعية القدس لسعد زواغي لـ"العربي الجديد"، إن "أرض تونس لا تدنس، وكل وطني حر يرفض هذه الزيارة، وهي ستظل وصمة عار على جبين تونس والثورة التونسية التي قدمت شهداء للديمقراطية والحرية"، مضيفًا أن "زيارة أبو المنشار غير مقبولة وغير مرحب به في أرض تونس".
ورأى أحد ناشطي المجتمع المدني المشاركين في المسيرة، أن "بن سلمان يبحث عن أرض شريفة يمسح بها منشاره ويديه الملطختين بالدماء، فتونس لا تريده في أرضها وعلى ترابها"، مبينًا أنهم "يعرفون تاريخ السعودية الأسود، ولن يقبل بلد الثورة المجرمين والقتلة الذين يقتلون ويحاولون ألا يتركوا آثارًا وراءهم".
وأضاف أن "التونسيين خرجوا اليوم كهبّة واحدة وبصوت واحد، ليقولوا لبن سلمان: ارحل وعد من حيث أتيت فأرض تونس والتونسيون لا يريدونك".