تنوير الظلاميين
وأصبح كثيرون منهم يرددون عبارات تخرجهم من الملة، من دون أن يشعروا، وذلك كله يحدث من دون انتباه من كثيرين بأن من شأن تلك الأمور الإضرار بالعقيدة واهتزازها، داخل تلك القلوب ضعيفة العلم والإيمان، وهم بذلك يخلطون الأمور، ولا يفرقون بين الدين وحامله.
ومن قال لهؤلاء إن الإخوان والسلفيين هم الإسلام، ومن قال لهم إن الإسلام يتحمل مسؤولية خطأ أحد، مهما كان حجمه ووضعه، إلا أنهم ضعاف العلم وعميان من الأساس، ويبحثون عن مبرر لأفعالهم فقط.
ولكن، يجب أن يعلم الجميع أن لا أحد سيعذر أمام الله، بكل تلك الحجج الواهية. ويجب، أيضاً، أن يعلم الرؤوس الجهال الذين ظهروا على هيئة دعاة هذه الأيام، وكانوا المتسبب الأول في تشويش الناس أن أحقادهم لن تصل بهم إلا إلى الهلاك، وأن محاولتهم إظهار أنفسهم على أنهم يحملون منهجاً جديداً خالياً من التعصب، كما يروجون، لن تنفعهم، ولن تفلح خططهم الخبيثة في تفريغ الإسلام من مضمونه، وتقديمه للناس خالياً من كل فضيلة.
يجب أن يعلم الجميع أن طلب العلم الصحيح والبحث عنه ضرورة في هذه الأيام، وأن كل تلك الجماعات بشر، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، أما الدين الحق فلا علاقة له بذلك، ودعاة الأمة وعلماؤها المخلصون وأئمتها الكبار السابقون الذين حملوا العلم، وبلغوه بكل أمانة، والذين أصبح التعدي عليهم أمراً عادياً، في بعض وسائل الإعلام، الآن، من كل فاسق ومنافق بدعوى التنوير، وهم لا يتعدون كونهم ظلاميي القلوب والعقول هؤلاء الكبار سيظلون كباراً بعلمهم الذي تركوه لنا، وهو موجود في بطون الكتب، ويجب إدراكه وتحصيله، والانتفاع به.
أما أن يكتفي الشخص بأن يقول ما دام قلبي أبيض، وأحب الله، فأنا بخير، فلا، لأن الدين علم وتعلم وتعاليم وعمل، وليس مجرد كلمات فقط، ينطق بها الشخص، وهو بعيد عن منهج الله.
فالحذر، كل الحذر، من تلك الهجمة الشرسة على الثوابت، ويجب على الجميع القيام بدوره ومسؤولياته للتصدي للظلاميين الذين يدعون التنوير.