تجديد الخطاب الحكومي

21 فبراير 2016
+ الخط -
هناك أمر مهم لابد من لفت الانتباه إليه، لعله يفيد في القضاء على تلك الفجوة بين المواطن والحكومات المتعاقبة في مصر، والتي يشعر بوجودها كثيرون، وهو ببساطة يتعلق بالخطاب الموجه للمواطن من المسؤولين في الدولة والإعلام، لأن الجميع مازال يتصرف مع المواطن بعقلية الراديو الترانزستور، غير مدركين أننا نعيش في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح، وأن ذلك الخطاب لم يعد يقنع أحداً، وإن كان ينطلي على بعضهم، إلا أنه سرعان ما يسقط بعد فترة وجيزة.
أرى أن تلك هي المشكلة الكبرى في بلادنا، فالعالم يتقدم والحكومات التي تتعاقب علينا ترفض اللحاق به، ولم يكن لدى المواطن خيار إلا أنه يركض خلف ذلك التقدم، ويتمنى اللحاق به، تاركا حكومته تتحدث مع نفسها من خلال صحافتها وإعلامها الحكومي، وأيضا الإعلام الخاص. وقد يفهم بعضهم أن صفة خاص تعني حراً، وغير تابع للحكومة، لكنه في الحقيقة أصبح أكثر تابعية، لأنه إعلام خاص بالمصالح، وهو المعنى الحقيقي لكلمة إعلام خاص.
إذن، لابد أن يعي من بيدهم القرار أنه لابد من تجديد الخطاب الحكومي، بل أصبح ذلك الأمر ضرورة ملحة، حتى تتمكن الحكومات من إزالة تلك الفجوة التي تتسع يوما بعد يوم بينها وبين الشعب، وأيضا لابد من الانتباه إلى أمر آخر لا يقل خطورة، هو أن العالم أيضا أصبح يرانا ويتابع ما نقول بالداخل. لذا، يجب أن تكون لهجتنا ومضمون ما نقوله بهذا المستوى، حتى ينظر إلينا العالم نظرة احترام حقيقية، تترجمها المواقف الجادة، لا الشعارات الرنانة الجوفاء التي تكون دائما صنيعتنا نحن، وربما لا أساس لها على أرض الواقع.
قد تبدو الحقائق مؤلمة، في معظم الأحيان، وربما لا تروق لبعضهم، لكنها تظل أفضل من العيش في الأوهام.
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
السعيد حمدي (مصر)
السعيد حمدي (مصر)