الراقصون على السلالم

11 ديسمبر 2015
+ الخط -
انتهت الانتخابات البرلمانية في مصر، وبانت الملامح الأولية للمجلس الجديد وانطلق المحللون، كلّ حسب رؤيته وقناعاته، ومآربه أيضا، فمنهم من أطلق عليه رصاصة الإعدام، من دون أية تحليلات أو مقدمات، وذلك لأنهم يرفضون النظام من الأساس، ولا يعترفون بكل ما يأتي من مؤسسات، وهناك من أشاد بهذه الانتخابات وما أفرزته من نواب يعبرون عن رغبة المواطنين، واكتملت سعادتهم عندما جاءت هذه الرغبة موافقة تماما لما يرغبون، وهؤلاء ممن يؤيدون النظام دائما، ما يعني أننا أمام فئتين من المحللين؛ كل منهم تتضح رؤيته وأيضا مآربه، ولكن لا يقتصر الأمر على هؤلاء.
هناك فئات أخرى كثيرة تختلف رؤاهم، لكن أهمهم تلك الفئة التي ظهرت على استحياء، وتتحدث بطريقة بها نوع من الخبث الشديد، فهم لا يريدون أن يظهروا معارضين للنظام ولا مشككين، ولكن هم لا يقدرون على كتمان ما في صدورهم، وذلك يتضح في انتقادهم معظم الشخصيات التي فازت في الانتخابات الأخيرة، ويلقون باللائمة على الشعب الذي جاء بهم، ولأنهم لا يملكون الشجاعة لإعلان ذلك كعادتهم، يقولونه بين طيات حديثهم، وهؤلاء هم الراقصون دائما على السلالم.
هؤلاء دائما يقفون في تلك المنطقة للترقب، فتكون النتيجة ألا يراهم أحد، سواء من هم في الأعلى أو من في الأسفل، وكأن الأيام تعاد مرة أخرى، ولكن، مع تغيير بسيط في هوية لاعب من اللاعبين.
من يتذكر الانتخابات البرلمانية عقب ثورة 25 يناير، والتي جاءت بأكثرية للإخوان وأغلبية الإسلاميين بشكل عام، يجد أن هؤلاء كانوا يقولون الكلام نفسه، ويلقون باللائمة على الشعب الذي تأثر بما مورس عليه من تأثيرات من الأحزاب الإسلامية، وظلوا ينتظرون سقوط الإسلاميين، ظنا منهم أنهم البديل، فإذا بهم يفاجأون بأن الشعب لا يراهم من الأساس، وعندما لم يجد خيارات صالحة، قرر بعضهم المقاطعة، وترك الأمور تسير كما تسير، طالما أن مشاركتهم لم ولن تغير شيئا. ومن شارك اختار من أمامه فقط، وذلك ما لا تدركه تلك الفئة التي تنتظر ما كانت تنتظره سابقا، حيث يجد الناس أن اختياراتهم غير موفقة، وأنه لا جديد فلا يجدون أمامهم إلا هؤلاء، لتكون المرحلة المقبلة خالصة لهم، غير أن ذلك لن يحدث أبدا، لأنهم لا يملكون أية رؤية واضحة، تجعل الناس يثقون فيهم. هم فقط يجيدون المساعدة على الهدم، وهم الأخطر في ذلك الوطن.
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
السعيد حمدي (مصر)
السعيد حمدي (مصر)