وأوضح مسؤول عسكري في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تمكنت خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية من بسط كامل سيطرتها على مدينة الدور وأجزاء واسعة من البو عجيل، فضلاً عن مدينة العوجة القديمة بعد معارك عنيفة خاضتها القوات المهاجمة للمناطق تلك وبدعم من سلاح الجو العراقي".
ولفت المسؤول العسكري، طالباً عدم الكشف عن هويته، إلى أن "القوات البرية ساندتها قوات صديقة من دولة مجاورة بواسطة المدافع والقذائف الموجهة وإعداد خطة الهجوم"، في إشارة إلى القوات الإيرانية.
ووفقاً لما توصلت إليه "العربي الجديد" من معلومات، فإن مدافع من طراز "Q1" الإيرانية، وعربات "واز" ذات المدافع الرشاشة من عيار (122.5 ملم)، دخلت المعارك في تكريت وضواحيها مع العشرات من المقاتلين التابعين للحرس الثوري الإيراني، وهو ما أكّدته مصادر حكومية وعسكرية عراقية، فضلاً عن مسؤولين أميركيين.
وأوضح المسؤول العسكري، الذي يشغل رتبة عقيد بالجيش العراقي النظامي، أن "القوات المهاجمة أفقدت داعش القدرة على الاستمرار بإمساك الأرض بسبب كثافة النيران الجوية والأرضية، كما كبدته خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، ما اضطره إلى الانسحاب من الدور والبو عجيل والعوجة القديمة، إلى مناطق مجاورة".
وأشار إلى أن "القوات العراقية تمسك حالياً بتلك المناطق، كما أعطت لنفسها فترة استراحة قبل مواصلة التقدم مجدداً، مساء هذا اليوم".
وعن المحاور الأخرى في معركة تكريت، أوضح أن "القوات المهاجمة تراجعت في المحور الشرقي والشمالي، بسبب تلغيم داعش للطرقات والمناطق المفتوحة واستخدامه القناصة والانتحاريين المتخفين بين المباني والأشجار، وهناك محاولات لإخماد مصادر نيرانهم جواً قبل عودة التقدم إلى هذين المحورين".
وحصلت "العربي الجديد"، على معلومات من داخل مدينة تكريت، تؤكد مقتل ثلاثة من كبار قيادات "الدولة الإسلامية"، في تكريت، ضمن ما يعرف بـ"ولاية صلاح الدين"، أبرزهم الشيخ أبو حمزة العراقي وحميد الكناني، مصري الجنسية، وعبد الله الأنصاري، ويشغل الأخير منصب مسؤول المحكمة الشرعية في التنظيم، وقضوا بشكل متفرق خلال قصف لطائرات أميركية من دون طيار، الخميس الماضي، على حي القادسية ومنطقة القصور الرئاسية وسط وشمالي تكريت.
وفي سياقٍ متّصل، قال المتحدث باسم حكومة محافظة صلاح الدين، التي تتخذ من بغداد مقراً مؤقتاً لها؛ زياد عبيد، لـ"العربي الجديد"، إن "معارك اليوم تسببت بخسائر كبيرة بين الطرفين لكن داعش تراجع بشكل ملفت وخسر نحو 45 كيلومتراً من الأراضي التي يسيطر عليها".
وأوضح عبيد أن "طيران التحالف لم يوجه اليوم أي ضربة لداعش ومواقعها والتركيز كان على الطيران العراقي فقط"، معتبراً أن "تقدم اليوم هو الأكثر نجاحاً منذ بدء العملية، حيث شهد السيطرة بشكل كامل على المناطق الجنوبية من تكريت".
من جهة ثانية، لفت العبيد إلى أن "الحكومة المحلية تسعى بالتنسيق مع الهلال الأحمر العراقي ومنظمة الصليب الأحمر الدولية إلى مساعدة العوائل العالقة داخل المدينة، من خلال فتح منافذ آمنة لهم يتم إيقاف إطلاق النار فيها لحين خروجهم، وهو ما سيتم بالتنسيق مع القوات العسكرية هناك".
في المقابل، نفى رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، اختطاف مليشيات "الحشد الشعبي" لأي نازحين بعد خروجهم من تكريت.
وقال الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأنباء التي تحدثت عن اختطاف 50 عائلة فرت من تكريت من قبل الحشد الشعبي، كاذبة وما حصل هو أنهم تم نقلهم بسيارات الحشد إلى مدينة سامراء بعد خروجهم من تكريت"، واصفاً تلك الأنباء بـ"المغرضة".
وتقدر منظمات محلية إنسانية في بغداد وجود نحو 8 آلاف مواطن داخل تكريت من المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال، عالقين في المدينة ولا يمكنهم الخروج.
وقال رئيس منظمة "السلام العراقية لحقوق الإنسان"، محمد علي، إنه من "الضروري أن يتأكد طرفا الصراع أن هناك أرواحاً بريئة في المدينة عالقة، عليهم أن يؤمنوا خروجهم أو يتوقفوا عن القصف العشوائي فوراً".
وأضاف أن "تلك العوائل لديها ما يكفي من الماء والغذاء ليومين أو ثلاثة، لكن بعد ذلك سيكونون في خطر، هذا إذا حالفهم الحظ بالنجاة من القصف العشوائي الذي تشنه القوات العراقية والمليشيات والحرس الثوري على المدينة وضواحيها".
اقرأ أيضاً: "داعش" يفخخ منازل تكريت لمواجهة القوات العراقية