تقرير: خرائط "غوغل" تتبنى الرواية الإسرائيلية وتهمش الأراضي الفلسطينية

19 سبتمبر 2018
انحياز تام للاحتلال الإسرائيلي (العربي الجديد)
+ الخط -

أظهر تقرير جديد أصدره "المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، ومقره الأراضي المحتلة عام 1948، أن "خرائط غوغل تنحاز للإسرائيليين على حساب الإنسان الفلسطيني، سواء كان في الداخل أو في الضفة الغربية وغزة".

وبحسب التقرير، فإن الخرائط تنحاز للإسرائيليين ضد البلدات والشوارع والحارات الفلسطينية، بل تشكل أيضًا خطورة على حياة المواطن الفلسطيني، وتنحاز للاحتلال الإسرائيلي بصورة فاضحة".


وأكد رئيس المركز نديم ناشف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "البحث أجري في سياق الحقوق الرقمية، علما أن مركز حملة يسعى بالأساس لحماية الحقوق الرقمية الفلسطينية، ومن ضمن عمله متابعة ورصد سياسات النشر لشركات الإنترنت وشركات وشبكات التواصل الاجتماعي وفحص توجهاتها، وإذا ما كانت منحازة لطرف على حساب طرف آخر ومدى موضوعيتها".

وأوضح "هنا اتضح لنا أن خرائط غوغل (غوغل مابس) تتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وتسير وفقا لها، من دون أي ذكر لفلسطين أو حتى للسلطة الوطنية الفلسطينية، رغم وجود اتفاقيات دولية تعترف بالسلطة واعتراف عدة دول بفلسطين كدولة، فضلًا عن القرارات الأممية. كل ما هو مكتوب هو فقط الضفة وغزة دون أي ذكر للقرى الفلسطينية التي لا تعترف بها إسرائيل فيما يعرف بمناطق C وغيرها. حتى القرى العربية في النقب في أراضي 48، التي لا تعترف بها إسرائيل، لا تظهر في خرائط غوغل".

ولفت ناشف إلى أن "خرائط غوغل عبارة عن طبقات كما هو معروف. في الطبقة الأولى تظهر كل البلدات والمستوطنات الإسرائيلية بشكل واضح حتى لو كانت صغيرة، أما القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب على سبيل المثال، أو القرى في مناطق السلطة الفلسطينية، فتتطلب تقريب الخرائط عدة مرات حتى تظهر أمامنا".

وتابع "المشكلة الأخرى في الضفة الغربية، وهي مشكلة خطيرة، فإنه لو أراد الإنسان الفلسطيني الاستعانة بخرائط غوغل للوصول إلى منطقة معينة، فإن هذه الخرائط قد توجهه إلى مناطق المستوطنات، لأنها كما ذكرت آنفا، مبنية وفق الرواية الإسرائيلية. حتى إنها لا تُظهر الحواجز العسكرية للاحتلال. هذا معناه أن الفلسطيني قد يتعرض لإطلاق نار لو وصل إلى حاجز إسرائيلي أو مستوطنة، خاصة في ساعات الليل مع انعدام الرؤية الواضحة، لمجرد اتباعه خرائط غوغل".

وأكد أن نتائج البحث ستوظف في مسارات عدة لأنه "لا يمكن الصمت حيال هذا الوضع الذي يتجاهل الصياغات والأسماء الفلسطينية وكل ما هو فلسطيني، بينما يتبنى كل ما هو إسرائيلي. بادرنا إلى حملة عبر الإعلام الاجتماعي لفضح الوضع القائم وفي مسعى لتصحيحه، وعلى أرض الواقع ستكون لنا مشاركة في مؤتمرات دولية نشرح خلالها ما هو حاصل، وتقديم تقرير لمجلس حقوق الإنسان يشرح سياسة خرائط غوغل".

ومما جاء في بيان صادر عن مركز حملة أن "الطريقة التي يتم فيها تمثيل العالم الفيزيائيّ في الخرائط عبر الإنترنت قد تتعارض مع ممارسة حقوق الإنسان الأساسيّة"، ويحلّل هذا التقرير سيرورة وضع الخرائط في خرائط غوغل بما يتعلّق بالمناطق الفلسطينيّة المحتلّة، وكيف أن هذه السيرورة تساعد في تشكيل رأي عام يخدم مصالح الحكومة الإسرائيليّة، وفي نفس الوقت تتعارض مع التزام غوغل لأطر حقوق الإنسان الدوليّة".

وورد في البيان أيضًا أن "الخرائط تتجاهل كل تقييدات الحركة المفروضة على الفلسطينيّين كنقاط التفتيش والشوارع المحظورة التي تعيق حركة الفلسطينيّين الحرّة، وفي حال لم يؤخذ هذا الأمر بالحسبان، قد يعرّض استخدام هذه الخرائط الفلسطينيّين للخطر الشديد عند استخدامهم خدمة توجيه الطرق التابعة لخرائط غوغل، إذ إنّها تفضّل الإسرائيليّين على الفلسطينيّين، نظرًا لأن الطرق الافتراضيّة المقترحة متاحة في أغلب الأحيان للإسرائيليّين فقط".

وتابع "في رفضها لعرض نقاط التفتيش والشوارع المقيّدة والقرى الفلسطينيّة، بنفس قدر التفصيل الذي تعرض به القرى الإسرائيليّة، تشترك خرائط غوغل في جريمة انتهاك القانون الدوليّ واتفاقيّات حقوق الإنسان، كما أكد التقرير على تبني خرائط غوغل الرواية الإسرائيلية وانحيازها إلى سياسات وممارسات السلطة الإسرائيلية، وهو ما يتعارض مع معايير حقوق الإنسان والقانون الدّولي"ّ.


مجموعة من التوصيات

وذكر مركز حملة أنه لدى "خرائط غوغل القدرة على التأثير على الرأي العام العالمي، كونها أكبر خدمة عالمية لرسم الخرائط وتوجيهها، لذلك تقع عليها مسؤوليّة الانصياع للمعايير العالميّة حقوق الإنسان وتقديم خدمة تعكس الواقع الفلسطينيّ. بدلاً من تبني الرواية الإسرائيلية والترويج لها، وعليه جاء هذا التقرير ليوصي خرائط غوغل بوجوب تضمين كل القرى الفلسطينية "غير المعترف بها" في الطبقة الأولى من خرائطها، والعمل على تزويد درجة التفصيل ذاتها عند تمثيل القرى الفلسطينية في منطقة C كما تفصّل المستوطنات الإسرائيلية، وفق البند 49 من معاهدة جنيف الرابعة، وبند 55 من أنظمة لاهاي تتوجب الإشارة إلى وتمييز المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على خرائطها".


وأضاف "كما أن هناك أهمية للإشارة بوضوح إلى المناطق A,B,C في الضفة الغربية على خرائط غوغل وضرورة الإشارة لجميع تقييدات الحركة والشوارع المقيدة المفروضة على الفلسطينيين وعرضها بشكل واضح، حفاظاً على حياة المواطنين الفلسطينيين والإشارة بوضوح إلى الطرق المتاحة لحملة الهوية الإسرائيلية فقط لذات السبب، كما نطالب بتسمية فلسطين في خرائط غوغل وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، واستنادا للقرار رقم 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة نطالب بالاعتراف بالمكانة العالمية للقدس".