حققت قوات "الجيش الوطني السوري"، مسنودة بالدعم التركي، المزيد من التقدم في مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة، الواقعة على الحدود السورية التركية، في وقت دخلت فيه وحدات من قوات النظام السوري ترافقها الشرطة العسكرية الروسية مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية أيضاً، بعد إعاقة ليومين من جانب قوات التحالف الدولي.
وقالت مصادر محلية إن معارك عنيفة ومتواصلة تدور داخل مدينة رأس العين بين قوات "الجيش الوطني" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) داخل مدينة رأس العين وسط قصف جوي ومدفعي من الجانب التركي على مواقع "قسد". وأكدت المصادر أن "الجيش الوطني" حقق المزيد من التقدم خلال الساعات الأخيرة، وسيطر حتى الآن على أكثر من نصف المدينة، وسط تقهقر للوحدات الكردية التي باتت تخشى أن تتعرض للحصار داخل المدينة، مع انتزاع قوات الجيش الوطني السيطرة على المزيد من القرى في المحيط.
وأعلن "الجيش الوطني" استعادة السيطرة على صوامع العالية جنوب رأس العين، في إطار المعارك الجارية حالياً مع الميليشيات الكردية داخل المدينة وفي محيطها. وأعلن الجيش الوطني أنه استحوذ على مستودعات أسلحة وذخيرة بعد سيطرته على معسكر العالية جنوب رأس العين.
وبحسب المصادر المحلية، فقد شكّل أبناء رأس العين لواء "أحرار رأس العين" بهدف تطهير المنطقة، التي تقطنها غالبية عربية، من المليشيات الكردية المسلحة.
وتستمر الاشتباكات بين الطرفين على محور العالية ومحاور أخرى في المنطقة الواصلة بين تل تمر ومدينة رأس العين، تترافق مع غارات جوية من قبل طائرات تركية، وقصف مدفعي مكثف، طاول أيضاً مناطق في ريف بلدة المالكية بمحافظة الحسكة.
من جهة أخرى، دخلت قوات النظام، مساء الأربعاء، مدينة عين العرب (كوباني) وتمركزت في 3 مواقع عند الحدود مع تركيا، وهي تلة كانيه شرق المدينة، والبلدية غرب المدينة، إضافة إلى البوابة في مركز مدينة عين العرب، وذلك بموجب الاتفاق المبرم برعاية روسية بين النظام السوري ومليشيا "قسد".
وكانت قوات النظام والقوات الروسية تنتظران انسحاب القوات الأميركية من قاعدة "خراب عشق"، جنوبي عين العرب، لدخولها.
وعين العرب من أهم معاقل "قسد" شرق نهر الفرات، وتحظى بأهمية استراتيجية على خريطة المنطقة الآمنة التركية المخطط لإقامتها شمال شرق سورية، لكونها حلقة الوصل بين مناطق عمليات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، ومنطقة عمليات "نبع السلام"، شرق الفرات.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، مقتل 673 عنصراً من المسلحين الأكراد منذ بدء العملية العسكرية شمال سورية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
"قسد": لن نسلم مقاتلي "داعش" للنظام أو تركيا
في سياق متصل، أعلنت "قسد" أنها لن تسلّم مسلحي تنظيم "داعش" وعائلاتهم المعتقلين لديها لتركيا أو النظام السوري.
وقال القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، في حوار مع قناة "روداو" الكردية: "مسلحو داعش المعتقلون وعائلاتهم لدينا، نحن من ألقى عليهم القبض، ونحن من يحدد مصيرهم".
وأكد عبدي أن الأكراد لن يوافقوا على تسليمهم لـ "تركيا أو الحكومة السورية، حتى في حال سيطرتهم على الأراضي التي تقع تحت سيطرة قسد"، مشيراً إلى أن 12 ألف شخص من التنظيم محتجزون في سجون الأخيرة.
وتتحدث تقارير إعلامية عن أن "قسد" تحتجز نحو 11 ألفاً من مسلحي تنظيم "داعش"، بينهم أفراد من أسر المسلحين، وأن 9 آلاف منهم من العراق وسورية، و2000 ينتمون إلى نحو 50 دولة.
وسبق أن قالت "قسد" في بيانات متكررة لها إن العملية العسكرية التركية قد تمسّ بقدرتها على حراسة عناصر التنظيم، وستؤدي إلى الفوضى وزيادة عمليات التنظيم في شمالي شرقي سورية، فيما استطاع أشخاص فرنسيون وبلجيكيون، بينهم نساء، من عوائل التنظيم، الفرار من سجن تديره "قسد" داخل أحد المخيمات، وكذلك فرّ آخرون من سجن مدينة القامشلي.
وقال رئيس الوكالة المعنية بتقييم المخاطر الأمنية في بلجيكا، بول فان تيجشيلت، إن خمسة بلجيكيين من تنظيم "داعش" فروا من مخيم يقع بمناطق سيطرة "قسد" في الأيام الأخيرة.
وأضاف "تيجشيلت" أمام لجنة في البرلمان أمس الأربعاء، أن رجلين وثلاث نساء، إما بلجيكيات أو على صلة ببلجيكا، فروا من سجن داخل مخيم كانوا محتجزين به في مناطق سيطرة "قسد"، مشيراً إلى أن 55 عنصراً من "داعش" على صلة ببلجيكا محتجزون في سورية.
وأعلنت الخارجية الفرنسية، الأربعاء، أن تسع نساء فرنسيات من عوائل تنظيم "داعش" هربن من مخيم يقع في مناطق سيطرة "قسد"، فيما أعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية الأحد الماضي أن 785 شخصاً أجنبياً من عوائل تنظيم "داعش" فروا من مخيم بلدة عين عيسى شمال الرقة بالتزامن مع غارات جوية للطائرات التركية، قائلة إن الأشخاص هاجموا حراس المخيم وخلعوا الأبواب ثم لاذوا بالفرار.
يأتي ذلك، في وقت يسود فيه اعتقاد بأن قيادة "قسد" قد تتلاعب بملف معتقلي "داعش" بغية ابتزاز الغرب والتحريض على تركيا، وفق اتهامات وجهها مسؤولون أتراك. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال الاثنين الماضي إن "قسد" قد تفرج عمداً عن معتقلين "داعش" في سجونها.