يخطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لزيادة العقوبات على إيران، والتدخل لمنع وخنق مبيعاتها النفطية، وذلك في إطار خططه المبكرة التي كشفها أشخاص مطلعون لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، وخططه في ما يخص الشرق الأوسط التي أعلن عنها أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، وكشف مسؤولون سابقون في ولايته الأولى، أنه سيحاول خنق الدخل الإيراني من النفط، كما أنه ربما لن يمانع ضربة إسرائيلية على منشآت نووية وطاقة إيرانية، بخلاف الرئيس جو بايدن الذي كان قد سعى وحصل على تأكيدات إسرائيلية قبل هجومها على إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنها لن تضرب المواقع النووية أو البنية التحتية للطاقة.
واعتبر ترامب خلال حملته الانتخابية، أن إدارة بايدن هي السبب في الحرب الحالية والعدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب ما وصفه بالسماح لإيران ببيع النفط والحصول على مليارات الدولارات. وتعهد خلال حملته بعدم السماح بتكرار ذلك، وعدم السماح لها بالحصول على سلاح نووي. وخلال فترة ولايته الأولى، ألغى الاتفاق النووي الإيراني الذي اشتركت فيه خمس دول أخرى مع طهران، والذي نص على عدم تملك إيران قنبلة نووية، وفرض عقوبات بغرض الحد من الطموح الإيراني، ووقف تمويل وتدريب ما تعتبره الولايات المتحدة "جماعات إرهابية في الشرق الأوسط".
ورجح مسؤولون سابقون عملوا مع ترامب في إدارته الرئاسية الأولى، أنه سيمارس سياسة الضغط الأقصى في ولايته الجديدة، وقال ميك مولروي، أحد كبار مسؤولي البنتاغون في الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب الأولى إنه "إذا كان ترامب سيتخذ موقفاً متشدداً تجاه أي دولة معينة، أو خصوم رئيسيين محددين، فسيكون ضد إيران".
وبحسب "وول ستريت جورنال"، قال الأشخاص المطلعون على خطط ترامب وعلى اتصال بكبار مستشاريه، إن الفريق الجديد سيتحرك بسرعة لمحاولة خنق الدخل الإيراني من النفط، بما في ذلك ملاحقة الموانئ الأجنبية والتجار الذين يتعاملون مع هذا النفط الإيراني. وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: "أعتقد أننا سنرى العقوبات تعود، مع مزيد من المحاولات الدبلوماسية والاقتصادية لعزل إيران"، مضيفاً أن إيران بالتأكيد في موقف ضعيف الآن، و"هي فرصة لاستغلال هذا الضعف".
وفي الأشهر الأخيرة، شنت إسرائيل ضربات داخل إيران أكثر من مرة، وتعهدت طهران بالرد على الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر، لكن من غير الواضح ما إذا كان فوز ترامب في الانتخابات هذا الأسبوع سيغير حسابات طهران أو توقيتها. وقال برايان هوك، الذي أشرف على سياسة إيران في وزارة الخارجية خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وهو الآن مسؤول عن انتقال ترامب للرئاسة (من المتوقع أن يشغل وظيفة عليا في الأمن القومي في ولاية ترامب الثانية)، في تصريحات له أمس الخميس، إن الرئيس المنتخب ليست لديه أي مصلحة في السعي لإطاحة حكام إيران، لكن هوك، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أشار إلى أن ترامب تعهد بعزل إيران دبلوماسياً، وإضعافها اقتصادياً، حتى لا تتمكن من تمويل العنف في المنطقة، بحسب قوله.
وكان ترامب قد أعاد فرض حظر كامل على صادرات النفط الخام الإيرانية في عام 2019، وانخفضت شحناتها إلى 250 ألف برميل يومياً بحلول أوائل عام 2020، وهو أقل بكثير من مستواها قبل عامين. ولكن بعد تولي بايدن منصبه، وصلت إلى أعلى مستوى لها في ست سنوات في سبتمبر/أيلول من هذا العام.
من جهته، قال روبرت ماكنالي، مسؤول مجال الطاقة السابق في الولايات المتحدة، إن إدارة ترامب قد تفرض حظراً أميركياً على الموانئ الصينية التي تستقبل النفط الإيراني، وقد تقرّ كذلك عقوبات تستهدف مسؤولين عراقيين ترى أميركا أنهم يمولون المليشيات المدعومة من إيران، وقال: "حتى التوقعات بتطبيق صارم لحظر النفط ستكون كافية لخفض ما لا يقل عن 500 ألف برميل يومياً من مشتريات النفط الصينية".
واعتبر شخص آخر على اتصال بفريق ترامب، أنه سيكون أقل ميلاً لمعارضة ضربة قوية من إسرائيل للمنشآت النووية والطاقة الإيرانية، وقالت هيليما كروفت، كبيرة استراتيجيي السلع الأساسية في شركة "آر بي سي كابيتال ماركت" الكندية، إن كبار مستشاري ترامب أعربوا عن دعمهم القوي لضربة إسرائيلية على المنشآت النووية والطاقة الإيرانية.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان قال الأربعاء، إن نتيجة الانتخابات الأميركية لا تهم بلاده، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن بيزشكيان قوله: "بالنسبة لنا، لا يهم على الإطلاق من فاز في الانتخابات الأميركية، لأن بلدنا ونظامنا يعتمدان على قوتهما الداخلية".