تغييرات كبرى تشهدها "نيويورك تايمز": خطة ورؤية إنقاذيّة

30 يونيو 2016
التغييرات أثارت مخاوف الموظفين (Getty)
+ الخط -
فرضت التكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بالأجهزة أو المنصات على المؤسسات تغييرات كبرى، ولم تشذ المؤسسات العريقة عن القاعدة حيث وصلت إلى خلاصة مفادها أن البقاء للقادر على التكيف، ومنها صحيفة "نيويورك تايمز"، التي قررت وضع خطة للخروج الآمن من التغييرات العاصفة في سوق الإعلام.

وفي تقرير موسع عن الخطة، نشره موقع "بوليتيكو"، فإنّ مؤسسة "نيويورك تايمز" وضعت رؤية جديدة حول ما ستكون عليه الأخبار والجريدة الورقية وسوق الإعلانات والاشتراكات في أفق عام 2020، مشكلةً فريقاً يتدارس الأمر ويشرع في التنسيق لتنفيذ هذه الرؤية.

وقال دافيد ليونهاردت، كبير الفريق الساهر على تنفيذ هذه الرؤية، إن "صحيفتنا قد تغيرت بشكل كبير جداً خلال السنوات الأخيرة، لكنها لم تتغير بالشكل الكافي حتى الساعة، لهذا فكرنا بفعل ما نحن مقدمون على فعله الآن".

ولتنفيذ هذه الخطة اختارت إدارة الصحيفة العالمية سبعة من الصحفيين جمعتهم في فريق أطلقت عليه اسم "مجموعة 2020"، وهي بمثابة هيئة استشارية لرئيس تحريرها التنفيذي دين باكيت.

وقبل ذلك تلقى موظفو الصحيفة من مدير تحريرهم التنفيذي مذكرة إخبارية تقول إن غرفة الأخبار "سوف تضطر إلى تغيير كبير، بسرعة، وبدون خوف"، لتنطلق التغييرات، والتي تحول بعضها إلى بؤرة التركيز، مثل مستقبل التقارير وشكلها في مؤسسة ذات توجه عالمي أكثر فأكثر، وكيف ستكون عليه النسخة الورقية، وغيرها.

وكشفت مصادر من داخل المؤسسة أن هذه القرارات المرتبطة بمشروع 2020 قد تسببت بموجة من القلق داخل المؤسسة إذ لا يعرف أحد حقاً كيف ستكون عليه غرفة الأخبار بعد سنة من الآن، فما بالك بعام 2020.

وتسعى "نيويورك تايمز" من خلال هذا القرار كذلك إلى أن تحافظ على ريادتها وسمعتها كالمؤسسة الإعلامية الأكبر، مع جيش من الصحافيين يصل عددهم إلى 1300 صحافي.

وتعترف "نيويورك تايمز" بأنها لم تتكيف بسرعة مع متغيرات البيئة الإعلامية العالمية المتسارعة، التي صار فيها القراء يطلعون على الأخبار من هواتفهم النقالة أساساً، وحتى النسخة الورقية ذائعة الصيت لم توفر المال الكافي للحفاظ على كل الموظفين، ما دفعها إلى الدخول في موجة استحواذ وتسريح للصحافيين، بعدما اضطرت للاستغناء عن 100 وظيفة، في سابقة من نوعها في تاريخ المؤسسة.

وفي ما يخص جني الأموال، تنوي المؤسسة توسيع قاعدتها الجماهيرية حول العالم، إذ ما دامت لا تستطيع طلب المزيد من المال من المشتركين الحاليين فهي مضطرة للبحث عن قراءٍ جدد، ما سيدفعها إلى توجه عالمي أكثر.

ووجدت "نيويرك تايمز" عائقا آخر أمام نموها من ناحية الأرباح، إذ إن الجانب الأكبر من أرباح المؤسسة يتم تحقيقه عبر الصحيفة الورقية التي تجني منها 441,6 مليونا من أصل 1.58 مليار دولار عام 2015 مثلاً، لكن المعلنين يتجهون إلى العالم الرقمي يوما بعد يوم.
لهذا تسعى المؤسسة إلى تحقيق أرباح أكبر بالاعتماد على منصتها الرقمية، إذ تطمح الرؤية الجديدة إلى تحقيق نحو 800 مليون دولار بحلول العام 2020.

(العربي الجديد)




المساهمون