تضارب التصريحات حول منع العريفي من دخول الجزائر

08 مارس 2016
العريفي ينفي (فيسبوك)
+ الخط -
تضاربت التصريحات حول حقيقة منع الداعية د.محمد العريفي من دخول الجزائر، فبعد أن أكدت مصادر رسمية جزائرية، أن الداعية السعودي غير مرحب به في البلاد، وأنه تم رفض طلب حصوله على تأشيرة دخول إليها، نفى العريفي، عبر حسابه الرسمي على تويتر، الذي يتابعه نحو 14.4 مليون شخص، أن يكون راغبا في السفر إلى الجزائر من الأساس.

وأكد، عبر رسالة مصورة له، أنه لا يزور بلدًا لنشاط ديني أو ثقافي إلا بدعوة من جهات رسمية، وبتنسيق مع السفارة السعودية، وإجراءات أخرى، وأضاف: "زرتُ أهلي وأحبابي في الجزائر قبل سنوات، زرت مساجدها وجامعاتها، والتقيت بعلمائها ومثقفيها.. تعرفتُ عليهم عن قُرب.. فأحببتهم، فصرتُ أُثني عليهم، وأحدّث الناس بما رأيتُ من نُبل أخلاقهم، وكرمهم، وزكاء نفوسهم".


غير أن حديث العريفي يتناقض مع تأكيدات رسمية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، الذي أكد بشكل واضح أن بلاده رفضت منح التأشيرة للعريفي لدخول أراضيها من أجل المشاركة في ملتقى بشرق البلاد.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن دعوته للملتقى، وقال العيسى في تصريح نقلته وكالة الأنباء المحلية: "العريفي طرف فاعل في التحريض على ما يسمى بالربيع العربي، وهو مروج للدعاية لصالح المجموعة المتطرفة، جماعة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سورية". وتابع عيسى، الذي كان يتحدث خلال حضوره المنتدى الإعلامي الذي نظمته المجموعة الصحافية (واست تريبين) في الجزائر، أن وزارته "تتوّفر بشكل كافٍ على الأدوات لحماية البلاد فكريا"، وأنها "مؤهلة للفصل إن كان شيخ أو داعية ما يستحق دعوته للمجيء إلى الجزائر أم لا".


وأثارت التصريحات المتضاربة الكثير من الجدل، خاصة أن تعليق العريفي كان غير واضح وهو يتحدث عن سفره إلى الجزائر ومنعه من دخولها، بينما حديث الوزير الجزائري، الذي نقلته وسائل إعلام سعودية، يتحدث عن تقدمه بطلب تأشيرة دخول، وهو ما تم منعه.

ويؤكد الداعية سعد السرهيد أن مثل هذا التضارب في الأقوال ليس في مصلحة الداعية الذي تعوّد على إثارة الجدل. ويقول لـ"العربي الجديد": "القنوات التي يهاجمها العريفي لم تقل إنه مُنع من دخول الجزائر من المطار، كما نفى هو، ولكن نقلت عن وزير جزائري أنه تم رفض طلب حصوله على تأشيرة. وهناك فرق كبير بين الحالتين، وهو ما حرص العريفي على اللعب عليه، تماما كما فعل عندما قال إنه سيذهب ليقدم برنامجه في القدس، وبعد أن أثار ضجة كبيرة ظهر وقال إنه سيقدمه من على جبل عال في الأردن وستظهر خلفه مآذن القدس من بعيد"، ويضيف: "لغة التكذيب لا تليق بداعية، خاصة أن الخبر كان على لسان وزير مسؤول، وبدلا من أن يكذب الوزير ذهب ليكذب الوسيلة التي نقلت الخبر، مستفيدا من أن هناك كثيرين يسيرون خلف ما يقول من دون تيقن".

وخلال الساعات الماضية، تحوّل وسم "#طرد_العريفي_من_الجزاير"، الذي ظهر في نحو 17 ألف تغريدة، إلى ساحة جدل بين مصدق للعريفي وبين مكذب له. وسرعان ما تحول إلى جدل حول شعبية الداعية ومصداقيته. ورصد بعض المغردين تضاربا في تصريح العريفي مع تغريدات سابقة له أكد فيها زيارته للجزائر قبل ست سنوات، وليس عشرا كما قال في النفي.

المساهمون