تشييع سنقرط في القدس المحتلّة.. واعتقال أطفال في الخليل

القدس المحتلة

محمد عبد ربه

avata
محمد عبد ربه
رام الله

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
08 سبتمبر 2014
F5ABED3B-F660-477D-AC8E-72AE57C2985F
+ الخط -
شيّع الآلاف من أهالي القدس المحتلة، مساء اليوم الإثنين، جثمان الشهيد الطفل محمد عبد المجيد سنقرط (16 عاماً) بمسيرة حاشدة انطلقت من المسجد الأقصى المبارك إلى مقبرة باب الساهرة، حيث ووري الثرى.

وتسلمت عائلة سنقرط جثمان ولدها محمد، عصر اليوم، ووصل جثمانه إلى مستشفى المقاصد الإسلامية في المدينة، ثم ألقت عائلته نظرة الوداع عليه في منزله في وادي الجوز، وسط بكاء ودموع والديه وأشقائه وأصدقائه، ووسط صيحات وهتافات الغضب من قبل المشيعين.

وجاب موكب التشييع شوارع المدينة ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، واتجه به المشيعون إلى المسجد الأقصى للصلاة عليه، ثم انطلقوا باتجاه مقبرة باب الساهرة، حيث ووري جثمانه الثرى، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال على مدخل المقبرة، وعلى امتداد الطريق الذي سلكه المشيعون.

وفي السياق، اعتدت قوات الاحتلال على موكب تشييع الشهيد سنقرط، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المشيعين بالقرب من مقبرة باب الساهرة. وعقب انتهاء مسيرة التشييع، هاجم العشرات من الشبان الغاضبين، مساء اليوم مركزًا لشرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس بالمحتلة، وردت شرطة الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والصوت، واعتقال عدد من الشبان، فيما استدعيت قوات كبيرة من عناصر حرس الحدود إلى محيط المركز وشرعت بأعمال مطاردة للشبان.

وكانت سلطات الاحتلال ماطلت لساعات طويلة تسليم جثمان الشهيد سنقرط، فيما اتهم والده سلطات الاحتلال بتعمد المماطلة ومحاولة التنصل من المسؤولية عن جريمة قتل نجله بدم بارد، بعد إطلاق الرصاص عليه، الأحد الماضي من مسافة قريبة والاعتداء عليه بالضرب.

وكانت قوات الاحتلال قد قتلت الطفل محمد سنقرط أثناء توجهه إلى الصلاة في مسجد عابدين، في حي وادي الجوز في مدينة القدس، الأحد الماضي، برصاص مطاطي من مسافة قريبة، وضربته بشكل وحشي أسفر عن كسر في جمجمته، ونزيف في الدماغ.
واستبق الوالد، عبد المجيد سنقرط، تسلّم العائلة جثمان الطفل، بإعلانه، خلال مؤتمر صحافي عقده، ظهر اليوم الإثنين، في خيمة عزاء أقيمت قرب منزل العائلة، رفض ادعاءات الاحتلال بشأن ظروف وملابسات جريمة مقتل ولده. وأكّد أن الاحتلال استخدم رصاصاً مطاطياً من نوع جديد، في قتل محمد من مسافة قريبة جداً، فأصيب في رأسه، مما تسبّب بكسر في الجمجمة، ونزيف في الدماغ.

ووصف والد الشهيد رواية شرطة الاحتلال، التي قالت فيها إن "الكسر في الجمجمة نجم عن ارتطام رأسه بعنف في الأرض بعد إصابته" بأنها رواية كاذبة، وتستهدف التنصّل من المسؤولية عن الجريمة، التي تمّت بدم بارد، وهو ما يفسّر قيام الاحتلال بتغيير روايته المكتوبة عن الجريمة، وتراجعه أكثر من مرة عن تسليم الجثمان.

وشدّد على حق العائلة في مساءلة القتلة وملاحقتهم، وقال إنّهم لم يكتفوا بإطلاق الرصاص على محمد، وهو في طريقه إلى أداء الصلاة في مسجد عابدين، بل انهالوا على رأسه ووجهه ركلاً بأحذيتهم العسكرية، مما يؤكد إصرارهم على ارتكاب الجريمة. وأكد إصرار العائلة على جنازة مهيبة بمشاركة واسعة من قبل المواطنين، والصلاة عليه في المسجد الأقصى.

في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال 12 فلسطينياً لم تعرف هوياتهم بعد، ثم اقتادتهم إلى جهات مجهولة، وذلك خلال مرورهم عن حاجز زعترة جنوبي نابلس. وتعمّدت قوات الاحتلال الموجودة على الحاجز إعاقة حركة المركبات، ودققت ببطاقات الفلسطينيين وفتشت المركبات المارة.

وأُصيب طفلان بجروح، واعتقل سبعة آخرون، مساء اليوم الاثنين، في بلدة يعبد جنوبي جنين وفي بلدتي تقوع وبيت فجار ببيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاطي باتجاه الشبان والأطفال بمواجهات شهدتها بلدة يعبد جنوبي غرب جنين، ما أدى إلى إصابة الطفل عماد أحمد حرز الله (16 عاماً) بجروح في يده نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ باتجاهه ووصفت إصابته بالطفيفة، كما أُصيب الطفل أمين الكيلاني (14 عاماً) برصاصة مطاطية وتمت معالجته ميدانياً".
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة أطفال خلال تلك المواجهات واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وهم: محمد مأمون عمارنة (13 عاماً)، وعكرمة خالد عمارنة (14 عاماً)، وأحمد صادق أبو بكر (14 عاماً)، وخالد عرفات عمرو (15 عاماً)، فيما لم تعرف هوية الطفل الخامس.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، شابين على المدخل الغربي لبلدة تقوع شرقي بيت لحم، عقب توقيفها على حاجز أقامته بالقرب من البلدة، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، ولم تعرف بعد هوية الشابين.
وفي السياق، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الضوئية وقنابل الصوت، في محيط المدخل الغربي لقرية تقوع، وانتشر جنود الاحتلال في الأراضي الزراعية القريبة.
إلى ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال، ظهر اليوم الإثنين، الفتى سندس رمضان الدسوقي (15 عاماً) من مدينة اللد، بعد الاعتداء عليه بالقرب من باب المجلس، أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى، إثر عراك وقع بين مصلّين ومستوطنين، استباحوا الأقصى وحاولوا أداء طقوس خاصة في ساحاته. كما اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين من بلدة بيت أمر، شمالي مدينة الخليل، بينهم أربعة أطفال.

وقال منسق "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بيت أمر، محمد عوض، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوة عسكرية من جيش الاحتلال نصبت كميناً لعدد من الشبان والأطفال بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور"، المقامة على أراضي البلدة، واعتقلت كلًا من محمد حسين أبو مارية (16 عاماً)، وشقيقه موفق حسين (14 عاماَ)، ومحمد مقبل (18 عاماً)، وعصام بحر (14 عاماً)، ومؤيد أبو مارية (14 عاماً)، ونقلتهم إلى داخل مستوطنة "كرمي تسور"، ومن ثم إلى معسكر "كريات أربع" القريب من مدينة الخليل.

وأشار عوض إلى أن قوة عسكرية أخرى أقامت حاجزاً عسكرياً بالقرب من السوق المركزية، وسط البلدة، واعتقلت الأسير المحرر، فراس إبراهيم أبو مارية، ونقلته إلى معسكر "غوش عتسيون" شمالي الخليل.

ذات صلة

الصورة
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى / القدس المحتلة 13 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

يخشى المقدسيون من أن تكون تحركات المستوطنين بشأن بناء كنيس يهودي في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى قد بدأت تأخذ منحنى جدياً في الأيام الأخيرة.
الصورة
إحياء عيد الفطر في المسجد الإبراهيمي في الخليل، 10 إبريل 2024 (عامر شلودي/الأناضول)

سياسة

استباح مئات المستوطنين من مستوطنة كريات أربع والبؤر المحاذية لها والمقامة على أراضي البلدة القديمة في الخليل، المسجد الإبراهيمي وأحياء البلدة
الصورة
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى 18 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى
الصورة
عكرمة صبري بعد إفراج الاحتلال عنه ، 17 ديسمبر 2023 (الأناضول)

سياسة

أصدرت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، قرارًا بمنع خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من الدخول إلى المسجد وباحاته لمدة ستة أشهر.
المساهمون