تركيا: تبادل اتهامات بين تيارات الحركة القومية الكردية

05 نوفمبر 2015
"الكردستاني" متهم بخسارة "الشعوب الديمقراطي" (فرانس برس)
+ الخط -

يستمر السجال بين أطراف الحركة القومية الكردية، بين أجنحة حزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية) عن أسباب تراجع الأخير، وفشله في الحفاظ على نتائجه السابقة في الانتخابات البرلمانية العامة، التي جرت في الأول من نوفمبر الحالي.

وبينما تحمل مختلف الأطراف حزب العمال الكردستاني سبب تراجع الأخير، تنفي قيادات الكردستاني ذلك، وتؤكد دورها الهام في الحفاظ على أصوات الشعوب الديمقراطي، على الرغم  من الحملة الشرسة التي تعرض لها الأخير من مختلف الأطراف السياسية في تركيا.

في هذا السياق، أكد جميل بايك، الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستاني ( المظلة التي يعمل تحتها جميع الأحزاب التابعة لحزب العمال الكردستاني) وأحد أهم القيادات العسكرية في الكردستاني، أنه " لولا مساندة حركة التحرر الكردي، ولولا المقاومة التي كانت موجودة، لما حصل حزب الشعوب الديمقراطي في ظل هذه الهجمات على 5 في المائة حتى من عموم الأصوات"، داعية الشعوب الديمقراطي إلى الابتعاد عن الحديث حول ضرورة الابتعاد ورسم مسافة واضحة بينه وبين الكردستاني.

وأشار بايك في المقال الذي كتبه في جريدة أزادية ولات، الناطقة باللغة الكردية، ويني أوزغور، الناطقة بالتركية، التابعتين للكردستاني، واللتين تصدران في تركيا، أن انتصار حكومة العدالة والتنمية في الانتخابات كان بسبب الخداع الذي مارسته الحكومة. 



وقال "الأصوات الإضافية التي حصلت عليها حكومة العدالة والتنمية والقصر الرئاسي في انتخابات نوفمبر الحالي، جاء نصفها بسبب الوسط الحربي الذي صنعته الحكومة، أما النصف الثاني، فقد جاء بالتأكيد من الخداع واللعب، حيث عمدت إلى استخدام جميع أنواع الخداع والمراوغة لتخفيض نسبة أصوات الشعوب الديمقراطي، ولكن على الرغم من كل تلك الهجمات، استطاع الشعوب الديمقراطي تجاوز العتبة البرلمانية، وبالتأكيد لا يمكن اعتبار هذا فشلاً".

وفي رده على الاتهمات التي تكيلها مختلف الأطراف في الشعوب الديمقراطي ( المكون من ائتلاف بين العمال الكردستاني واليسار التركي والمحافظين الأكراد)  للعمال الكردستاني بتحميله سبب الانخفاض في الأصوات، رفض بايك هذه الاتهامات، قائلاً "إن اتهام حركة التحرر القومي الكردي ( العمال الكردستاني) هو توجيه نوع خاص من الحرب، ولولا وجود ومقاومة حركة التحرر الكردي لما حصل الشعوب الديمقراطي في ظل هذه الهجمات عليه حتى على 5 في المائة من الأصوات، حيث حصل الشعوب الديمقراطي في المناطق التي كانت فيها حركة التحرر القومي الكردي فاعلة على الأقل على 60 في المائة من الأصوات أو أكثر".

وطالب بايك الشعوب الديمقراطي بالابتعاد عمّا سماه "سفسطة" الابتعاد ورسم خطوط واضحة بينه وبين الكردستاني، ورأى أن "على الشعوب الديمقراطي الابتعاد عن سفسطة وضع مسافة واضحة بينه وبين حركة التحرر القومي الكردي، وبدل ذلك عليه التعمق قي البحث عن حلول لأسئلة أكثر أهمية، من قبيل، لمَ لا تتدمقرط تركيا؟ لمَ يستمر الإصرار على السياسات المضادة للديمقراطية؟ لمَ لا يتم حل القضية الكردية في تركيا؟ ".

وأضاف "إن تحميل الأكراد الذين يقاومون المجزرة الثقافية التي يتعرضون لها مسؤولية ما جرى أمر سهل للغاية، علينا الابتعاد عن هذه المقاربات، والتوقف أكثر على السياسات والممارسات التي تصر على عدم الاعتراف بحقوق الأكراد الديمقراطية". 

اقرأ أيضاً:تراجع "الشعوب الديمقراطي" في الانتخابات التركية: ابحث عن "الكردستاني"

المساهمون