تربية الطيور في غزة تحولت من هواية إلى تجارة بين شباب غزة، فبعضهم يقبل على اقتناء الحمام الغريب والعصافير بغرض الزينة والمتعة، بينما بعض آخر يتخذها مصدر دخل له في ظل ظروف إنسانية غير مسبوقة "كارثية" لسكان غزة.
حمودة أبو مصطفى 40 عاماً من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يقتني العصافير في منزله منذ كان عمره 5 سنوات، حتى ألف تربيتها بعد أن ورثها عن والده الذي كان يصحبه للصيد؛ فكان يراقبه أثناء نصبه الشباك في المناطق شرق خانيونس.
ويعمل أبو مصطفى مدرساً في التربية الإسلامية، ورغم وقته المحدود إلا أنه يستغرق ساعات عديدة وهو يطعمها ويسقيها، ويطلع على "أفراخ العصافير" التي تجلس بين أجنحة أمها في وقت تستقبل الطعام من فمها في مشهد يجسد الحب والحنان.
يقول الأربعيني والابتسامة ترتسم على وجهه: "مربي العصافير حتى يكونَ ماهراً ومحترفاً بحاجة لأن يحتك مع العصفور ويعيش معها ويستمع لزقزقاتها، كل زقزقة تدل على إيحاء ومعنى ما".
وبينما تتعالى زقزقة العصافير داخل مزرعته الصغيرة، يشير أبو مصطفى بإصبعه إلى أنواع الطيور التي يربيها مثل الكناري "والزيبرا" والببغاء الاستوائي، والحسون، والدويري، والفنكر.
وتزايد الإقبال على هذه المهن مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في غزة لـ 47%، وفق المركز الفلسطيني للإحصاء الفلسطيني، في وقت وصلت معدلات الفقر بين الفلسطينيين في القطاع لـ 50%.
وعلى نحو مختلف قليلاً لجأ الشاب يوسف الدريملي 26 عاماً لمحل والده بعد تخرجه من تخصص الهندسة والديكور من جامعة الأزهر في غزة، وعجزه عن الحصول على وظيفة تتماشى مع هواياته ورغباته.
ويبدو أن قضاء يوسف معظم وقته في تربية العصافير جعله يعشق أصواتها، ويؤكد يوسف أن حبه للعصافير خفف من كد البحث عن الوظيفة التي لا يزال يتمناها. إلى لجانب أنها مصدر للمتعة والزينة بالنسبة ليوسف فهي كذلك مصدر رزق وفير يساعده على العيش بحياة كريمة.
وبينما يقف الشاب قرب عصفور بدا عليه التعب والمرض، يقول وعلامات الحزن عليه إن "تربية الطيور بحاجة لرأس مال كبير لكي تستطيع المنافسة والبيع، لكن الخسارة واردة بشكل كبير، فموت وإصابة بعضها بالأمراض نتيجة تقلبات المناخ يتسبب بالإزعاج لي".
وكان يوسف يخرج عبر الأنفاق الحدودية مع مصر، لبيع بعض طيور الزينة في الأسواق العربية، أو لشراء أصناف غير موجودة في غزة، لكن تدمير الأنفاق عقب الأحداث الأمنية في الجمهورية عام 2013، تسبب له بخسارة كبيرة فاقمت من خسارته أصلاً التي تكبدها بموت مئات من طيوره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008.
أما الشاب هيثم أبو عميرة فيختلف عن سابقيه من الباعة في كونه يبيع طيوراً نادرة مثل الطاووس والبط الملون والكناري والهزاز الروسي والسلفر كينغ والماسي والهنغاري الروسي وهومر والبلجيكي والكوبرا والحمام الزاجل ذي الأصول الأفريقية.
ويستورد أبو عميرة هذه الطيور النادرة من الضفة الغربية والقدس المحتلة ومن دول أوروبية من بينها ألمانيا، من خلال المعابر التي تسيطر عليها "إسرائيل".
ورغم ارتفاع أسعار هذه الطيور التي يصل سعر الطائر الواحد منها إلى نحو 2000 دولار، إلا أن هناك من يشتريها للتمتع بجمالها، أو رغبة في بـ "تفريخ" أنواع منها، وبيعها ضمن صفقاته التجارية.
(فلسطين)
حمودة أبو مصطفى 40 عاماً من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يقتني العصافير في منزله منذ كان عمره 5 سنوات، حتى ألف تربيتها بعد أن ورثها عن والده الذي كان يصحبه للصيد؛ فكان يراقبه أثناء نصبه الشباك في المناطق شرق خانيونس.
ويعمل أبو مصطفى مدرساً في التربية الإسلامية، ورغم وقته المحدود إلا أنه يستغرق ساعات عديدة وهو يطعمها ويسقيها، ويطلع على "أفراخ العصافير" التي تجلس بين أجنحة أمها في وقت تستقبل الطعام من فمها في مشهد يجسد الحب والحنان.
يقول الأربعيني والابتسامة ترتسم على وجهه: "مربي العصافير حتى يكونَ ماهراً ومحترفاً بحاجة لأن يحتك مع العصفور ويعيش معها ويستمع لزقزقاتها، كل زقزقة تدل على إيحاء ومعنى ما".
وبينما تتعالى زقزقة العصافير داخل مزرعته الصغيرة، يشير أبو مصطفى بإصبعه إلى أنواع الطيور التي يربيها مثل الكناري "والزيبرا" والببغاء الاستوائي، والحسون، والدويري، والفنكر.
وتزايد الإقبال على هذه المهن مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في غزة لـ 47%، وفق المركز الفلسطيني للإحصاء الفلسطيني، في وقت وصلت معدلات الفقر بين الفلسطينيين في القطاع لـ 50%.
وعلى نحو مختلف قليلاً لجأ الشاب يوسف الدريملي 26 عاماً لمحل والده بعد تخرجه من تخصص الهندسة والديكور من جامعة الأزهر في غزة، وعجزه عن الحصول على وظيفة تتماشى مع هواياته ورغباته.
ويبدو أن قضاء يوسف معظم وقته في تربية العصافير جعله يعشق أصواتها، ويؤكد يوسف أن حبه للعصافير خفف من كد البحث عن الوظيفة التي لا يزال يتمناها. إلى لجانب أنها مصدر للمتعة والزينة بالنسبة ليوسف فهي كذلك مصدر رزق وفير يساعده على العيش بحياة كريمة.
وبينما يقف الشاب قرب عصفور بدا عليه التعب والمرض، يقول وعلامات الحزن عليه إن "تربية الطيور بحاجة لرأس مال كبير لكي تستطيع المنافسة والبيع، لكن الخسارة واردة بشكل كبير، فموت وإصابة بعضها بالأمراض نتيجة تقلبات المناخ يتسبب بالإزعاج لي".
وكان يوسف يخرج عبر الأنفاق الحدودية مع مصر، لبيع بعض طيور الزينة في الأسواق العربية، أو لشراء أصناف غير موجودة في غزة، لكن تدمير الأنفاق عقب الأحداث الأمنية في الجمهورية عام 2013، تسبب له بخسارة كبيرة فاقمت من خسارته أصلاً التي تكبدها بموت مئات من طيوره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008.
أما الشاب هيثم أبو عميرة فيختلف عن سابقيه من الباعة في كونه يبيع طيوراً نادرة مثل الطاووس والبط الملون والكناري والهزاز الروسي والسلفر كينغ والماسي والهنغاري الروسي وهومر والبلجيكي والكوبرا والحمام الزاجل ذي الأصول الأفريقية.
ويستورد أبو عميرة هذه الطيور النادرة من الضفة الغربية والقدس المحتلة ومن دول أوروبية من بينها ألمانيا، من خلال المعابر التي تسيطر عليها "إسرائيل".
ورغم ارتفاع أسعار هذه الطيور التي يصل سعر الطائر الواحد منها إلى نحو 2000 دولار، إلا أن هناك من يشتريها للتمتع بجمالها، أو رغبة في بـ "تفريخ" أنواع منها، وبيعها ضمن صفقاته التجارية.
(فلسطين)