لم ينتهِ بعد الهجوم الذي بدأه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام على أربع عضوات ديمقراطيات في الكونغرس، يتحدّرن من أقليات عرقية أو دينية، انتقدن سياسته، ووصفهنّ بـ"الفريق". فقد جدّد ترامب، أمس الأحد، الهجوم على النائبات الأربع عبر "تويتر"، في وقت ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الاثنين، أنّه صعّد هجومه عليهنّ في محاولة للفوز بتأييد الناخبين البيض.
وقال ترامب في تغريدة جديدة: "لا أصدّق أنّ عضوات الكونغرس الأربع قادرات على حبّ بلادنا. يجب عليهنّ الاعتذار لأميركا (وإسرائيل) عن الأشياء الفظيعة (الكريهة) التي تفوهن بها".
Twitter Post
|
وكان ترامب قد ردّ في وقت سابق على الانتقادات التي طاولته بعد سلسلة تغريدات أطلقها قبل أيام، هاجم فيها نائبات ديمقراطيات من أصول أجنبية، ودعاهنّ للعودة من حيث أتين.
وكتب عبر "تويتر": "متى ستعتذر النائبات الديمقراطيات من اليسار المتطرف لبلادنا، ولشعب إسرائيل، وحتى لمكتب الرئيس، على اللغة البذيئة التي استخدمنها، والأمور الفظيعة التي قلنها. العديد من الناس غاضبون منهن ومن أفعالهن الفظيعة والمثيرة للاشمئزاز"، متّهماً الديمقراطيين بأنهم "جعلوا إسرائيل تشعر بأنها منبوذة من الولايات المتّحدة".
وقد ردّت النائبات اللواتي استهدفهن ترامب بتعليقاته، بالقول إنّ الرئيس يروّج لـ"القومية البيضاء"، وتعهدن بأنهن لن "يسكتن".
وفي وقت يتحضّر فيه ترامب لمعركة الرئاسة الأميركية في خريف عام 2020، أشارت صحيفة" ذا تايمز" البريطانية إلى أنّ هجمات ترامب العرقية والاستفزازية على عضوات الكونغرس الأربع، قد تحسّن فرصة إعادة انتخابه، وفقاً لتحليلات التصويت في الولايات الرئيسة للمعركة الرئاسية.
ولفتت إلى أنّه من المتوقع أن تتوقف نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل، على قدرة الجمهوريين على قيادة عدد كافٍ من البيض من الطبقة العاملة للتصويت في الولايات الشمالية الأساسية، وذلك لمواجهة ردّ فعل عنيف وواسع ضدّ ترامب في أماكن أخرى.
وأشارت إلى أنّ ربط "الحزب الديمقراطي" بالنساء الأربع، وجميعهنّ من التقدميّين، يمكن أن يمنح ترامب ميزة في نظام الكلية الانتخابية الذي مكّنه من الفوز بالسباق إلى البيت الأبيض عام 2016، على الرغم من حصوله على ما يقارب الثلاثة ملايين صوت أقلّ من هيلاري كلينتون.
ولفتت إلى أنّ ناخبي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في ولايات حزام الصدأ، مثل ميشيغين - الذين تحوّلوا بشكل حاسم نحو تأييد ترامب في عام 2016، نظراً لقرب وجهات نظرهم في ملف الهجرة من ترامب، أكثر منها من كلينتون – من المرّجح، وفق التحليلات، أن يكونوا محوريين مرّة أخرى.
وكتبت الخبيرة في ملف التصويت في صحيفة "نيويورك تايمز" نايت كوهن، أنّ الفرصة الرئيسة أمام الديمقراطيين لحشد الناخبين من غير البيض، والشباب على هامش السياسة، ستساعد الديمقراطيين، بشكل غير متناسب، في ولايات تعددية وغير تنافسية على الأغلب. أمّا الفرصة الرئيسة أمام الجمهوريين لحشد الناخبين البيض الأقل تعليماً فستساعدهم، بشكل غير متناسب، في المناطق حيث الطبقة العاملة البيضاء ممثلة تمثيلاً زائداً في معركة الولايات الشمالية، وفق كوهن.
وتشير "ذا تايمز" إلى أنّ استهداف ترامب للنائبات الديمقراطيات الأربع، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، ورشيدة طليب، وإلهان عمر، وإيانا بريسلي، يبدو أنّه يخدم هذه الاستراتيجية.
ووجد استطلاع رأي للديمقراطيين أنّه يُنظر إلى "الاشتراكية" على نحو غير مؤاتٍ من قبل 69 في المئة من الناخبين البيض من دون شهادات جامعية، وفق "أكسيوس". وقد سعى ترامب إلى وصف النائبات بـ"الاشتراكيات".