تحذيرات عراقية بعد عزل البشمركة بعشيقة عن الموصل

18 نوفمبر 2016
البشمركة وضعت ساتراً ترابياً (أود أندرسن/ فرانس برس)
+ الخط -


في وقتٍ تتواصل فيه معركة الموصل لاستعادة المدينة شمالي العراق، من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أقدمت قوات البشمركة الكردية، على عزل بلدة بعشيقة عن الموصل، بساتر ترابي وخندق شَقّي، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولين محليين من محافظة نينوى، محذّرين من مخطط كردي للاستيلاء على المناطق التي حرّرتها البشمركة، وضمّها إلى إقليم كردستان.

وقال مصدر عسكري، في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "قوات البشمركة أقدمت بعد تحريرها بلدة بعشيقة على حفر خندق على حدودها من جهة الموصل، أعقبه وضع ساتر ترابي ليحدّ المدينة من هذا المحور، ويعزلها عزلاً كاملاً عن الموصل".

وأوضح أنّ "الخندق زاد طوله حتى الآن عن 22 كيلومتراً، والآليات تواصل العمل على إكماله"، مشيراً إلى أنّ "الحديث يجري على تعميم السواتر والعزل بكل المناطق التي سيطرت عليها البشمركة، على محاور الموصل".

يأتي هذا في وقتٍ أعلن سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود كاكة حمه، أنّ "قوات البشمركة ستبقى متمركزة في المناطق التي حرّرتها، وأنّها ستقوي حدودها بشكل أفضل".

وأكد في تصريح صحافي، أنّ "قوات البشمركة لن تنسحب من المناطق التي حرّرتها في الموصل، وأنّها ستواصل البقاء فيها وتحصينها وتأمين حدودها، بشكل أفضل ممّا كانت عليه في السابق".

في المقابل، حذّر عضو المجلس المحلّي لمدينة الموصل عبد الوهاب الشمري، من "خطورة عزل مناطق معينة من محافظة الموصل عنها".

وقال الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية تحرير الموصل والتعاون بين القطعات العراقية النظامية، نالت رضى وقبول أهالي المحافظة"، مضيفاً أنّه "في ذات الوقت لا يمكن للأهالي القبول بأن تكون المعركة ذريعة لاقتطاع مناطق من المحافظة، كي يذهبوا إلى جهات أخرى".

واعتبر أنّ "البشمركة الكردية بذلت جهوداً كبيرة في عمليات التحرير، وقدّمت خسائر لا يستهان بها، لكنّ ذلك هو إجراء حتمي كونها قوة عراقية، وبنفس الوقت فإنّ "داعش" باجتياحه للموصل، كان يهدّد كردستان، وهو ما دفع حكومة الإقليم إلى التحرّك لتحرير المناطق القريبة لتأمين حدودها، ما أسهم بضرب داعش".

ورأى الشمري في الوقت عينه أنّ "من غير المقبول أن تتغيّر أهداف تأمين كردستان إلى أطماع بضم أجزاء من الموصل"، مبيّناً أنّ "الأهالي محاصرون داخل المحافظة بين النيران ولا يستطيعون التحرّك، لكنّهم لن يسكتوا على اقتطاع أي جزء من محافظتهم".

وطالب حكومة بغداد ورئيسها حيدر العبادي، بـ "متابعة الموضوع وعدم تركه للمستقبل، وعدم إعطاء أي وعود لحكومة أربيل تتعلّق بوحدة أراضي الموصل".

وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قد أعلن أمس الخميس، أنّ قوات البشمركة لن تنسحب من المناطق التي حرّرتها مؤخراً في نينوى، واصفاً إياها بـ"المناطق الكردستانية"، وكشف عن اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية على إبقاء قواته فيها.