تاريخ اليورو(8)..هدف خُرافي لـ "باستن"..وهولندا تثأر من الألمان

03 يونيو 2016
هولندا انتصرت في النهائي على الاتحاد السوفييتي (العربي الجديد)
+ الخط -
تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/ حزيران الجاري وحتى العاشر من شهر يوليو/ تموز المقبل، ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة؛ يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.

حامل اللقب يفشل في تجاوز التصفيات
وسنستعرض معكم في حلقة هذا اليوم ذكريات ما حدث في النسخة الثامنة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها ألمانيا الغربية في عام 1988؛ والتي فشل في التأهل إليها منتخب فرنسا، حامل لقب النسخة السابعة، بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة للبطولة، والتي ضمت إلى جانبه كلاً من منتخبات: (الاتحاد السوفييتي، وألمانيا الشرقية، وأيسلندا، والنرويج).

وانحدر مستوى المنتخب الفرنسي، والذي تُوج بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم عام 1984، قبل أن يحصد المركز الثالث في بطولة كأس العالم 1986، بشكل مخيف في التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية الثامنة، حيث لم يذق منتخب الديوك طعم الفوز سوى في مباراة واحدة من أصل ثماني مباريات خاضها في التصفيات، ليقتنص منتخب الاتحاد السوفييتي بطاقة الصعود عن المجموعة الثالثة، بعدما احتل المركز الأول برصيد 13 نقطة، مُتفوقاً بفارق نقطتين عن منتخب ألمانيا الشرقية، فيما احتل المنتخب الفرنسي المركز الثالث برصيد ست نقاط.

أما المنتخب الإسباني وصيف بطل النسخة السابقة، فقد عانى هو الآخر الأمرين قبل أن ينجح في الصعود إلى النهائيات مُتفوقاً بفارق نقطة وحيدة عن المنتخب الروماني في المجموعة الأولى التي ضمت أيضاً منتخبي النمسا وألبانيا، هذا في وقتٍ عوّض فيه المنتخب الإيطالي فشل إخفاقه في الصعود إلى نهائيات النسخة الأخيرة، بعدما تصدر المجموعة الثانية متفوقاً بفارق ثلاث نقاط على المنتخب البرتغالي.

وانتزع المنتخب الإنجليزي صدارة المجموعة الرابعة عن جدارة واستحقاق بعدما حصد جميع النقاط الممكنة في مجموعته التي ضمت كل من منتخبات: يوغسلافيا وأيرلندا الشمالية وتركيا، باستثناء النقطة الوحيدة التي فرّط بها بعد تعادله السلبي في إسطنبول أمام تركيا، فيما تربّع المنتخب الهولندي على عرش المجموعة الخامسة بعدما احتل المركز الأول برصيد 14 نقطة في المجموعة التي ضمت كل من منتخبات: اليونان، والمجر، وبولندا، وقبرص.

أما المجموعة السادسة فقد عرفت إثارة كبيرة جسدها تقارب مستوى المنتخبات الأربعة المشاركة فيها وصعوبة حسم المباريات، قبل أن ينجح المنتخب الدنماركي في حجز تذكرة الصعود للنهائيات، مُتفوقاً بفارق نقطة واحدة عن تشيكوسلوفاكيا واثنين على ويلز، وذلك رغم أن الأول لم يُسجل سوى 4 أهداف في 6 مباريات خاضها في المجموعة، بينما صعد منتخب جمهورية إيرلندا عن المجموعة السابعة، بعدما احتل المركز الأول في المجموعة التي ضمت أيضاً منتخبات: بلغاريا وبلجيكا واسكتلندا ولوكسمبورغ.

لا تغيير في نظام البطولة
مع اكتمال عقد المنتخبات الثمانية المتأهلة إلى نهائيات بطولة أمم أوروبا 1988؛ باتت ملاعب كرة القدم الألمانية جاهزة لاحتضان البطولة القارية الأقوى، والتي شهدت أيضاً مشاركة ثمانية منتخبات في النهائيات، تم تقسيمها إلى مجموعتين تتنافس فيها الدول المشاركة فيما بينها على أن يترشح للدور نصف النهائي متصدر كل مجموعة، إضافة للمنتخب صاحب المركز الثاني، بحيث يلتقي أول المجموعة الأولى مع ثاني المجموعة الثانية، ويلعب أول المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الأولى، ويتأهل الفائزان إلى المباراة النهائية.



آخر مشاركة لمنتخب الاتحاد السوفييتي
عرفت النسخة الثامنة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم مشاركة أخيرة لمنتخب الاتحاد السوفييتي، والذي شارك في هذه البطولة لآخر مرة في تاريخه قبل تفكك الاتحاد عام 1991، ليُصبح منتخب روسيا بعد ذلك الوريث الشرعي لمنتخب الاتحاد السوفييتي.

ألمانيا وإيطاليا تخطفان بطاقة التأهل عن مجموعة الموت الحديدية
في العاشر من شهر يونيو/ حزيران عام 1988، انطلقت النسخة الثامنة من البطولة الأوروبية، وسط توقعات بتتويج المنتخب الألماني باللقب للمرة الثالثة في تاريخه في ظل فشل المنتخب الفرنسي – حامل اللقب – في التأهل إلى البطولة عن طريق التصفيات، وتراجع مستوى بقية المنتخبات صاحبة الباع الطويل في السنوات الأخيرة.

وازدادت هذه التكهنات بعد تربع المنتخب الألماني على عرش المجموعة الأولى التي وُصفت آنذاك بمجموعة الموت الحديدية، والتي ضمت كل من منتخبات: (ألمانيا - إسبانيا - إيطاليا - الدنمارك) حيث تصدر الناسيونال مانشافت آنذاك المجموعة برصيد خمس نقاط ليتفوق بالتالي بفارق الأهداف فقط عن المنتخب الإيطالي، صاحب المركز الثاني، فيما ودّعا المنتخبان الإسباني والدنماركي منافسات البطولة من الدور الأول بعد أن جمع منتخب "لافوريا روخا" نقطتين فقط من ثلاث مباريات، تاركاً منتخب الديناميت الدنماركي في المركز الأخير، بلا أي رصيد من النقاط.

خروج إنجليزي من الباب الضيق
على الجانب الآخر، شهدت مباريات اليوم الأول من المجموعة الثانية حدوث مفاجآت من العيار الثقيل، فقد خسر المنتخب الإنجليزي، الذي أدهش العالم بمستواه بالتصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية، أمام جاره منتخب إيرلندا بنتيجة هدف دون مقابل، هذا في وقتٍ مُني فيه المنتخب الهولندي المدجج بالنجوم بالهزيمة على يد منتخب الاتحاد السوفييتي، بنتيجة هدف دون مقابل.

وتوالت النتائج السلبية على منتخب إنجلترا بعدما هُزم بنتيجة واحدة 1-3 على يد منتخبي الاتحاد السوفييتي وهولندا في آخر مباراتين له في البطولة ليُودع بالتالي البطولة خالي الوفاض من النقاط وشباك متخمة بسبعة أهداف ولجت شباك العملاق بيتر شيلتون،  فيما ذهبت الصدارة لمنتخب الاتحاد السوفييتي، الذي صعد للمربع الذهبي بعدما احتل المركز الأول، برصيد خمس نقاط، ليُرافق معه المنتخب الهولندي، والذي خطف البطاقة الثانية مُستفيداً من فوزه في المباراة الأخيرة له في المجموعة على حساب نظيره الإيرلندي بنتيجة هدف دون مقابل.

منتخب هولندا يثأر لهزيمته على يد الألمان في نهائي كأس العالم 1974
في الدور نصف النهائي، واجه المنتخب الهولندي منافسه اللدود منتخب ألمانيا، والذي حرمه من التتويج بلقب كأس العالم عام 1974، حيث نجح آنذاك منتخب الطواحين في الثأر للهزيمة التي تلقاها على يد الناسيونال مانشافت قبل 14 عاماً، بأفضل طريقة ممكنة، فبعد أن تقدّم نجم المنتخب الألماني، لوثر ماتيوس، لأصحاب الأرض في الدقيقة 55؛ عادل للهولنديين رونالد كومان في الدقيقة 78، قبل أن يُطيح نجم البطولة، ماركو فان باستن، بأحلام أصحاب الأرض قبل نهاية اللقاء بدقيقتين بتسجيله الهدف الثاني لمنتخب بلاده، ليصعد بالتالي المنتخب الهولندي للمباراة النهائية، وسط خيبة أمل كبيرة للجماهير الألمانية.

المدافع السوفيتية تُدمر الكاتيناتشو الإيطالية
على الجانب الآخر من مباريات الدور نصف النهائي من بطولة أمم أوروبا؛ واصل منتخب الاتحاد السوفييتي مُسلسل تألقه اللافت في البطولة الأوروبية، بعدما نجح في الفوز على حساب نظيره الإيطالي بنتيجة هدفين دون مقابل، سجّلهما جينادي ليتوفشينكو وأوليج بروتاسوف.

هدف خُرافي لـ "فان باستن" يُهدي هولندا أغلى الألقاب
في المباراة النهائية، احتشد قرابة 73 ألف متفرج على الملعب الأولمبي في ميونيخ لمتابعة نهائي البطولة الأوروبية، والذي جمع بين منتخبي: هولندا والاتحاد السوفييتي، حيث تقدم المنتخب الهولندي بالنتيجة بهدف سجل نجمه، رود خوليت، في الدقيقة الثانية والثلاثين، ليُحاول بعد ذلك المنتخب السوفييتي معادلة النتيجة.

لكن نجم المنتخب الهولندي السابق، ماركو فان باستن، أبهر آنذاك الجماهير بهدف لا يُنسى في مرمى منتخب الاتحاد السوفييتي، إذ أرسل صانع ألعاب المنتخب الهولندي السابق، أرنولد موهرن، في ذلك الوقت عرضية لـ"فان باستن" ليُطلق الأخير تسديدة هوائية رائعة من زاوية مستحيلة، سكنت شباك حارس مرمى منتخب الاتحاد السوفياتي السابق، رينات داساييف.

وساهم هدف اللاعب الذي تُوج بجائزة الكرة الذهبية أعوام (1988، 1989، 1992) في تتويج منتخب بلاده بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، حيث تمكن منتخب الطواحين في ذلك الوقت من الفوز على نظيره السوفييتي بنتيجة هدفين دون مقابل.

وخلد الهدف الثاني للنجم الهولندي، ماركو فان باستن، في سجلات بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1988 كأجمل هدف في تاريخ البطولة الأوروبية العريقة، في وقتٍ باتت فيه الطريقة التي سجّل من خلالها نجم كرة القدم الهولندية السابق هدفه ماركة مُسجلة باسمه.

المساهمون