بين المزاح والتنمُّر... فرقٌ شاسع لا تدركه ريما الرحباني؟

18 يناير 2018
لماذا هاجمت ريما الرحباني إليسا؟ (العربي الجديد)
+ الخط -
عبَّرت ريما الرحباني عن انزعاجها من أداء إليسا لأغنيات والدتها خلال حفلاتها، في معرض ردِّها على أحد منتقدي ألبوم فيروز الأخير "ببالي"، الذي صدر في حزيران/يونيو الماضي. 
وعبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، ردَّت ريما على الشخص الذي وصف العمل بالفاشل وكلمات الأغنيات بالمقزّزة ومطالباً بألحان من زياد الرحباني، وكتبت: "أنا بقول حَط عقلو براسو وعم يطبع ديوان الشعر. بلكي الطبعة الأولى منهديها لإليسا تغنيها. بلكي بتحلّ عن أغاني فيروز، وبلكي حرام بيجلَس تمّا شوي".

إذاً ريما الرحباني لا تحبّذ أن تؤدّي إليسا أغنيات فيروز في حفلاتها، وهذا حقها. الموضوع طبيعي جداً. لكن من غير الطبيعي أن تستخدم ابنة العائلة الموسيقية الأعرق في لبنان شكل الإنسان للتهكّم عليه. إذ لا نتحدث هنا عن حرّيتها في التعبير. هذا تنمُّر وتعبير غير لائق، خصوصاً أن شكل فم إليسا لا علاقة له بأدائها أو صوتها، واستخدامه للسخرية لا يخدم الموضوع الذي تتحدث عنه ريما.

وجاءت هذه السخرية بعدما قررت المخرجة ريما الرحباني هجرة فيسبوك، تزامناً مع الضجة السلبية التي أحدثها ألبوم فيروز "ببالي"، لم تشأ حينها الردّ على المنتقدين. لكنها اختارت العودة اليوم والردّ على الحملة التي تعرَّضت لها إثر كلامها عن إليسا، وكتبت: "في ناس اعتقدوا إنو إذا بيشنّوا هجوم عليّي، بيسكتوني أو بيزعلوني. ما عارفين يا حرام إنو آراؤهن مش قاريتا ولا عندي وقت أقراها لأني بالقليلة بشتغل. منيح وحيش، الزمن بيقول، أكيد مش هنّي".

ثم تساءلت: "مين اللي قاعد فاضي وراضي كلما نطقت بحرف، إن كان ببوست أو بكومنت مخفي تحت سابع أرض. إن كان مزح وهزار أو كان جد. بياخدو بيصيغ منو خبر عَ ذوقو وبيجيّش هالناس ضدّي. عن جد كتير حلو. يا أعزائي بشرى عاطلة، لما بدي احكي رح احكي ومتلما ما بيحلالي على صفحتي الشخصية اللي باسمي الشخصي، واللي بحب هزر فيها متلما ما بيحلالي مش متلما بيحلالكن".

إليسا، التي يمكن القول إنها أُقحِمت في معركة لا علاقة لها بها، التزمت الصمت من جهتها، واكتفت بمراقبة محبّيها وهم يشنّون هجوماً قاسياً ومهيناً في بعض الأحيان على ريما، فقد لجأ بعضهم إلى انتقاد تنمُّر ريما على شكل "تِم" إليسا، من خلال التنمُّر على شكل ريما.

لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه بعد كلّ هذه الضجة: هل يمكن لريما الرحباني، قانونياً، أن تمنع إليسا أو غيرها من أداء أغنيات فيروز في حفلاتهم؟

طبعاً لا. طالما أن قوانين جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان SACEM تسمح للفنان (أي فنان) بالاستفادة من أغنيات أي فنان آخر، مقابل دفعه مستحقات مالية يكون من خلالها قد اشترى حقوق أداء الأغنية.

تعبير ريما عن انزعاجها من أداء أغنيات فيروز بصوت إليسا، يبقى ضمن إطار الرأي ولا يمكنه أن يتحوَّل إلى تحرُّكٍ فعلي. هذا الرأي الذي دفع البعض إلى الربط بينه وبين موقف إليسا لدى صدور ألبوم "ببالي"، عندما أعادت نشر رأي الزميل جان نخول الذي اعتبر حينها أن ريما أوقعت فيروز في شباكها وورّطتها في أغنيات ركيكة لا تليق بتاريخ الفنانة الكبيرة. فهل انتظرت ريما كلّ هذه الفترة لتردّ على إليسا؟

المساهمون