بومبيو يلتقي عمران خان بإسلام آباد: "لهجة تصالحية" حيال باكستان

إسلام آباد

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
05 سبتمبر 2018
60BBA3C3-D28F-42D0-9FC4-1D38312B2AD9
+ الخط -
التقى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في إسلام آباد اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الجديد عمران خان، وذلك بعدما أعرب عن أمله في "طي صفحة الخلاف" مع باكستان.

وطرح رئيس الوزراء الباكستاني، وقبله وزير الخارجية شاه محمود قرشي، خلال لقائهما بومبيو، قضية إلغاء واشنطن مساعداتها مع باكستان.

وقالت مصادر في رئاسة الوزراء الباكستانية إن القضية الأهم التي تم طرحها خلال اللقاء بين رئيس الوزراء الباكستاني وبين وزير الخارجية الأميركي كانت المصالحة الأفغانية ودور باكستان فيها، حيث طلب الجانب الأميركي أن تلعب باكستان دورا فعالا بهذا الخصوص.

وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء الباكستاني طرح، من جهته، قضية المساعدات المالية التي أعلنت واشنطن إلغاءها.

وحضر الاجتماع بين بومبيو وخان قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه، ورئيس أركان الجيوش الأميركية جوزف دانفورد.

وكان وزير الخارجية الأميركي قد التقى قبل ذلك نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي في مقر وزير الخارجية.

وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم الخارجية الباكستاني، محمد فيصل، إن "الطرفين تباحثا حول العلاقات الثنائية وضرورة تطويرها لأجل المصالح المشتركة".

وأضاف فيصل أن وزير الخارجية الباكستاني شدد على ضرورة إعادة النظر في العلاقات الأميركية الباكستانية، مشيرا إلى أن بلاده ترغب في ذلك "في إطار احترام سيادتها وأمنها القومي".

واستبق بومبيو لقاءاته بالمسؤولين الباكستانيين بتصريحات "تصالحية" تجاه إسلام آباد، وذلك بعد أيام من تأكيد واشنطن أنّها تنوي إلغاء مساعدات عسكرية لباكستان بقيمة 300 مليون دولار.

وتعد الزيارة الأولى لمدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" السابق، منذ تولّيه منصب وزير الخارجية، إلى الدولة التي يحمل دعمها أهمية في ملف أفغانستان.

وقال بومبيو، بحسب ما نقلت "فرانس برس"، إنّ "المحطة الأولى... باكستان. هناك قائد جديد فيها فأردت الذهاب إليها في بداية فترة توليه في محاولة لإعادة ضبط العلاقة بين البلدين". وأضاف بومبيو الذي يرافقه جوزف دانفورد: "هناك الكثير من التحديات بين بلدينا بكل تأكيد، لكننا نأمل أن نجد أرضية مشتركة مع القيادة الجديدة والبدء بالعمل على حلّ بعض مشكلاتنا معاً".

ويتهم المسؤولون الأميركيون إسلام آباد بتجاهل، أو حتى التعاون مع مجموعات على غرار حركة "طالبان" الأفغانية و"شبكة حقاني" اللتين تشنان هجمات في أفغانستان، من ملاذات آمنة على الحدود بين البلدين.

ويقول البيت الأبيض إنّ وكالة الاستخبارات الباكستانية، وغيرها من الهيئات العسكرية في باكستان، لطالما ساهمت في تمويل وتسليح "طالبان" لأسباب عقائدية، ولمواجهة النفوذ الهندي في أفغانستان.

ويعتقد كذلك أنّ شنّ باكستان حملة أمنية ضد الحركة سيكون له دور محوري في تقرير نتيجة الحرب المشتعلة منذ سنوات في أفغانستان.

ويأمل بومبيو أن يؤدي انتخاب خان، الذي تعهد بالسعي إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة، إلى قلب المعادلة. وقال في وقت سابق: "انظروا، أعتقد أنّ هناك حكومة جديدة هذه المرة (...) وآمل أن نتمكّن من طي صفحة الماضي، وتحقيق تقدم. هناك توقعات حقيقية".


تحوّل في لهجة واشنطن

وأضاف: "أنا على أمل بأننا سنتمكّن من إقناعهم بتقديم هذه المساعدة"، مضيفاً أنّه اتفق مع خان، خلال محادثاته معه، على أنّ السلام في أفغانستان هو "هدف مشترك".

وأكد إمكانية إعادة تقديم الدعم العسكري في ظل الظروف المناسبة. وقال: "كنا نقدم هذه الموارد عندما كان الأمر منطقياً بالنسبة للولايات المتحدة (...) عندما يحدث ذلك مجدداً أنا واثق من أننا سنقدّم إلى الرئيس ما يبرر ذلك".

وكان وزير الخارجية الباكستاني قد أكد، وفق ما أوردت "رويترز"، أنّه "سيتبادل الحديث" مع بومبيو، في ما يتعلّق بإلغاء واشنطن مساعدات للجيش الباكستاني بقيمة 300 مليون دولار.

وألغت الولايات المتحدة هذا العام مساعدات كانت مخصصة لباكستان بلغت 800 مليون دولار في المجمل.

وتشكّل تصريحات بومبيو الأخيرة تحوّلاً في لهجة واشنطن حيال الدولة المسلحة نووياً في ظل رئيس وزرائها الجديد، وهو لاعب كريكت سابق وصل إلى السلطة في يوليو/تموز الماضي، وسط ترقّب بشأن سياسته حيال المجموعات المسلحة.

وكانت الولايات المتحدة تحدّثت عن "عيوب" في العملية التي سبقت الانتخابات في باكستان، لكنّها أكدت مع ذلك استعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة.

وأكد بومبيو كذلك أنّ مندوب واشنطن السابق لدى كابول وبغداد والأمم المتحدة زلماي خليل زاد، سيتولّى قيادة جهود السلام في أفغانستان.

وقال: "سينضم السفير خليل زاد إلى فريق وزارة الخارجية لمساعدتنا في جهود المصالحة، وسيصبح بالتالي الشخصية القيادية في وزارة الخارجية لهذا الهدف".


وتوجّه بومبيو إلى السفارة الأميركية لدى وصوله ضمن موكب شمل حوالي 20 مركبة وقوات من الشرطة. وسيغادر لاحقاً إلى الهند، حيث سينضم إليه وزير الدفاع جيمس ماتيس، لمناقشة مسائل عدة تتعلق بالدفاع والتجارة مع نظيريهما هناك، ومن المتوقع وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات في مجال الدفاع تعزز العلاقات بين جيشي البلدين وسط نمو للنفوذ الصيني.

وتأتي هذه المحادثات في وقت يزيد فيه العداء بين الولايات المتحدة وحليفي الهند التقليديين، إيران وروسيا اللتين فرضت عليهما واشنطن عقوبات.

وقال بومبيو، لصحافيين مرافقين له خلال الرحلة إلى باكستان، وفق ما أوردت "رويترز": "هما جزء من المحادثات وجزء من العلاقة. سيجري تناولهما قطعاً خلال المحادثات، لكن دون التركيز عليهما".

ذات صلة

الصورة
سيول الفيضانات في بغلان (عاطف أريان/ فرانس برس)

مجتمع

بين 10 و20 مايو/ أيار الجاري، شهدت مناطق في أفغانستان فيضانات جارفة غمرت مناطق شاسعة في عدد من الولايات.
الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة

سياسة

قُتل 13 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 40 آخرين بجراح، اليوم الجمعة، في باكستان جراء انفجار انتحاري وقع بالقرب من مسجد بداخله مهرجان ديني في إقليم بلوشستان شمال غرب البلاد.
الصورة
وزير الصحة الفدرالي في حكومة باكستان نديم جان (فيسبوك)

مجتمع

فرضت الحكومة المحلية في إقليم البنجاب الباكستاني حظراً لمدة أسبوعين على بيع واستخدام دواء مصنّع محلياً تسبب في فقدان عدد من المرضى البصر، وشكّلت لجنة لتقصّي الحقائق وإجراء تحقيق في القضية.
المساهمون