بروفايل: ترودو يكسب ود الجاليات

02 يناير 2016
سوريون في كندا، وفرحة بالنجاة(Getty)
+ الخط -
التسامح بسيط، مجرد التسامح، ليس كافياً...... نحن بحاجة لاحترام حقيقي وعميق لكل إنسان، بغض النظر عن أفكارهم وقيمهم، ومعتقداتهم، وأصولها، وهذا ما طلبه والدي من أبنائه.
هذا ما قاله رئيس الوزراء الكندي جيستين ترودو في كتابه مذكرات "أرضية مشتركة" الصادر عام 2014.
في حين كانت تربيته وتنشئته في منزل رئيس الوزراء والده بير ترودو امتيازاً، فقد كانت معاناته من انفصال والديه ومرض والدته وشقائها مع اضطراب ثنائي القطب تحديا مؤلما.
سببت وفاة أخيه ميشيل أثناء انهيار جليدي أثناء التزلج صدمة قاسيه للعائلة أيضا، وخصوصا أن الغواصين لم يجدوا جثته وجعلت جيستين يشعر بعقدة الذنب لتركه أخيه وحيدا في ذلك اليوم.
وعندما مرض ترودو الأب بمرضه العضال أخفى ذلك عن ابنه جيستين الذي كان يدرس في فانكوفر وعلم بالأمر فقط في ربيع عام 2000، حين تلقى اتصالا هاتفيا من أخيه، ساشا، والذي قال له إن والدهما كان يحتضر، وكان في ذلك الحين في مرحلته النهائية مع المرض. توفي في نهاية سبتمبر/أيلول وغضب جيستين غضبا شديدا لإخفاء الأمر عنه.
وكان القانون يمنع الأزواج من مرافقة زوجاتهم في غرفة الولادة لكن كانت والدته غاضبة لأن زوجها لا يمكن أن يكون إلى جانبها في المستشفى عندما أنجبت، وعندما وصلت كلمة احتجاج والدته إلى إدارة المستشفى ألغوا فورا تقييد الطراز القديم، ثم تلتها مستشفيات أخرى في أوتاوا في نهاية المطاف في جميع أنحاء كندا.
حصل جيستين ترودو على بكالوريوس آداب في اللغة الإنكليزية من جامعة ماكيل في مونتريال عام 1994. عمل مدرسا، وبدأ بدراسة ماجستير في جغرافية البيئة وظهر في عام 2000 في جنازة والده الزعيم السابق كمتحدث لبق لفت نظر الحضور من الشخصيات العالمية فسطع نجمه داخل الحزب الليبرالي.
في عام 2007 ظهر كنجم سينمائي في فيلم وثائقي عن الحرب العالمية الأولى، انتخب في عام 2008 ليكن عضوا في مجلس العموم، وأصبح بعد عام من ذلك التاريخ في حكومة الظل لمراقبة وزارة الشباب والثقافات وثم وزارة الهجرة، وبعد ذلك كمراقب للتعليم إلى أن انتخب في عام 2013 رئيسا للحزب الليبرالي في وقت عصيب للحزب بعد خسارة الحزب لعدة جولات انتخابية وفشل قياداته في حشد الأصوات أمام حزب المحافظين.
وقد شكلت تجربة والده السياسية وحقبته السياسة المميزة في تاريخ كندا أرضية صلبه لترودو الابن ليبني عليها، خاصة أنه كان يرافق والده في رحلاته ورحلات دولية يشاهد آلية اتخاذ القرارات ومشاركته للناس أفكارهم.
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفي أول يوم لدخوله البرلمان كرئيس لوزراء كندا، وكما جرت العادة، صعد بالمصعد مع أطفاله لأعلى برج في المبنى الأثري ليرفع العلم الكندي، سأله أحد الصحافيين الذين كانا يرافقه كيف كان شعوره عندما صعد مع والده لنفس المكان، فأخبره أن والده لم يستعمل المصعد وصعد مشياً على الدرج بسبب انتظار السياح أمام المصعد رغبة منه بعدم إزعاجهم.
المساهمون