تغيّرت أدوار الوزارة ومهامّها بعد مضيّ عقدين من الزمن، مع إخفاق كثير من الأنظمة في تنفيذ وعودها نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة، فبدأت بمغازلة تيارات سلفية أو فئات شعبية عبر تخصيص أنشطة في المناسبات الدينية والمواسم التراثية.
في رمضان، مثلاً، تركّزت معظم الفعاليات التي تقيمها المؤسسة الثقافية الرسمية في معظم الأحيان، على عروض تستند إلى الموروث الصوفي المنتشر في مصر منذ أكثر من ألف عام، أو بتقديم محاضرات لا تضيف شيئاً على ما تنظّمه وزارة الأوقاف وغيرها من الهيئات الدينية.
لم يتغيّر الحال طوال السنوات الماضية، إلى أن أعلنت وزارة الثقافة عن برنامجها الرمضاني تحت عنوان "الإبداع في مواجهة الإرهاب" في القاهرة، إلى جانب برامج موازية في عدد من المدن والمحافظات المصرية.
ما هو الفارق الذي ستحدثه هذه التظاهرة سواء رفعت شعار مواجهة الإرهاب أم لم ترفعه؟ وإذا كان جمهور هذه الفعاليات قد اعتاد أن يشاهدها كلّ عام، فما الذي تراهن عليه الوزارة في التغيير لدى جمهورها؟ وهل ستفطن إلى أن الإبداع والفن لا يحتاج إلى شعارات قد تفسده، وأن ما يحتاجه أساساً هو تحريره من كلّ قيد أو إطار.
من بين الفرق والفنانين المشاركين؛ "فرقة المولوية" للمنشد عامر التوني، والشيخ محمود التهامي وفرقته، و"أوركسترا بيت العود"، و"فرقة مدرسة الإنشاد الديني"، و"فرقة المصريين" بقيادة الموسيقي هاني شنودة. كما تُعرض مسرحية "حكاية من مصر" و"نعناع الجنينة"، وعروض الأراجوز وخيال الظل، ويُقام معرض للفنون التراثية وآخر للخط العربي، إضافة إلى احتفالية بمناسبة مرور أربعة أعوام على انقلاب السيسي، والذي يسمّى في أجهزة إعلامه بـ"ثورة يونيو".