ونظم الحزب في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الأربعاء، مؤتمراً تعريفياً به وببرنامجه، قدم فيه باباجان رؤية الحزب في المستقبل، معرِّفاً بالأعضاء المؤسسين الذين بلغ عددهم 90 عضواً، من بينهم وزراء ومسؤولون سابقون في حزب "العدالة والتنمية"، وغلب عليه الطابع الليبرالي المحافظ.
واتخذ الحزب من قطرة ماء داخلها ورقتا شجر على شكل برعم شعاراً له، مقدماً برنامجه الذي ركز فيه على "الديمقراطية والشفافية والحقوق"، متعهداً بـ"تعزيز الديمقراطية والعمل على الإصلاحات اللازمة".
وقال باباجان، في كلمة، إنّ "الشباب قلق من المستقبل، في ظل غياب للحقوق والحريات، والنساء يشعرن بالقلق، والمواطنون لديهم مخاوف، والديمقراطية ضعيفة والشعب لا يمكنه التعبير عن نفسه، وسياسة الاستبعاد أتعبت الجميع، والمواطنون والعمال والتجار لديهم مخاوف في المعيشة والعمل، والتعليم أيضاً يعتبر مشكلة وعقبة ومستقبل الأطفال أتعب الجميع، والاقتصاد مرهق، وكل مكان تحول إلى مبانٍ عمرانية، والطبيعة متعبة".
Twitter Post
|
وأضاف: "جئنا إلى هنا بعد أن قلّ صبر الناس كثيراً، لكي لا تستمر الأحزان والآلام، والوقت الآن ليس هو وقت الحزن، بل وقت تحمل المسؤولية، فجاء زمن الديمقراطية والنقلة النوعية، وبالتالي نحن الدواء لتركيا وهمومها، ونقول إنه زمن العلاج، وآمل من الله أن نكون الحل".
Twitter Post
|
باباجان تحدث عن مرحلة التحضير بالقول: "حققنا النظام الداخلي للحزب، والتحضيرات كلها بمشاورات واسعة، واستمعنا إلى شرائح الشعب كافة، وتناولنا القضايا كافة، واستفدنا من آرائهم، ورغبنا في أن نصبر لكي نحقق أوسع قدر من الآراء، والمؤسسون هم 90 شخصاً ويمثلون شريحة واسعة من الشعب، ورغبنا في أن نسمع رأي الشعب عبرهم".
انتقاد للحزب الحاكم ولأردوغان
ووجه باباجان انتقادات إلى حزب "العدالة والتنمية" والرئيس رجب طيب أردوغان من دون أن يسمّيه، متهماً الحزب الحاكم بأنّه "غير قادر على تلبية تطلعات الشعب، حيث لا حرية ديمقراطية داخلية، فكيف يعطي الحرية والديمقراطية للشعب، وهو يستخدم لغة الاستبعاد والتهديد والحساب على موضوع البقاء، والاستقطاب في الحكم باستبعاد شريحة، والتأثير بالديمقراطية، في ظل غياب المؤسسات والتركيز على الحكم الفردي والقوانين الكيفية؟".
وتحدث نائب رئيس الوزراء السابق عن أهداف الحزب ومبادئه، بالقول: "الفضيلة والصدق، السلام والأمن للمواطنين، وعدم شعور أي مواطن بالاستبعاد والإهمال، والإنسان هو الأولوية، والحرية للجميع بمن فيهم النساء، والتعليم للأطفال والشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع، ودولة القانون والأغلبية في الحكم والعمل المستقيم، نرى التنوع الفكري غنىً للشعب وثراءً، مع حرية المعتقدات والأديان واحترامها، ولن يكون للمواضيع الدينية والمعتقدات مادة سياسية وآلة للدعاية السياسية".
وأردف بأنّ الحزب الجديد "مفتوح للحوار مع كل الأحزاب المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني، وتفعيل العقل المشترك وهدفنا رفاه الشعب وأمنه، ونتعهد بذلك للشعب من الآن"، مبيناً أن "10 سنوات هي أقصى مدة لمنصب الأمين العام على الأكثر، والتمثيل سيكون دائماً 35٪ للنساء، 20٪ للشباب، 1٪ للمعوّقين، ونسبة النساء الأعلى بين الأحزاب الحالية".
وأوضح باباجان أنّ من بين أهداف الحزب "دستور جديد ديمقراطي للبلاد، نظام دستوري وفصل السلطات، والعلمانية، والحقوق وتعزيز المجتمع المدني، ونرغب في أن يكون البرلمان هو الحاكم الفعلي والمراقب في البلاد، مع التركيز على مصطلح العدالة، واستقلالية القضاء، وإصلاحات تتعلق فيه، والبرنامج يتضمن تفاصيل ما يجب عمله".
وعن البرلمان رأى أنّ "قانون الانتخاب يجب أن يخفض العتبة البرلمانية لتمثيل أوسع في البرلمان لكل شرائح الشعب".
حيّز واسع للاقتصاد
وكان للاقتصاد، وهو الميدان الذي يبرع فيه باباجان، حيّز واسع في كلامه، حيث أوضح أن "الفساد يعرقل تقدم الاقتصاد، والشفافية هي مثالية نسعى إليها، ولهذا نعمل على الرقابة على المؤسسات المالية، وإنشاء لجان مراقبة وإزالة الاستثناءات وتغيير قانون المناقصات".
وزاد أنّ "عدم استقلالية المصرف المركزي يؤثر في الثقة بالعملة التركية ويضعف التقدم على المدى البعيد، وانخفاض دخل الفرد إلى مستوى الدول المتوسطة، ولهذا سيُعمَل على استراتيجية نمو كبيرة، وسيُعمَل على البطالة، وتنظيم الإنشاء وتوفير العمل يكون عبر ثلاثية الاستثمار والإنتاج والتصدير. هناك فرصة للاستثمار، ولكن في هذه الأجواء غير مناسبة، وسنكون دواءً لذلك".
واتهم حزب "العدالة والتنمية" بـ"الإسراف وفرض الضرائب الكبيرة، وأنه سيعمل على تنظيم تنفيذ المشاريع الكبرى وأن لا تكون فقط لأن مجرد شخص (أردوغان) طلب ذلك".
وكانت كلمة باباجان طويلة، حاول فيها التقرب والحديث بلغة الشعب. وضمن الفريق المؤسس وزراء سابقون مثل سعد الله أرغين، ونهاد أرغون، فيما غابت أسماء كان يتوقع أن تكون ضمن المؤسسين، هم رئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم كلج، والوزير السابق أرطغرول غوناي، والمسؤول السابق في "العدالة والتنمية" بشير أتالاي، فيما كان ضمن المؤسسين مصطفى ينرأوغلو عضو البرلمان المستقل، بعد أن استقال من حزب "العدالة والتنمية"، ليكون للحزب تمثيل داخل البرلمان الحالي.
ولوحظ بشكل كبير غياب فريق الرئيس السابق عبد الله غول، وأرجعته مصادر إعلامية إلى رغبته في عدم الظهور والتأثير بالحزب. ورافق التأسيس إعلان وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا أول إصابة لمواطن بفيروس كورونا، إذ ألقى هذا الموضوع بالظل على حديث الإعلام وأثر في تعاطي وسائل الإعلام مع الحدث المنتظر.
وبدا واضحاً تشابه الخطابات والوعود بين باباجان والنظام الداخلي لجميع الأحزاب، وحتى مع كلام رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي أعلن تأسيس حزب "المستقبل" قبل أشهر، ولكن ما يميّز باباجان شخصيته الاقتصادية، واستغراقه بالتفاصيل، محاولاً إقناع المستمعين إليه، ليكون بذلك الحزب الثاني الذي يولد من رحم "العدالة والتنمية". وسيكون للحزب الجديد دور بالتحالفات الجديدة مع المعارضة، بهدف إسقاط حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.