اهتمام إعلامي بمقابلة عبد الرحمن اليوسفي مع "العربي الجديد"

16 ابريل 2015
ترحيب بأول حديث لليوسفي بعد صمت طويل
+ الخط -

واكبت الصحافة المغربية والعربية، باهتمام بالغ، أول حديث إعلامي يدلي به الزعيم السياسي المغربي، عبد الرحمن اليوسفي، رئيس حكومة المملكة بين عامي 1998 و2002، خص به صحيفة "العربي الجديد"، بعدما كان قد "صام" عن الظهور السياسي والإعلامي مدة 13 عاماً.

وكان اليوسفي، القيادي البارز في حزب "الاتحاد الاشتراكي"، قد عيّن وزيراً أولاً في 4 فبراير/شباط 1998، خلال عهد الملك الراحل، الحسن الثاني، توافق على تسميتها حينئذ بـ"حكومة التناوب". واستمر في مهامه حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2002، حين أعلن "صمته" وانعزاله السياسي، احتجاجاً على الخروج عما سمي بـ"المنهجية الديمقراطية" في ذلك الحين.

واحتفت عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية في المغرب بما وصفته بـ"تكسير اليوسفي لطوق الصمت الذي أحاط به نفسه طيلة سنوات عديدة"، وتلهفت بما يمكن أن يصدر عن الزعيم الذي لُقب بـ"غورباتشوف" حزب الاتحاد الاشتراكي "اليساري"، في حواره مع "العربي الجديد".

والتقط كل منبر إعلامي ما وجده يستحق التناول في الحوار نفسه، لأسباب عدة منها قيمة الرجل ووزنه السياسي والتاريخي في المغرب، رغم عزلته الاختيارية، التي ارتضاها لنفسه، منذ سنة 2002. إلى جانب تجنبه الإدلاء بحوار لوسيلة إعلامية مغربية حتى لا يُحسب عليه ميوله لهذا التيار أو ذاك الطيف السياسي في البلاد.

صحيفة "أخبار اليوم" تناولت الحوار الأول مع الزعيم المغربي منذ أكثر من 13 سنة، لجريدة وسمها بكونها "مشروعاً إعلاميّاً واعداً في سماء الصحافة العربية الملبدة بالكثير من الغيوم"، من خلال التركيز على حماس "الشيخ اليوسفي" (91 سنة) للربيع العربي، حيث قال: "عشت أحداث الربيع العربي وأنا منفعل بأحداثه، وكأني أنتظره منذ زمن بعيد"".

ودعا توفيق بوعشرين، مدير نشر "أخبار اليوم"، اليوسفي إلى أن يدلي برأيه، وقد أصبح متابعاً شبه "مؤرخ"، وليس فاعلاً ومنفعلاً بالأحداث ورهاناتها، في ما يجري ويدور حالياً في الساحة العربية، "خاصة الفتنة السورية والحرب الليبية والاضطراب التونسي والاقتتال اليمني".

وتوقفت صحف مغربية عند جزئية قد تبدو صغيرة، لكن لها دلالات ضمن الحوار نفسه، الذي أجراه بشير البكر، نائب رئيس تحرير "العربي الجديد"، الصادرة منذ سنة في لندن، وتتمثل في كشفه عن معلومة مجهولة لدى الكثيرين، وهي استشارة الملك محمد السادس لليوسفي بشأن تعيين الحكومة الحالية التي يترأسها عبد الإله بنكيران.

بوعشرين قرأ هذه المعلومة على أن  "دائرة استشارة المؤسسة الملكية اتسعت كثيراً في أعقاب أحداث (الربيع المغربي)، متجلياً في حركة 20 فبراير، على خلاف المراحل السابقة، حيث ظلت دائرة صناعة القرار الاستراتيجي ضيقة ومنحصرة في مستشاري العاهل المغربي".

الباحث المغربي، عبد الهادي المهادي، عاد في مقال له نشره موقع "هسبريس"، إلى قصة "القسم على المصحف" الشهيرة بين عبد الرحمن اليوسفي والملك الراحل، الحسن الثاني، والتي ظل "شيخ الاشتراكيين" المغاربة، رافضاً الكشف عن حيثياتها لأية جهة كانت، حيث قيل إن القسم يومها كان لـ"ضمان الانتقال السلس للحكم" في المملكة.

وتساءل المهادي بالقول "إذا صمت اليوسفي، ومن هم على شاكلته، بالنظر إلى تجربته وأخلاقه وتاريخه النضالي، فمن سيكتب تاريخ المغرب؟"، قبل أن يطالب اليوسفي بكسر صمته، لأن "أمامه مسؤولية عظيمة وجليلة تجاه وطنه والأجيال القادمة؛ فالسكوت لن يخدم سوى مزوّري التاريخ".

أصداء الحوار مع اليوسفي تعدت حدود الصحافة المغربية لتلامسها جرائد ومنابر عربية، منها ما قاله الكاتب الأردني، حلمي الأسمر، في مقال بجريدة "الدستور"، عندما أكد أن رجلاً مثل اليوسفي عركته السنون، كفيل بأن يُسمع جيداً حينما يتحدث، خاصة عن حقبة كانت من أكثر الحقبات دراماتيكية في حياة العرب"، في إشارة إلى "الربيع العربي".

واستعاد عبارة اليوسفي عندما قال: "الوضع الراهن مؤلم، ولكن قد يكون هذا المسار ضرورياً، وأعني بذلك التجلّيات الدموية في سورية واليمن وحتى ليبيا. وقراءة التاريخ على نحو عقلاني تخبرنا أن النهايات لن تكون إلا إيجابية"، وقوله "ما من ثورة ولدت جاهزة وتحوز الكمال المطلق منذ البداية".

رؤية اليوسفي لـ"الربيع العربي"، الذي قال البعض إنه تحول إلى شتاء للإسلاميين، دفعت الكاتب والمحلل الأردني إلى الإشادة بعمقها، وقال "هذا رأي أحد أهم الساسة العرب المخضرمين، ولعل فيما يقول بعض عزاء لمن صدّقوا أن الأمة في مرحلة موت، وعاجزة عن ولادة نهضتها".

 

المساهمون