الاحتلال يصدر أوامر إخلاء إضافية ويضيق "المنطقة الإنسانية" في خانيونس ودير البلح

16 اغسطس 2024
نازحون أثناء مغادرتهم دير البلح، 8 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة تستهدف مناطق وسط وجنوبي قطاع غزة، بزعم استغلالها لأعمال إرهابية، رغم عدم وجود أدلة على ذلك.
- نشر جيش الاحتلال بياناً ومنشورات تدعو السكان للإخلاء، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين النازحين ويخلق حالة من الارتباك والخوف.
- تهدف أوامر الإخلاء إلى تقليص المنطقة الإنسانية وفصلها إلى نصفين، مما يهدد حياة الفلسطينيين ويصعّب من ظروف التنقل والإخلاء.

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أوامر إخلاء جديدة تستهدف جزءاً مما يسميه "المنطقة الإنسانية الآمنة" وسط وجنوبي قطاع غزة، بزعم "استغلالها لأعمال إرهابية وإطلاق صواريخ"، وهو ادعاء غير صحيح بالمطلق حيث لم تُطلق أي صواريخ من المناطق الجديدة التي شملها قرار الإخلاء في الفترة الأخيرة. ولم تُرصد أية أعمال للمقاومة أو أي نشاطات أخرى للفصائل في المناطق الإنسانية، بعكس مزاعم جيش الاحتلال المتكررة، وآخر عملية إطلاق للصواريخ استهدفت تل أبيب كانت من المناطق الشرقية لمدينة خانيونس على بعد مئات الأمتار من مكان وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تنفذ عملية برية في المنطقة.

وتحت عنوان "تحذير خطير"، نشر جيش الاحتلال بياناً وألقت طائراته بالتزامن منشورات على المناطق المستهدفة لدعوة كل السكان والنازحين الموجودين بالإخلاء، وهي مناطق تشمل حارات شرقي دير البلح، والمناطق الشمالية الغربية لمدينة خانيونس وهي القرارة، والمواصي، والجلاء، ومدينة حمد والنصر. ويقلص بهذا التحذير جيش الاحتلال المنطقة الإنسانية التي تضم مئات آلاف الفلسطينيين النازحين من كل مكان في القطاع المدمر.

وإلى جانب رغبته في استهداف المنطقة وربما العودة إلى العملية البرية فيها، يستهدف إعلان الاحتلال المتكرر عن أوامر إخلاء نفسيات المدنيين الفلسطينيين الذين يشعرون بالارتباك مع كل أمر إخلاء، في ظل تكرار عمليات النزوح وصعوبة إيجاد أماكن بديلة، خاصة مع الاكتظاظ الكبير للسكان في المناطق الضيقة التي حشر فيها جيش الاحتلال أكثر من مليون ونصف مليون نازح ومواطن. وتُحدث الاتصالات الهاتفية والمنشورات والتهديدات الإسرائيلية للفلسطينيين حالة من الإرباك، فهي إلى جانب تشريدهم وإرباكهم، تصدر في بعض الأحيان بمسميات مناطق تم تغييرها فلسطينياً منذ سنوات طويلة، لكن الجيش يعتمد التسمية الخاصة به ما يؤدي إلى مزيد من الارتباك والإرباك في صفوف الفلسطينيين.

وقال صحافيون ومراسلون ميدانيون لـ"العربي الجديد" إنّ المواطنين والنازحين يشعرون بالخوف الشديد في ظل الإخلاءات المتتالية، وهي تسبب قلقاً وأرقاً لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق المستهدفة بأوامر الإخلاء، خاصة في ظل تكرارها. وذكروا أيضاً أنه جرى رصد عمليات تفكيك خيام ونزوح من المناطق التي أمر جيش الاحتلال بإخلائها، متحدثين عن صعوبات كبيرة في إيجاد النازحين والمواطنين أماكن نزوح جديدة، خاصة في ظل امتلاء مراكز الإيواء والمدارس والشوارع بالنازحين.

وتشير الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تظهر اقتطاع أجزاء من المنطقة الإنسانية أن الاحتلال يقترب من فصل المنطقة الإنسانية إلى نصفين شمالي وجنوبي، وهو ما يهدد حياة الموجودين في هذه المناطق ويصعّب من ظروف التنقل والإخلاء.

المساهمون