انتفاضة لبنان: قطع واسع للطرقات وعودة الزخم إلى الساحات

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
04 نوفمبر 2019
DE98E904-AFAA-410F-A2A8-4EAE72E2901F
+ الخط -
بعد ليلة شهدت تظاهرات كبيرة في مختلف المناطق اللبنانيّة، وسّع المحتجون، صباح اليوم الإثنين، رقعة قطع الطرقات، فقطعوا طرقات رئيسيّة وأخرى داخليّة، وذلك احتجاجاً على المماطلة في تكليف رئيس جديد للحكومة، في وقت شدّد الرئيس اللبناني ميشال عون على أنه "لا بد من الحوار مع المتظاهرين من أجل التوصل إلى تفاهم على القضايا المطروحة".

ونقلت صفحة رئاسة الجمهورية اللبنانية عبر "تويتر" عن عون تأكيده أنه "لا بد من الحوار مع المتظاهرين من أجل التوصل إلى تفاهم على القضايا المطروحة".


وقال، خلال لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان: "من أولى مهام الحكومة الجديدة متابعة عملية مكافحة الفساد"، مشيراً إلى أن "التحقيق سيشمل جميع المسؤولين في الإدارات من مختلف المستويات".


وشهد يوم أمس، الأحد، تظاهرات مختلفة، بدأت صباحاً بتظاهرة لـ"التيار الوطني الحرّ" الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، دعماً لعهد الأخير، واستُكمل بتظاهرات غير مسبوقة ضمن ما أطلق عليه "أحد الوحدة" في العاصمة بيروت، وطرابلس في الشمال، وصيدا في الجنوب، ومناطق أخرى.

وأفادت غرفة "التحكم المروري" عبر "تويتر"، اليوم الإثنين، بقطع طرقات نهر الكلب، جل الديب، مزرعة يشوع، جسر الرينغ، الصيفي، الشفروليه، ساحة ساسين، وفردان ضمن نطاق بيروت، بالإضافة إلى قطع الطرقات المؤدية من الجنوب باتجاه بيروت في صيدا عند دوار إيليا ودوار الرئيس الحريري، والجية عند مفرق برجا، والناعمة، وأوتوستراد خلدة، والشويفات. كما قُطع عدد من الطرقات المؤدية من زحلة بقاعاً باتجاه بيروت، ومن طرابلس شمالاً باتجاه العاصمة.


وفي شمال لبنان، حصل تدافع بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الذين قطعوا أوتوستراد البحصاص – بيروت، وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية عن إطلاق الجيش الرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة شاب تم نقله إلى المستشفى. ولفتت إلى أن المتظاهرين قطعوا أوتوستراد القلمون - بيروت بالشاحنات، فيما الطريق البحرية بقيت سالكة.


إلى ذلك، حاولت قوة من الجيش فتح المسلك الغربي من أوتوستراد نهر الكلب، المؤدي إلى المدخل الشمالي لشمال بيروت أمام السيارات العالقة منذ الصباح الباكر، إلا أنّ المحتجين أعادوا إقفاله بالكامل.


وفي بيروت، تدفق المتظاهرون، أمس، إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، مع اصطفاف السيارات على جانبي الطرقات السريعة، في ظلّ زحف بشري كان يمكن رصده من على بعد أكثر من كيلومترين عن الساحتين من مختلف الاتجاهات.

كما واصل "حراك أبناء بعلبك" اعتصامه الاحتجاجي في ساحة الشاعر خليل مطران مقابل قلعة بعلبك الأثرية، حيث رفع المعتصمون الأعلام اللبنانية، وشعارات منها "نريد دولة مدنية"، "الشعب عطشان حرية"، "حكومة انتقالية خارج الطبقة السياسية"، "استعادة الأموال المنهوبة ومحاكمة الناهبين"، "الفاسدون كلهم يعني كلهم"، "فليسقط حكم المصرف" وغيرها.
وقُطعت الطرقات عند مستديرة إيليا في صيدا، مدخل الجنوب. ولبّى متظاهرون دعوة "أحد الوحدة" عند مثلث سوق الخان في حاصبيا، في جنوب لبنان. وشهدت بلدة كفررمان، في قضاء النبطية، المعروفة بكونها "قلعة يسارية" حشداً كبيراً مؤيداً للانتفاضة.


في موازاة ذلك، شهدت ساحة النور في طرابلس، التي باتت توصف بـ"عاصمة الثورة" نظراً للزخم الذي تشهده منذ أكثر من أسبوعين، زحفاً بشرياً كبيراً مع وصول مجموعات كبيرة من أقضية بشري والكورة والبترون في شمال لبنان إليها للمشاركة في التظاهرة.

لا موعد محدداً بعد لاستشارات التكليف

سياسياً، قالت مصادر مطّلعة على أجواء القصر الرئاسي لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، اليوم الإثنين، إنّ الاتصالات التي يجريها عون قبل الدعوة إلى الاستشارات، لم تنتهِ بعد إلى تحديد موعد لهذه الخطوة في الساعات القليلة المقبلة.

من جهتها، أفادت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات حول الملف الحكومي للصحيفة بأنّ حكومة التكنوقراط الصافية أصبحت متعذرة بعد "اتفاق الطائف"، الذي نقل جزءاً واسعاً من الصلاحيات والقرار السياسي من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، ما يُحتّم أن يكون الوزير سياسياً، من دون أن ينفي ذلك أهمية أن يكون متخصصاً في الحقيبة التي سيتولّاها.

بري ينعى حكومة "التكنوقراط"

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قوله إنه "لا بدّ من التمعّن مليّاً بمشهد البلد، الوضع في منتهى الحساسية والدقّة، ولا يحتمل أبداً، صار على الجميع أن يقتنعوا بأنّ مطرقة اقتصادية ضخمة وقاسية فوق رؤوسنا جميعاً، وأنّ المطلوب في موازاة هذا الوضع هو العجلة ثمّ العجلة ثمّ العجلة في تشكيل الحكومة، علماً أنّ تشكيل الحكومة بحدّ ذاته، وعلى أهميته وضرورته، لا يشكل الحلّ للأزمة، بل هو جزء بسيط منه، ذلك أنّ حلّ هذه المشكلة يبدأ بعد تشكيل الحكومة، ومع العمل الدؤوب الذي ينتظرها، وفي الإعلان الفعلي لحالة الطوارئ الاقتصادية، توصّلاً للحلول المطلوبة والسريعة قبل أن تسبقنا الأزمة ولا نستطيع أن نلحق بها".


أما شكل الحكومة المقبلة، وعلى ما يقول بري، فبالتأكيد يتطلب تفاهماً، إن على شكلها، أو حجمها، من حكومة 14 أو 16 أو 18 أو 24 وزيراً، وهو إذ ينعى فكرة حكومة "تكنوقراط"، يرى أنّ الحكومة المختلطة قد تكون لها المقبولية أكثر من أيّ شكل حكومي آخر، وفي أيّ حال كلّ ذلك رهن بالتوافق.

ولكن بصرف النظر عن شكل الحكومة أو حجمها، يؤكد بري "ضرورة تمثيل الحراك الشعبي في الحكومة الجديدة"، ويقول: "قلت وأجدّد القول إنّ الحراك الشعبي يجب أن يتمثل في الحكومة".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

منذ ثلاث سنوات، جمعت وليام نون وماريا فارس مأساة خسارة أعز الناس جراء انفجار مرفأ بيروت المروع. وبعد أسابيع، سيجمعهما زواج يكلّل حباً وُلد من رحم الأحزان، ويكرس عهدهما بالنضال حتى تحقيق العدالة لضحايا الكارثة.
الصورة
من وقفة مناهضة للعنف ضد النساء في لبنان (حسين بيضون)

مجتمع

جريمة قتل مروعة جديدة تطاول النساء في لبنان، إذ قُتِلَت اللبنانية راجية العاكوم، أمس الخميس، على يد طليقها علي العاكوم دعساً في بلدة بسابا قضاء الشوف.
الصورة

مجتمع

قبل سنوات، لجأ سامر وعائلته إلى لبنان هرباً من الحرب في بلاده، لكن الأمن الذي سعوا إليه ترافق مع ظروف معيشية صعبة وغالباً مع خطاب عنصري ضد اللاجئين السوريين، وصولاً إلى هاجس الترحيل.
الصورة
انقسم اللبنانيون بين توقيتين (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

بلغ الانقسام الطائفي في لبنان مرحلة سوريالية يصعب تصديق أن تحصل في أي مكان آخر. ففي ذلك البلد، صار هناك توقيتان اثنان للساعة في ظاهرة عجيبة تكاد تطيح ما تبقى من سلم أهلي