رغم أجواء الحرب المستمرة في اليمن منذ خمس سنوات، تمكنت الأم اليمنية فائدة الوصابي، من التغلب على معاناة أسرتها بتعلم الحياكة والخياطة، بعد اعتقال زوجها في السعودية وتعذيبه وإصابته بكسر في العمود الفقري أقعده وجعله عاجزاً عن العمل.
فائدة التي تعيل ثماني بنات تقول لـ"العربي الجديد"، إنها مثل آلاف النساء في اليمن تواجه ظروفاً معيشية قاسية في بلد يعيش الحرب والحصار وارتفاع كلفة المعيشة مع انهيار الاقتصاد. وتشير إلى أن أحوال أسرتها كانت ميسرة لأن عمل زوجها في السعودية كان يوفر لهم دخلاً ثابتاً. وتوضح أن تهمة لفقت لزوجها عام 2015 بسرقة هاتف جوال، في حين أنه اشترى الهاتف من ماله، فسجن وتعرض للتعذيب ما أدى إلى إصابته بكسور في عموده الفقري.
وتضيف أن أخبار زوجها انقطعت عنهم طوال عام كامل، ولم تستطع التواصل معه. وتشير إلى أنها خلال تلك الفترة تدهورت أحوال أسرتها ولم تجد قوت يومها، إلى أن شجعتها إحدى صديقاتها على تعلم حياكة الصوف وبيع مشغولاتها اليدوية حتى تتمكن من توفير حاجيات أسرتها الضرورية.
وتقول فائدة أنها لم تكتف بالحياكة، بل خضعت لدورة في تعليم الخياطة، وإنها بإصرارها على إتقان عملها صارت تشتري الأقمشة وتخيطها فساتين وملابس وتعرضها للبيع. كما أنها تخيط ملابس لبناتها ليظهرن بمظهر لائق.
كما تعلمت الأم فائدة التطريز، والمهارات اليدوية المكمّلة للحياكة والخياطة، ما حسّن ظروفها المعيشية يوماً بعد يوم، بعد أن أظهرت براعتها في إنجاز مشغولاتها، وإقبال الناس على شرائها.
أما زوجها غالب مهدي ناصر طريح الفراش، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنه كان بصحة جيدة قبل دخوله السجون السعودية، حيث تعرضت للضرب الشديد، والأذى الذي أقعده وسبب له آلاماً ومشاكل صحية متعددة.
ويؤكد أنه اشترى هاتفاً محمولاً من أحد المحال التجارية في السعودية، وتبين أن الهاتف كان مسروقاً ولم يكن هو على علم بذلك، فقضى في السجن عاما ونصف العام.