اليوم رميت ظلّي في النهر

13 يناير 2017
إبراهيم بريمو/ سورية
+ الخط -

تقاسمنا الظلال
اليوم رميت ظلّي في النهر
وتقاسمتُ مع الشجرة ظلّها
فصرت مأهولاً بالعصافير
ومشبعاً برائحة الشمس وأولّ الهواء
يدي صارت للحمام المنهك
وضحكتي استعارتها نافذة بيتنا
اليوم رميت ظلّي في النهر
وعدتُ إلى بيتي
وضعت رسالتها القديمة قرب النافذة
فصار لها ظلّ قصير
قصير مثل سيرتي معها
فاقتبست من ظلّ الرسالة ظلاً
وانسكبت في البيت
قصائد من فرح وبكاء
اليوم رميت ظلّي في النهر
ومشيت بلا ظلّ حتى بيت جدي
فامتدّت ظلال البيت حتى قامتي
فصرتُ والجدران سيرة واحدة
وفتحت جدتي شبّاك قلبي
وروت أصيص الريحان وحقل النعناع
فتمادى الحزن فيّ
وصهلت في يدي خيول القرية
وانسكب النحيب
اليوم رميت ظلّي في النهر
فتدحرج النهر
وصار حجراً بحجم برتقالة شاحبة
فرميت به سيرتي
وانكسرت من جديد
نهراً لا يكفّ عن الهدير.



ثلاثة حقول
لا أملك يدي
هي للريح
وهذي الزيتونة أعارتني وجهي
ومن الخيل تعلّمت المشي
هكذا قال جدّي حين ناداه الحقل وأكمل أغنيته بالخطى
لا أملك قلبي
هو للورد قرب القُبل
وكلّ الخطى لنجمة عالية
وهذا الهائل في الضوء ليس سوى نهر كثيف
هكذا قال العاشق وهو يحني كفّ الجبل
لا أملك ظفيرتي
هي فكرة شاردة في ذهن الشمس
وهذي القامة ليست لي
هي لرمحٍ أستلّه أبي من رمّانة خجولة
وما دمعي في الفجر سوى صلاة سائلة
هكذا قالت العاشقة وهي ترسم درجاً للغيم
لست أنا
وما حدسي سوى لمحة في كتاب الغيب
وكل نجمة سقطت مني كانت برتقالة ناصعة
وهذا النحيب في قميصي
كان لأمّي لكنّه اليوم لي أنا
هكذا قلت حين نسيت أني عاشقكِ البعيد.

* شاعر فلسطيني أردني

دلالات
المساهمون