اليمن: استثمار برغم الحرب

15 يونيو 2015
الاستثمارات طوق نجاة اليمن للخروج من أزمته (فرانس برس)
+ الخط -
مع تصاعد وتيرة الحرب في اليمن، دُمرت الواجهات الزجاجية للكثير من المباني في مختلف المدن اليمنية التي تشهد مواجهات عسكرية، الأمر الذي جعل تجار الزجاج في اليمن يعيشون حالة من الترقب مع تزايد الطلب على الزجاج وقلة المعروض في السوق جراء توقف عملية الاستيراد.

محمد العواضي، أحد تجار الزجاج في صنعاء، قال لـ"العربي الجديد" إن: "تجارة الزجاج في اليمن تُعد ذات أهمية كبيرة، وتزدهر بصورة متنامية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على هذه المادة المستخدمة في الكثير من المباني اليمنية الحديثة". وأضاف: "يزيد الطلب حالياً على الزجاج في ظل تحطم ما نسبته 60% من الواجهات الزجاجية للمباني في المناطق القريبة من المعسكرات في العاصمة صنعاء، كما تصل إلى ما نسبته 80 إلى 90% في محافظتي تعز وعدن اللتين تشهدان مواجهات عسكرية بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي وصالح".

ومع توقف الاستيراد رأى تاجر الزجاج اليمني مختار العبسي أنه "مع انتهاء الحرب الدائرة فإن اليمن ستحتاج إلى الزجاج بكميات كبيرة". وأشار إلى أن ما يتواجد حالياً في السوق المحلية لا يغطي 40% من احتياج إعادة ترميم الواجهات الزجاجية للمباني والمكاتب والمحلات التجارية في اليمن بشكل عام.

اقرأ أيضا: النفط والأزمة اليمنية


من جانبه، لفت الباحث الاقتصادي عبدالله سيف إلى أن تجارة الزجاج في اليمن من أهم الأنشطة التجارية سواء في الوقت الراهن أو الفترات السابقة، وقال لـ"العربي الجديد": "إن صناعة الزجاج في اليمن من المفترض أن تكون موجودة منذ سنوات طويلة نتيجة توفر المواد الخام ووجود السوق الاستهلاكية"، مشيراً إلى أن الفترات السابقة تم فيها تغييب الأنشطة الاقتصادية وتهميش للعملية الاستثمارية الأمر الذي حرم البلد من الاستفادة من الفرص.

وكانت الهيئة العامة للاستثمار قد طرحت العديد من الفرص الاستثمارية في مجال استغلال وتصنيع خامات الزجاج (الرمال الزجاجية والدولومايت) المتوفرة في أماكن عديدة من اليمن. ووفقاً للدراسات الجيولوجية والمنجمية التفصيلية فإن منطقة حبان في محافظة شبوة (شرق اليمن) غنية بالرمال الزجاجية والمواد الأخرى التي تدخل في صناعة الزجاج. إضافة إلى محافظة أبين (جنوب اليمن). كما تتوافر الرمال الزجاجية في محافظتي تعز وصعدة بكميات كبيرة كذلك.

ووفقاً لدراسة الجدوى الاقتصادية التي تم عرضها أخيراً حول تصنيع الزجاج في اليمن، فقد بينت أن توفر المواد الخام بكميات كبيرة وبجودة عالية إضافة إلى اتساع الاستهلاك المحلي الذي يتم حالياً تغطيته بالاستيراد من الخارج، وكذلك إمكانية التصدير إلى دول الجوار يُعد من أبرز العوامل المشجعة لقيام صناعة محلية للزجاج. وقدرت الهيئة العامة للاستثمار الطاقة الإنتاجية المقترحة بـ50 ألف طن سنوياً، وقدرت التكلفة الاستثمارية للمشروع بحوالى 50 مليون دولار.

اقرأ أيضا: اليمن: الحرب تهجر الاستثمارات

اليمن يحتاج إلى النهوض
لا يمكن أن يخرج اليمن من أزماته الأمنية والاقتصادية والسياسية من دون إعداد خطط تطويرية جذرية. ويعتبر الاستثمار من الأدوات الأساسية لتحقيق نهوض هذا البلد من كبوته. إذ لا تنقص اليمن موارد طبيعية ولا الحوافز لإطلاق ورشة استثمارية صناعية ضخمة، ما يستدعي توقف الحرب، ودخول المشاريع المحلية والأجنبية إلى ساحة المنافسة، خصوصاً فيما يتعلق بصناعات الزجاج، والاسمنت، والحديد، وتعليب الأسماك وصناعة قوارب الصيد، وغيرها.

المساهمون