اليأس شلال يفرّق

05 اغسطس 2016
عباس كيارستامي/ إيران
+ الخط -

1
من الصخرة تعلمنا رهافة المعنى؛ قوافل وصلت للتو، تحمل الشاي والأقمشة إلى بلدةٍ هُدّم نصفها الثاني في الحرب العالمية الثانية.

2
غيّرتُ أمكنة
غيّرتُ بيوتًا
غيّرتُ طرقًا كثيرة في النفي والإنفراد.

3
من قال أن لديّ الحق التام في إدلاء رأي في ما جرى في اليابسة؛ اليباسُ صفة أخرى لوجهي. نحن تجاوزنا التعب وتجاوزنا الضجر؛ وحرصنا أن نشتكي. نحن نعلم أن المحبة مكنسة والشوق طائرٌ كاسر.

4
هذا القلم كان رفيق سلطان؛ وصار في يد زعيم قبيلة؛ والآن عبءٌ على روحي الجوالة التي مثل الريح في حديقة أزهار.

5
خربشنا على جلودنا؛ "خربطنا" في الكلام ولم نتناول موضوعًا. حقًا من هذا الرجل الذي مرّ من هنا.
علينا أن نشتمَ أحيانًا بدل أن نتسامح.

6
عواصمُ في دمي تشتعل. لا أعرفُ سببًا لكتابة جملة لكي توضع على شاهدة قبر. مازال الإنسانُ ماحيًا نفسه.

7
أتثاءب؛ سوف تصل ساعتي والماءُ خان الطرق تمامًا. ماءٌ يلقى على العابرين.

8
الكلمة هواءٌ مسموم.

9
المقراض يقصّ الروح. خفتُ مرة من ظلال أقدام. لم نشاهدْ شيئًا من قوارب الدهر، ومن تهجير المحبة إلى وادي العزّة. لماذا أنت هنا؟ سؤالٌ كبيرٌ لم أستطع حتى أن أفكر فيه.

10
أنت الهواء الطلق؛ سأسرح معك إلى طقوس الولادة وأوقّع أدنى صفحات حياتي.

11
سقط رأسي على الطاولة. شمعة واحدة تكفي لكي أقرأ غابة كبيرة من الكتب.

12
دمّرتنا الدروب وتغيير الفصول. أنت ــ هذا الروح التي في شكل كوز على رفّ ــ والأزمنة تتكرر في طلوع وردةٍ وذبولها.

13
الحشد الذين حملوا رأسي إلى النبع، كانوا فرسانًا آتين من القرن التاسع عشر. ربما يلوك الحصانُ كلمته الجيّدة؛ ربما قرية مشتاقة إلى صوت كائنات الليل.

14
إياك أن تنسى أن الألم تلك الوردة التي تضوع كلما نأى أصحابُها؛ الألم النخلة التي تفرح حين يأتي أهلها المهجّرون.

15
مرّة في المطر؛ ضاع عني الطريق إلى أهلي؛ فصرخت على القوارب اللاهية بالمياه ولم أسمع نداءها.

16
في حيرةٍ صباحية نشك في أن هناك والدة تبكي دون سبب.

17
لماذا تريد أن أقتل النفس التي هي أمارة بالسوء.

18
أجل! الحق لك: هذه الأزهار ستكون فيلمًا وثائقيًا في المستقبل.

19
سوف نكون في بحر؛ واليأسُ شلالٌ يفرّق بيني وبينك هنا. أنت شخصٌ متعتُه التجوال، وحده، في حدائق مجهولة.

20
أنت في مسرحٍ جديدٍ الآن؛ الممثلون كراسي مكسورة والمشاهدون هياكل عظمية تنتمي إلى ضحايا قتلتهم المغول.

* شاعر ومترجم من مواليد الأهواز عام 1983

المساهمون