عُرف رومان، وهو نجل النائب بمجلس الدوما (النواب) الروسي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، فاليري سيليزنيوف، باتباعه نمط حياة اتسم بالرفاهية، وامتلاكه عقارات في إندونيسيا وبالي، وإنفاقه نحو 20 ألف دولار في كل رحلة سياحية، إلى أن تم "خطفه" في جزر المالديف عام 2014 وترحيله إلى الولايات المتحدة، وفق ما تذكّر به صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية الروسية.
في إبريل/نيسان الماضي، أصدر القضاء الأميركي حكماً بالسجن 27 عاماً بحق سيليزنيوف (الابن) لإدانته بسرقة بيانات بطاقات مصرفية، بالإضافة إلى حكم آخر صدر في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بالسجن 14 عاماً بتهمة التلاعب الإلكتروني بقيمة 51 مليون دولار تقريباً، على أن يؤدي العقوبتين بالتوازي، من دون إضافة مدة العقوبة الثانية إلى المدة الإجمالية لسجنه.
وبينت مواد القضية التي اطلعت عليها "ريبابليك"، أن سيليزنيوف حصل في عام 2008 على دعم وحدة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي المعنية بالتحقيق في الجرائم الإلكترونية. وقالت مصادر في مجال الأمن الإلكتروني للصحيفة إن الجهات الأمنية كثيراً ما تجند الهاكرز لاستخدامهم لأغراضها، ولكنهم لا يشكلون إلا نسبة بسيطة بين عناصر المليشيات الإلكترونية الموالية للحكومة الروسية التي تعتمد على موظفي الأجهزة الخاصة والمعاهد البحثية "المغلقة".
وبحسب تقديرات الخبير بشركة "مختبر كاسبيرسكي" الروسية، ألكسندر غوستيف، فإن 90 في المائة من إجمالي الهجمات الإلكترونية تتعلق بمحاولات سرقة أموال، بالإضافة إلى 9.9 في المائة هجمات "موجهة" و0.1 في المائة فقط استخدام "السلاح الإلكتروني"، وهو عبارة عن برامج قادرة على تجاوز حدود العالم الافتراضي وإلحاق أضرار مادية.
ويعتبر أشهر الأسلحة الإلكترونية، هو فيروس "ستاكس نت" الذي كان يعطل أجهزة الطرد المركزي في إيران وتم رصده في عام 2010، ويعتبر أنه من تصميم مجموعة إلكترونية ذات صلة بوكالة الأمن القومي الأميركية.
ووفق "مختبر كاسبيرسكي" وبيانات "ريبابليك"، فإن الصين تأتي في المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد الهجمات "الموجهة" بواقع حوالي 30 مجموعة هاكرز، وتليها روسيا، ومن أشهر مليشياتها الإلكترونية مجموعة "فانسي بير" المشتبه بضلوعها في اختراق خوادم الحزب الديمقراطي الأميركي، والبرمان الألماني، والمقر الانتخابي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتذكّر ريبابليك بأن وزارة الدفاع الروسية لم تنفِ يوماً اهتمامها بالأمن المعلوماتي والاستخبارات الإلكترونية، كما تضم بضع وحدات معنية بذلك. وسبق لـ"مركز التصميمات الخاصة" التابع للوزارة، أن فتح في عام 2013 بابا لتوظيف المبرمجين بأجور شهرية حوالي 100 ألف روبل (نحو 3 آلاف دولار أميركي وفقا لسعر الصرف السائد آنذاك).
ومنذ عام 2016 توجّه واشنطن اتهامات صريحة إلى موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن وصول المرشح الجمهوري آنذاك، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، بينما تنفيها روسيا بشدة.
وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أرجع الخبير العسكري بمجلة "ترسانة الوطن" العسكرية الروسية، أليكسي ليونكوف، صعوبة ضبط الهاكرز حول العالم إلى استخدامهم بيانات تسجيل كاذبة وشن هجمات من عناوين مختلفة في دول كثيرة.