صوّت النواب الألمان بغالبية ساحقة، اليوم الخميس، على قرار يعترف بـ"إبادة الأرمن" في عهد السلطنة العثمانية، في نص نددت به أنقرة بشدة، وهي الشريك الرئيسي في مسألة حل أزمة الهجرة في أوروبا.
وصوّت نائب واحد ضد النص، فيما امتنع آخر، كما أعلن رئيس مجلس النواب الألماني نوربرت لامرت. وبما أن التصويت جرى برفع الأيدي، لم يتم احتساب الأصوات المؤيدة.
ودافع خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسانيش، عن أحقية البرلمان الألماني بمناقشة هكذا قرار، وذلك ردا على الانتقادات التي وجهت من قبل الساسة الأتراك للنواب الألمان، موضحا أن النواب "لا يمكن أن يخضعوا للترهيب من أي طرف كان".
وفي هذا الصدد، رفض رئيس البرلمان التهديدات بالقتل التي تلقاها عدد من النواب، ولا سيما أولئك الذين يتحدرون من أصول تركية، قائلاً "لن نقبل بهكذا نوع من التهديدات، وبالتأكيد هذا لن يخيفنا".
أما نائب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي، فرانز جوزف يونغ، فاعتبر أن ألمانيا ليست على وشك أن تضع تركيا على المقصلة، معتبراً أن من يعترف بالماضي يمكنه صياغة المستقبل، لافتا إلى ضرورة تحقيق المصالحة، فيما انتقد نائب حزب اليسار غريغور غيزي غياب المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عن النقاشات، واصفا تصرفهما بغير الشجاع.
يشار إلى أن الحكومة التركية حذرت البرلمان الألماني عدة مرات من تبني هكذا قرار، والذي من المرجح أن يهدد مستقبل العلاقات بين ألمانيا وتركيا.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، في وقت سابق اليوم الخميس، إن تصويت البرلمان الألماني على الاعتراف بالأحداث التي تعرض لها الأرمن عام 1915 على أنها "مجازر إبادة جماعية"، سيشكل اختباراً فعلياً للصداقة بين الجانبين.
وأضاف يلدرم "هذا النص لا يعني شيئاً بالنسبة إلينا، وسيشكل اختباراً فعلياً للصداقة بين البلدين"، مضيفاً، أن "بعض الدول التي نعتبرها صديقة، وحين تكون في محنة على صعيد السياسة الداخلية تحاول تحويل الانتباه عنها، وهذا النص يشكل مثالاً على ذلك".
