برلين: الآلاف يتظاهرون احتجاجاً على منع انعقاد مؤتمر فلسطين وترحيل غسان أبو ستة

برلين
ربيع عيد (فيسبوك)
ربيع عيد
صحافي وكاتب من فلسطين؛ مراسل "العربي الجديد" في بريطانيا.
13 ابريل 2024
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين وترحيل غسان أبو ستة
+ الخط -
اظهر الملخص
- في برلين، خرجت مظاهرة كبيرة ضد تصرفات الشرطة الألمانية التي منعت مؤتمر فلسطين ومنعت الطبيب غسان أبو ستة من دخول ألمانيا، مما أثار غضب المشاركين.
- المحامية نادية سمّور تعتزم رفع قضية ضد الشرطة الألمانية لانتهاكها حق التجمع وحرية التعبير، بينما منظمو المؤتمر يؤكدون على استمرار نشاطهم من أجل فلسطين.
- ناشطون وفنانون ينتقدون دور ألمانيا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، داعين لمقاطعة الشراكات مع المؤسسات الألمانية ومشيدين بالتضامن بين الناشطين اليهود والفلسطينيين ضد الصهيونية.

خرجت مظاهرة، ظهر اليوم السبت، في العاصمة الألمانية برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين وفضه، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة من دخول الأراضي الألمانيّة.

وخرجت المظاهرة التي شارك فيها الآلاف من ميدان "ألكسندار بلاتس" وسط برلين بمشاركة العديد من الناشطين وأبناء الجالية الفلسطينيّة والجاليات العربيّة وناشطين يهود ألمان معادون للصهيونية.

وقالت المحامية الفلسطينية نادية سمّور، المحامية المرافقة للمنظمين لمؤتمر فلسطين، لـ"العربي الجديد": "يجب علينا رفع محكمة ضد الشرطة في برلين. هذه الإجراءات سوف تأخذ وقتاً لكن أملنا كبير في أن نربح القضية كون تصرفات وقرارات الشرطة يوم أمس تناقض الدستور الألماني".

وأضافت سمّور أن "القضية سياسيّة ولا يوجد انتهاك للقانون في تنظيم المؤتمر، وما جرى انتهاك للحق في التجمع وحرية التعبير والنشاط السياسي".

وعقد منظمو "مؤتمر فلسطين"، صباح اليوم السبت، مؤتمراً صحافياً لتقديم الشرح حول ما حصل أمس من تضييقات من قبل الشرطة واصفين إياها بغير القانونيّة مشددين على أن المنع للمؤتمر هو محاولة لـ"إسكات الأصوات التي ترفض الإبادة الجماعية في غزّة وتناضل لوقفها"، كما أكد المتحدثون على أنهم مستمرون في النشاط لأجل فلسطين داخل ألمانيا.

المنظمين عقدو مؤتمرا صحفيا صباح اليوم السبت (العربي الجديد)
عقد المنظمون مؤتمرا صحافيا صباح اليوم السبت (العربي الجديد)

وقال الناشط في مجموعة "الصوت اليهودي لأجل السلام في الشرق الأوسط" فيلاند هوبان إن ألمانيا "متورطة في الإبادة الجماعية في غزّة من خلال تزويد إسرائيل بالسلاح"، فيما قال المخرج الألماني اليهودي، غال ديان، في المؤتمر إن الدولة الألمانية "تستخدم الإبادة التي ارتكبتها ألمانيا في حق اليهود لتبرير الإبادة التي تحصل في غزة، وتصادر الصوت اليهودي المناهض للاحتلال وحرب إسرائيل على غزة".

ودعا ديان الفنانين حول العالم إلى مقاطعة الشراكات مع جهات ثقافية ومؤسسات ألمانية، عقاباً لدور ألمانيا في إسكات الأصوات المناهضة للإبادة الجماعية وبسبب دورها في تسهيل الإبادة الجماعية.

بدوره تحدث رئيس مجموعة يهود ضد الصهيونية في هولندا الذي حضر المؤتمر الصحافي، يوفال غال، وقال إن "الإبادة في غزة ستنتهي، وسيأتي التحرير وسيتذكر التاريخ من وقف إلى جانب الإبادة الجماعية، وسوف تسألنا الأجيال القادمة عن ذلك"، مشيداً بالتضامن بين الناشطين اليهود والفلسطينيين في ألمانيا والعمل معاً.

منع أبو ستة من دخول برلين

وعلم "العربي الجديد" من المنظمين أنهم لم يحصلوا على أي وثيقة مكتوبة من قبل الشرطة الألمانيّة حول المنع، وكل الإجراءات التي تم اتخاذها خلال المؤتمر كانت من خلال التبليغ الشفوي وأن رئيسة الشرطة في برلين كانت شخصياً داخل قاعة المؤتمر يوم أمس وأشرفت على عملية فض المؤتمر.

وبدأ التضييق على المؤتمر قبل عقده من خلال تفتيش عدد من منازل المنظمين ومنع نشاط جمع تبرعات للمؤتمر في أحد المقاهي، بالإضافة لمحاولة ترهيب صاحب القاعة التي يُعقد فيها المؤتمر، وهي عادة يُنظم فيها حفلات أعراس، إذ أبلغت الشرطة صاحب القاعة بحسب منظمي المؤتمر أن "مصلحته قد تتضرر في المستقبل بسبب استضافة هذا الحدث وسيكون هناك عواقب لذلك" الأمر الذي وصفوه بأسلوب المافيا وليس دولة ديمقراطية.

وكان مراسل "العربي الجديد" موجودا في مكان انعقاد المؤتمر يوم أمس وشاهد قيام الشرطة بإجراءات لتأخير انطلاق المؤتمر بحجج مثل إجراء فحوصات السلامة للمكان لمدة ثلاث ساعات ونصف، كما حددت عدد المشاركين بـ250 فقط بدل 600 شخص، رغم أن المكان يتسع لهذا العدد، وأخرت دخول المشاركين.

وبعد بدء المؤتمر بكلمة للصحافية الفلسطينية الألمانية، هبة جمال، عُرض فيديو مصور لكلمة المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة، وبعد دقائق قاطعت الشرطة الكلمة ومنعت بثها، ثم اقتحم أفراد الشرطة غرفة الكهرباء وفصلوا التيار الكهربائي عن القاعة لأكثر من ساعة، وبعد محاولات من قبل المنظمين لاستكمال المؤتمر بكافة الطرق الممكنة تم إبلاغهم منع استمرار انعقاد المؤتمر بأيامه الثلاث.

وفي نفس السياق أكد الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، في حديث خاص مع "العربي الجديد" منعه من الدخول للأراضي الألمانية للمشاركة في المؤتمر وتم ترحيله إلى لندن.

وتشهد ألمانيا تحريضاً غير مسبوق على أي نشاط يناصر القضية الفلسطينية من قبل وسائل الإعلام المركزية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام