النظام يوظّف مجزرة الكيميائي بالإعلان عن مفاوضات مع "جيش الإسلام"

عدنان علي

avata
عدنان علي
08 ابريل 2018
8F94B538-1081-419B-BB12-F86650D3E275
+ الخط -
سارع النظام السوري إلى توظيف المجزرة التي ارتكبها، أمس السبت، في دوما والتي لم يحسم بعد العدد النهائي لضحاياها جراء اكتشاف ملاجئ جديدة كان يحتمي بها المدنيون الذين تعرضوا للقصف بالأسلحة الكيميائية، والتي يرجح أنها تشمل غاز السارين وغازات للأعصاب، فضلاً عن الكلور السام؛ وذلك عبر الإعلان عما سماه بمفاوضات مع "جيش الإسلام".

وبدا حرص النظام على الربط ضمنياً بين المجزرة الجديدة، التي تجاوز عدد ضحايا الـ150 قتيلاً وأكثر من ألف مصاب، من خلال ما أوردته وكالة "سانا"، التابعة للنظام، والتي ذكرت أن طلب التفاوض جاء "بعد الضربات الموجعة التي تلقوها (جيش الإسلام) في العملية العسكرية الحاسمة على مواقعهم في دوما".

كما نقلت وكالة النظام عن مصدر سوري قوله إنّ "جيش الإسلام" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية طلب من النظام التفاوض، وأن الأخير وافق على أن تبدأ المفاوضات خلال الساعات القليلة المقبلة.

وزعمت "سانا" أيضاً أنّ الموافقة على طلب التفاوض أتى من "من باب الحرص والحفاظ على أرواح المدنيين وتحرير المختطفين رغم أنها غير واثقة من جدية طرحهم". وأضافت أنّ النظام اشترط "قبل الدخول في التفاوض وقف إطلاق القذائف على دمشق".

وفي السياق ذاته، أكّدت وسائل إعلام موالية للنظام دخول وفد من "مركز المصالحة الروسي في سورية" عبر ممر الوافدين إلى مدينة دوما لإجراء مفاوضات مع وفد من "جيش الإسلام"، "على أن يكون الشرط الأول للتفاوض مع الدولة السورية هو الإفراج عن المخطوفين".

وكانت اللجنة المدنية التي تتولى عملية التفاوض في دوما ذكرت، صباح اليوم الأحد، أنّ هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق "نهائي" بشأن مدينة دوما، بعد استئناف الاتصالات مع الجانب الروسي والنظام.

في موازاة ذلك، سعى النظام، على عادته، للتنصل من المسؤولية عن المجزرة بنفيه استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ووصف ذلك بأنه "فبركات" إعلامية.

ونقلت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، عن مصدر وصفته بالرسمي "الأذرع الإعلامية لتنظيم جيش الإسلام تستعيد فبركات استخدام السلاح الكيميائي لاتهام الجيش العربي السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش"، مضيفاً أنّ "الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب"، معتبراً أنّ مسلحي "جيش الإسلام" في دوما "يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش".

كما نقلت الوكالة عمّن وصفته بمصدر مطلع قوله إنّ "نظام بني سعود يحاول الحفاظ على حياة تنظيمه الإرهابي المسمى "جيش الإسلام"، عبر محاولة إعادة الترويج لفبركات الكيميائي وذرف دموع التماسيح على الغوطة الشرقية".

من جهته، نفى مركز المصالحة الروسي في سورية الأنباء حول استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية في دوما بالغوطة الشرقية، مؤكّداً أنها "لا تتوافق مع الواقع".

وقال رئيس المركز اللواء يوري إيفتوشينكو "ننفي هذه المعلومات بشدّة، ونعلن استعدادنا لإرسال خبراء روس في مجال الأمن الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي إلى دوما فوراً، بعد تحريرها من المسلحين لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه التصريحات مفبركة".

وأضاف "أن روسيا تبدأ اليوم الأحد عملية لإجلاء مسلحي "جيش الإسلام" من مدينة دوما، وأن عدداً من الدول الغربية تتخذ إجراءات تهدف لإفشال هذه العملية باستخدام موضوع استخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية".

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنّ مسلحي "جيش الإسلام" في مدينة دوما أطاحوا بقادتهم الذين شاركوا في المفاوضات حول خروج التنظيم منها، وأقدموا على انتهاك الاتفاقات التي تم التوصل إليها.

واتهمت الوزارة مسلحي "جيش الإسلام" بزعامة القائد الجديد، أبو قصي، بنقض الاتفاقيات الموقعة سابقاً وبمنع خروج المدنيين من مدينة دوما بالغوطة الشرقية واستخدامهم دروعا بشرية.

كذلك، أوردت وسائل إعلام النظام أن "جيش الإسلام" استهدف الأحياء السكنية في مدينة دمشق، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 39 آخرين.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون