واصلت قوات النظام السوري والتنظيمات الموالية لها عملياتها العسكرية في جنوب دمشق لليوم السابع على التوالي. وحصدت هذه العمليات، اليوم الثلاثاء، المزيد من الضحايا المدنيين، فضلا عن تدمير كبير في المباني، وسط أنباء متضاربة بشأن نتائج المفاوضات الرامية إلى تحديد مصير المنطقة، والتي يجريها النظام مع كل من تنظيم "داعش" الإرهابي وفصائل المعارضة في مسارين منفصلين.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القصف العنيف، اليوم، على مخيم اليرموك ومناطق الحجر الأسود والقدم والتضامن استخدم فيه النظام وحلفاؤه الطائرات الحربية والمدفعية وصواريخ أرض-أرض، وتركز على محيط شارع العروبة في المخيم وحي الزين في الحجر الأسود.
وأوضحت المصادر أن طائرات النظام الحربية وأخرى تابعة لروسيا شنت أكثر من خمسين غارة خلال ساعات الصباح الأولى على مخيم اليرموك وحيي القدم والتضامن ومدينة الحجر الأسود، مشيرة إلى مقتل سبعة أشخاص، منذ مساء أمس، نتيجة القصف الجوي، ما يرفع عدد ضحايا هذه العمليات إلى عشرات القتلى المدنيين، منهم 31 لاجئاً فلسطينياً، بحسب توثيق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية.
وتتزامن عمليات القصف البري والجوي مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومسلحي تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على أطراف ومحيط التضامن ومخيم اليرموك والقدم والحجر الأسود، إضافة إلى تواصل الاشتباكات في الجيب الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" عند الأطراف الشمالية لمخيم اليرموك، حيث تسعى قوات النظام لتحقيق تقدم وفصل مخيم اليرموك والحجر الأسود عن مناطق سيطرة الفصائل في يلدا وببيلا وبيت سحم.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام أن قوات الأخير تمكنت من السيطرة على عدد من كتل الأبنية وعدة مزارع شمال وجنوب منطقة العسالي بعد مواجهات مع تنظيم "داعش".
وفيما تحدثت أنباء عن توجه العشرات من عناصر "التسويات والمصالحات" المتطوعين تحت اسم مليشيا "الدفاع الوطني" في بلدة الهامة نحو مخيم اليرموك للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام، قالت وسائل إعلام موالية إن مليشيا سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر"، دخلت اليوم الأربعاء، للمشاركة في معارك جنوب دمشق بعد الفشل في تحقيق أي تقدم من جانب قوات النظام والفرقة الرابعة ومليشيات الدفاع الوطني خلال الأسبوع المنصرم.
وذكرت مصادر عسكرية تابعة للنظام أن سهيل الحسن سيشرف على سير المعارك التي ستشارك فيها مليشياته، وذلك بالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية من القلمون إلى حي التضامن، جنوب دمشق.
وساهم هبوب عاصفة رملية على أحياء العاصمة السورية دمشق، بشكل كبير في انخفاض وتيرة العمليات العسكرية في جهة الأحياء الجنوبية، وسط تحذيرات من جانب ناشطين للأهالي من تساقط جدران الأبنية السكنية في مخيم اليرموك بسبب العواصف والتي تسبب قصف النظام وحلفائه في ترنحها.
ويعاني من تبقى من أهالي المخيم أوضاعا معيشية وصحية سيئة، بسبب غياب الفرق الإغاثية أو النقاط الطبية لمتابعة وإنقاذ ضحايا القصف.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلامية مقربة من النظام السوري أنباء عن اتفاق مبدئي بين "المعارضة السورية المسلحة" في جنوب دمشق والنظام السوري وروسيا.
وبحسب تلك الوسائل، فإن الاتفاق سيفضي إلى مصالحة في جنوب دمشق، وخروج من لا يرغب بتسوية أوضاعه، مشيرة إلى أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الوفد العسكري عن بلدات جنوبي دمشق (يلدا، ببّيلا، بيت سحم) وروسيا ويضمن تثبيت أماكن القطاعات بحيث يمنع استهدافها أو اقتحامها من قبل قوات النظام وعدم دخول عناصره إلى حي الزين الفاصل مع مناطق سيطرة تنظيم داعش.
من جهته، قال خالد عبد المجيد، أمين سر "تحالف قوى المقاومة الفلسطينية" الموالي للنظام السوري، في تصريحات لتلفزيون النظام: "إن القيادة المركزية للتحالف ستتابع العمل مع كل الجهات المعنية من أجل اتخاذ الترتيبات لعودة الأهالي من الفلسطينيين والسوريين إلى مخيم اليرموك وجواره".
وكان ناشطون قالوا إن قوات النظام لجأت إلى التصعيد جنوب العاصمة بعد فشل مفاوضات بين النظام وتنظيم "داعش" برعاية روسية، حول خروج عناصر الأخير باتجاه البادية السورية إضافة لخروج عناصر "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك إلى محافظة إدلب.