النظام السوري يشكل "جيش الوفاء" من أبناء الغوطة

15 يناير 2015
سينفذ "جيش الوفاء" مهمات قتالية في الغوطة الشرقية(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تناقلت وسائل إعلام والعديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، موالية ومعارضة، خبر تشكيل النظام فصيلا عسكريا تحت اسم "جيش الوفاء"، ليقاتل الفصائل المسلحة المعارضة المسيطرة على الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، إلى جانب القوات النظامية.

ومن بين تلك الوسائل، موقع صحيفة "البعث"، التابعة لحزب "البعث العربي الاشتراكي"، الذي يرأسه الرئيس بشار الأسد، الذي نقل عن مصادر لم يسمها، قولها لقد "أعلن أهالي بعض المناطق في الغوطة الشرقية ممن تم إجلاؤهم مؤخراً، بفضل جهود الجيش العربي السوري، عن تشكيل جيش الوفاء، وهدفه القتال إلى جانب الجيش السوري في غوطة دمشق الشرقية".

وأضافت المصادر أن "جيش الوفاء سينفذ مهمات قتالية وإنسانية، أهمها مساندة الجيش في الإشراف على خروج عشرات العائلات من الغوطة الشرقية، كما فعل منذ يومين، حين أشرف على خروجها عبر مخيم الوافدين في ريف دمشق".

وأثار الخبر الكثير من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين اعتبره الموالون للنظام انتصارا جديدا للقوات النظامية، ومؤشرا على انهيار ما يسمونهم "العصابات المسلحة في الغوطة الشرقية"، رأى معارضون أن من سيقاتل في صفوف هذا "الجيش" هو "خائن" و"سينال حسابه"؛ لمقاتلة أهله، مقللين من أهميته وفاعليته على الأرض.

وقال مصدر مطلع على واقع "جيش الوفاء"، لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، إن "هذا الجيش مكون من بضع العشرات من شباب الغوطة، جزء كبير منهم كان مع النظام منذ بداية الأحداث، وبعضهم خرجوا مؤخراً من الغوطة مع عائلاتهم، فكان أحد شروط النظام، بعد خروجهم وتسوية أوضاعهم، حمل السلاح، والوقوف على حاجز القوات النظامية على مدخل دوما من جهة مخيم الوافدين".

وأضاف أن "النظام يقدم لمن يقاتل إلى جانب قواته إغراءات مالية وسلطوية، كما أنهم يتخلصون من خطر الملاحقات الأمنية والاعتقال".

من جهته، قال مدير مكتب شبكة "شام" الإخبارية في دمشق وريفها، ثائر الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا التشكيل عبارة عن ناس في معظمهم منذ بداية الثورة معادين لها، وشبيحة مع النظام، أمثال محروس الشغري المطرب المعروف قبل الثورة من دوما، ومنهم من هرب من جحيم الحصار داخل الغوطة إلى النظام، الذي وضعهم على حاجز مخيم الوافدين، وهو المعبر الوحيد للغوطة، طبعا المغلق منذ زمن".

وأوضح "إلى الآن لم يتجاوز عملهم أكثر من أن يقفوا على الحاجز فقط، وما يتم الحديث عنه اليوم عبارة عن فقاعة إعلامية للنظام".

كما قلل المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الإسلامية"، النقيب إسلام علوش، في حديث لـ"العربي الجديد"، من أهمية ما يقال حول تشكيل النظام مجموعة لتقاتل إلى جانبه في الغوطة، مضيفاً "لا نعتقد أن هذا التشكيل سيؤثر على المعارك"، لافتاً إلى أن "النظام يتبع معهم سياسة إما معنا أو ضدنا".

المساهمون