وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي استهدف، صباح اليوم الأربعاء، بأربع غارات بلدة العنكاوي في ريف حماة الغربي، وشن ثلاث غارات على محيط بلدة ترملا، جنوبي إدلب، كما أُصيب طفلان نتيجة قصف جوي استهدف قرية المشيرفة، شرق جسر الشغور، غربي إدلب.
وفي ريف إدلب الجنوبي، أُصيب شاب أيضاً نتيجة استهداف الطيران الروسي أطراف بلدة معرشورين بالصواريخ. وجُرح عدد من الأشخاص جراء قصف جوي روسي على قرى معرشورين والمشيرفة والمنطار ومحيط بلدة الهبيط، بينما تعرّضت بلدة كفرعين لغارة بالبراميل المتفجرة.
وألقت مروحيات النظام السوري براميل متفجرة أيضاً على قرية كفرنبودة، شمال غربي حماة، وقصفت بالألغام البحرية قرية الجنابرة وقلعة المضيق، شمالي حماة.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أنّ سلاح الجو الروسي استهدف ما سمته "تجمعات تابعة للحزب التركستاني في تلة خطاب بجسر الشغور ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم". وأضافت أنّ 5 قذائف سقطت على مدينة محردة بريف حماة الشمالي، أطلقتها فصائل المعارضة، دون أن تشير إلى وقوع إصابات.
وكان الطيران الحربي الروسي قد شنّ، مساء أمس الثلاثاء، ضربات جوية على جبل شحشبو وسهل الغاب وريف حماة الشمالي، إضافة لريف إدلب الجنوبي، فيما ألقت مروحيات النظام عشرات البراميل المتفجرة على قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
كما استهدفت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، بالرشاشات الثقيلة بلدات الهبيط ومعرة حرمة وسفوهن بريف إدلب، بعد أن كانت قد نفذت 12 غارة جوية بالصواريخ.
وقُتل وجُرح 11 مدنياً، ليل الإثنين – الثلاثاء، جراء قصف مدفعي وصاروخي وجوي لقوات النظام السوري وروسيا على قرية كفرنبودة وبلدة اللطامنة.
وأحصت شبكات محلية في إدلب مقتل 114 شخصاً في المحافظة خلال شهر إبريل/ نيسان المنصرم، بينهم 65 رجلاً، و30 طفلاً، و19 سيدة.
وفي غضون ذلك، تشهد بلدات ريف إدلب الجنوبي حركة نزوح واسعة، جراء قصف قوات النظام والطائرات الروسية. كما طاول النزوح بلدات وقرى سهل الغاب، في ريف حماة الغربي. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ معظم سكان قرية كفرنبودة، شمالي مدينة حماة، نزحوا عنها.
في الأثناء، دعت الولايات المتحدة الأميركية روسيا والنظام السوري إلى "تجنّب هجمات واسعة في محافظة إدلب".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، أمس الثلاثاء، في بيان، إنّ بلادها "تشعر بالقلق من تصاعد العنف في إدلب وشمالي حماة، حيث تستمرّ الغارات الجوية المتواصلة من قبل روسيا والنظام، وهجمات (هيئة تحرير الشام) وغيرها من الجماعات".
وأضافت، في البيان، أنّ "الهجمات استهدفت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمرافق الطبية ومخيمات النازحين داخلياً الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب هذا العنف".
كما أشارت إلى أنّ "روسيا والنظام يواصلان بشكل صارخ استهداف المنظمات الإنسانية، مثل متطوعي الخوذ البيض، أثناء محاولتهم إنقاذ الضحايا في العديد من هذه المجتمعات المتأثرة".
Twitter Post
|
وقالت "يجب أن ينتهي العنف"، محذرة من أنّ "أي تصعيد في العنف شمال غربي سورية، سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة".
ودعت المتحدثة "جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا والنظام السوري، إلى التقيد بالتزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة النطاق، والعودة إلى التهدئة في المنطقة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وكان الائتلاف السوري المعارض قد حذر، أمس الثلاثاء، في تصريح صحافي، من أنّ الحملة التي يشنها النظام السوري على ريف حماة "مشروع تهجير جماعي يتطلب تدخلاً دولياً".
وقال الائتلاف: "بدأت قوات النظام مدعومة بطائرات الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية، منذ الإثنين، هجوماً على مناطق ريف حماة الشمالي الغربي، مستهدفة مدن وبلدات اللطامنة والهبيط وكفرزيتا وكفرنبودة وقلعة المضيق، بالإضافة إلى عشرات البلدات والقرى الأخرى".
وأضاف أنّ "النشطاء وفرق الدفاع المدني أحصوا ما يزيد عن 375 قذيفة وصاروخاً استهدفت المنطقة، إضافة إلى نحو 30 غارة جوية طاولت الأحياء السكنية والطرقات العامة التي تربط بين القرى والبلدات".
Twitter Post
|
وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لمنع تفاقم هذا الوضع، والعمل على فرض ضغوط فورية لوقف هذه الحملة الإجرامية التي تستهدف المدنيين في المقام الأول وتسعى لإفراغ المنطقة منهم".
وتواصل قوات النظام السوري والطيران الروسي قصف مناطق شمال غرب سورية، على الرغم من خضوعها لاتفاق "خفض التوتر"، واتفاق روسي - تركي ينصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين النظام والمعارضة.
وحال الاتفاق الذي وقّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي، جنوبي روسيا، في سبتمبر/أيلول 2018، دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو أربعة ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين، غير أنّ قصف قوات النظام والطيران الروسي تواصل رغم الاتفاق، وأوقع قتلى مدنيين.
ويأتي التصعيد على الشمال السوري بعد إعلان وفد المعارضة إلى أستانة، الجمعة الماضي، عن اتفاق يقضي بتسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا في المنطقة منزوعة السلاح، مطلع مايو/ أيار الجاري.