المهرة على صفيح ساخن: تصعيد سعودي ضد القبائل اليمنية

19 فبراير 2020
نشرت السعودية قوات بالمهرة (Getty)
+ الخط -

تركت السعودية كافة المناطق اليمنية المضطربة شمالاً وجنوباً للحوثيين والمجلس الانفصالي الجنوبي بعد فشل ذريع في ميادين الحرب والسياسة، وحشدت قواتها صوب محافظة المهرة، بوابة اليمن الشرقية، وأكثر المحافظات استقراراً، منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات.

وعلى مدار يومين، حوّلت السعودية محافظة المهرة المسالمة إلى جبهة عسكرية رئيسية، وجعلت من قبائلها خصوماً يستوجب إسكاتهم استخدام القوة المفرطة، ابتداء من المدرعات الحديثة، وصولاً إلى مقاتلات "أباتشي".

وكما لو أنها أرادت البحث عن نصر مفقود في جبال نهم والجوف حيث تدور المعارك مع الحوثيين الذين أسقطوا لها مقاتلة "تورنيدو"، السبت الماضي، سخّرت السعودية كافة إمكاناتها، وحشدت أكثر من 25 مدرعة مسنودة بمقاتلات "أباتشي" بهدف اقتحام معبر "شحن" البري الرابط بين محافظة المهرة وسلطنة عمان.

معركة السعودية في المهرة، عنوانها الظاهر كما تزعم هو "مكافحة التهريب" بمنفذ شحن وإحباط محاولات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، لكن باطنها، وفقاً لمراقبين ونشطاء يمنيين، جملة من الأهداف، أبرزها تثبيت وجود عسكري ووصاية على امتداد الأراضي اليمنية التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

ولم تكتف السعودية بقمع سكان وقبائل المهرة عسكرياً، بل أرادت شرعنة وجودها بإطلاق توجيهات على لسان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قالت وسائل إعلام سعودية، إنّه وجّه فيها بـ"التعامل بحزم" مع المهربين.

وكان لافتاً أنّ تلك التوجيهات لم ترد في وكالة "سبأ" اليمنية أو موقع وزارة الدفاع، بل على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني؛ المقرّب من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والذي يظهر في مناسبات مختلفة كناطق باسم سفارة المملكة ولا يمثل حكومة اليمن، وفقاً لمراقبين.

وأعرب الوكيل السابق لمحافظة المهرة علي سالم الحريزي، عن دهشته من مذكرة منسوبة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، تتحدث عما وصفته بـ"سحق التمرد" بالمهرة، وتمكين القوات السعودية من السيطرة على معبر "شحن".

وقال الحريزي، في بيان متلفز، أمس الثلاثاء، "لا أتوقع أنّ هناك ذرة وطنية لدى الرئيس ونائبه بإعطاء توجيهات للقوات السعودية بسحق المواطنين اليمنيين الذين يدافعون عن سيادة البلاد".


ولم تكتف السعودية باستخدام الشرعية كقفاز في سبيل استحواذها على أهم المنافذ البرية اليمنية، بل أظهرت متحدث التحالف العسكري تركي المالكي، على أكثر من وسيلة تابعة لها، يعلن "دعم جهود الحكومة اليمنية في التصدي للجريمة المنظمة بالمهرة".

واتهم المالكي منْ قال إنها "شخصيات معروفة" في محافظة المهرة بمحاولة تعطيل جهود الحكومة اليمنية بمكافحة التهريب، في إشارة إلى الوكيل السابق علي سالم الحريزي الذي يتزعم لجان الاعتصام والحراك المهري المنادي بالاستقلال ضد القوات السعودية.


وتؤكد قبائل المهرة، أنّ الذرائع التي تسوقها السعودية لتبرير تواجدها العسكري في المهرة ومنفذ شحن، باتت مفضوحة، لا سيما أنّ للحوثيين منافذ بحرية خاضعة لسيطرتها، وبإمكانها تهريب ما تريد عبر سواحل البحر الأحمر في محافظة الحديدة.

وقالت لجنة اعتصام المهرة، في بيان صحافي، الإثنين، إنّ وجود قوات الاحتلال السعودي ومليشياته بمحافظة المهرة مخالف للقوانين الدولية، ودعت الحكومة الشرعية للخروج عن صمتها إزاء ما وصفتها بـ"نوايا الاحتلال السعودي الإماراتي بتقسيم اليمن".

وأشار البيان، إلى أنّ القوات السعودية والموالين لها، نفّذت اعتداءات على مواطني وأبناء قبائل مديرية "شحن" المهرية.