الممثل الأعلى للثورة

15 فبراير 2016
+ الخط -
غالباً ما يتلقى الناشطون في الفضاء الإلكتروني من المعنيين بالثورة السورية، دعوات للانضمام إلى مجموعات "فيسبوكية" أو تجمعات عبر "سكايب"، بهدف القيام بنشاط ما أو تأسيس مجموعة عمل تنفيذاً لفكرة خطرت ببال أحدهم، يعتقد أنها تخدم الثورة في أحد الجوانب الإنسانية أو الإعلامية وربما الحقوقية.

ما إن يجتمع بضعة أشخاص ضمن مجموعة ما، من أجل مناقشة الفكرة، حتى يبدأ النقاش بكيفية جعل هذه المجموعة هي الممثل الأعلى للثورة في مجال عملها، فيبدأون باقتراح أسماء لها من وزن "اتحاد الهيئات العامة للأمر الفلاني الثوري" أو "مجلس قيادة اتحاد اللجان الفلانية الحرة" أو "اللجنة الإستراتيجية لاتحاد النقابات الوطنية الفلانية"، وطبعا يبدأ القائمون على المجموعة الفيسبوكية بتقسيم الاتحاد الوليد إلى هيئات عامة يجمعها مجلس أعلى، وكل هيئة يتم تقسيمها إلى مجالس إقليمية تنقسم بدورها إلى إدارات يتفرع عنها لجان مختصة. وقبل البحث في علة وجود هذه المجموعة ومن تستهدف وكيف ستقوم بعملها، يتم البحث في كيفية جعل هذه المجموعة "الممثل الأعلى للثورة" ضمن اختصاصها. بدأت فكرة الممثل الأعلى للثورة، مع بداية انطلاقها وتحديدا من فكرة التنسيقيات، حيث تم تشكيل اتحاد التنسيقات قبل تشكيل التنسيقيات نفسها، فصار كل عمل تنسيقي يتشكل في قرية من القرى يصبح حكماً جزءاً من اتحاد التنسيقيات، وتلاها تشكيلات من وزن المجلس الأعلى لقيادة الثورة، والهيئة العامة لقيادة الثورة، لينتشر المرض ويستشري في كل مفاصل العمل الثوري المدني منه والعسكري.

اليوم، وبعد مضي خمس سنوات على الثورة، وبدلاً من أن ينضج مفهوم العمل الجماعي بعيداً عن الأنا وعن التسميات الرنّانة، نجد أن الأنا كبرت وتضخمت مع مرور الزمن، حتى أن من يسعى لتشكيل تجمع ما أصبح يدرك منذ البداية أن هناك تجمعات مماثلة باسم هيئات، أو لجان أو غيرها، فيقوم بفعل استباقي ويسمي تجمعه باسم اتحاد الهيئات أو اتحاد اللجان كي يبقى الممثل الأعلى ولو بالاسم، فصار في الميدان الثوري عشرات الفيالق العسكرية، ومئات اتحادات الهيئات واللجان التمثيلية، فيما المواطنون الذين من المفترض أن يحصدوا نتائج عملها لم يلمسوا أية نتيجة أو حتى يسمعوا بها.
المساهمون