المكتبات في مدارس الأردن بين اللامنهجية وانعدام الوفرة

09 سبتمبر 2017
تعاني المكتبات المدرسية في الأردن من قلة الاهتمام(Getty)
+ الخط -

تشهد مدارس الأردن نقلة نوعية في مجال تفعيل دور المكتبات داخل الحرم المدرسي، مع الأخذ بالاعتبار، تفاوت القدرات المالية لكل مدرسة، حيث نلاحظ أن المدارس الخاصة الدولية تُعنى في عمل حصص مكتبية، وتفعيل قراءات قصصية واستضافة كتاب أطفال ويافعين، وتنظيم مسابقات القراءة.

بينما في المدارس الحكومية يقتصر دور المكتبة على عمل بازار أو معرض كتاب سنوي، وربما يتم تهميش هذا الأمر بالكامل، وهذا يعود إلى سياسة المدرسة وأهدافها التثقيفية، التي ربما لا تبتعد عن إعطاء الدروس الأكاديمية دون دور تفاعلي، وأيضاً المخصص المالي لميزانية المدرسة الذي لا يدعم تلك الأنشطة.

وفي هذا الشأن، تحدثت لـ"العربي الجديد"، ماجدة الحرايزة، معلمة في إحدى المدارس الحكومية، وناشطة اجتماعية تُعنى بتطوير القراءة القصصية للأطفال، عن دور المكتبة في تعزيز ثقافة الطفل.

وأوضحت الحرايزة أنها تحاول الخروج عن المألوف فيما يخص اللغة العربية وذلك من خلال دمج القصص في سياق الدرس والخروج عن نمطية الشرح المطول. وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم انتهجت مسابقة القراءة القصصية، وذلك بتوفير قصص من وزارة الثقافة ومكتبة الأسرة، وتوزيعها على المدارس لإشراك الطالب في القراءة، وتعريفه بأهمية القصة. ولكن ذلك لا يكفي لتجسير الهوة الثقافية بين الطالب والكتاب. ومن هنا تحاول الحرايزة أن تبادر بالتنسيق مع إدارة المدرسة بتنظيم فعاليات ثقافية، من شأنها أن تعزز دور المكتبة لديهم .



ميزانية محدودة

من التحديات التي لفتت إليها الحرايزة أن المدرسة الحكومية ملتزمة بميزانية محدودة، وبما تقدمه وزارة الثقافة وبعض المجلات وأمانة عمان من إصدارات، وذلك من شأنه أن يعيق شراء القصص المتنوعة التي تثري الطلبة.

وأكدت أن المدارس الحكومية، ومن خلال تجربتها تهمش هذه الحصص ولا تبادر لتنظيم أنشطة في المكتبات إما لعدم وجود مكتبة خاصة في المدرسة وإما لعدم اهتمام المدارس بهكذا خطوة توعوية تثقيفية.

 



دور المدرسة

وبالحديث مع دينا السيد، مديرة مدرسة خاصة في العاصمة عمان، وسؤالها عن دور المدرسة في تفعيل أنشطة المكتبة، تقول إنهم يفرغون حصة مكتبية في كل أسبوع للصفوف كافة ويتم التنسيق مع كتاب محليين مختصين بكتابة قصص اليافعين والأطفال لقراءة قصصهم التفاعلية ضمن أنشطة المكتبة، وعرض مجموعة منها كي يستطيع الطالب اقتناءها من خلال شرائها وبحضور الأهالي. ويقومون بالحديث معهم حول أهمية عمل مكتبة خاصة للطفل في المنزل كما يشركون الطلبة في تحدي القراءة ويقومون بتكريم الفائزين.



وتشير السيد إلى أن الطالب في المدارس الدولية تحديداً، يميل إلى قراءة القصص باللغة الإنكليزية بدلاً من اللغة العربية، ما يشكل تحدياً آخر، حيث إن القراءة والأنشطة المكتبية يجب أن يتوافر فيها التنوع، ولكن هدفها يبدأ بإحياء اللغة الأم، وهو الأمر الذي يبتعد عنه هذا الجيل.

وتؤكد السيد أن دور وزارتي التعليم والثقافة، لا يجب أن ينفصل عن تعزيز دور المكتبات في المدارس ويجب أخذ هذه الفعاليات على محمل الجد، لما تحمله من ثروة فكرية ثقافية مهمة.

 

بدوره، يقول الشاعر محمد جمال عمرو "من خلال الأنشطة الثقاقية التي أنفذها مع كتاب أدب الطفل في مدارس المملكة، أتيحت لي فرصة الاطلاع على واقع المكتبات المدرسية وفقر محتوياتها وانعدامه في أغلب الأحيان، ولعل هيئة معظم تلك الحجرات، المسماة مكتبات مدرسية يؤشر على أنها أماكن مهجورة لا يرتادها رواد".

ومن خلال مشاركتنا في لجنة تحكيم مسابقة تحدي القراءة العربية، تأكد لنا أن المكتبات وكتب المطالعة ليست على سلم الأولويات في المسيرة التعليمية، وأن العناوين التي قرأها معظم التلاميذ استعدادا للمسابقة هي دون المستوى.

 

دلالات
المساهمون