المغرب: سَافر بثمنٍ بخس

17 سبتمبر 2016
(سيّاح في الصحراء المغربية، صورة: مورتن فلاش سورتلاند)
+ الخط -
"تُسافر بثمن بخس، وتلتقي شبابًا من كلّ مكان في العالم.. إنّها تجربة رائعة"، تقول فيرجي وهي سائحة كندية قضت أسبوعين في المغرب، زارت فيها خمس مدن متنقّلة بين بيوت الشّباب، موضّحة أن هذا النوع من الإقامات يعدّ الوسيلة الأنسب لمن يرغب في السّفر حول العالم بأقلّ تكلفة، وهي طريقة تُمكّنها من السّفر مرّتين في السّنة إلى دولٍ مختلفة.

وتعتبر فيرجي بيوت الشباب خيارًا استراتيجيًا للشّباب الراغب في السّفر، نظرًا لتكلفتها الاقتصادية، التي تتراوح في المغرب بين 30 و80 درهمًا، تشملُ المبيت في غرفة جماعية، ووجبة فطور بسيطة تتكوّن في الغالب من كأس شاي أو قهوة، وفطائر مغربية وخبز مع الجبن والعسل. وبالنّظر أيضًا إلى كونها فضاءً مناسبًا للالتقاء بشباب من كل دول العالم على حدّ تعبيرها.

ويبلغ عدد بيوت الشباب في المغرب 13 بيتًا، يطلق عليهم عادة "مآوي الشباب". توجد في مدن ساحلية أو سياحية بشكل أساسي. وتتوزّع هذه البيوت بين مدن: الدار البيضاء، الرباط، فاس، مكناس، مراكش، وشفشاون، ورزازات، العيون، وجدة، ومراكش، مكناس، طنجة وأزرو، وتقدّم هذه البيوت عرضًا سياحيًا مغريًا للشّباب لزيارة هذه المدن بميزانية غير مكلفة، ممّا يجعل المغرب من بين الدول العربية والأفريقية الأكثر ترويجًا لهذا النّوع من الإقامات السّياحية.

بدأت فكرة بيوت الشّباب، منذ أكثر من مائة عام مع مدرّس ألماني سنة 1908، خلال رحلة مدرسية لم يجد فيها طلبته مكانًا رخيصًا ومناسبًا للمبيت. وخرجت الفكرة إلى حيّز التّطبيق سنة 1912، من أجل توفير مكان يقيم فيه الطلاّب في رحلاتهم المدرسية، أو في إطار دراستهم بشكل حصري إلى حدود سنة 1980، حين اتّسعت الفكرة لتشمل كافة الشّباب والعائلات أيضًا، أمّا اليوم، فقد فاق عدد مآوي الشباب في العالم 4 آلاف نزل ومأوى، في أكثر من ثمانين دولة.

وما يميّز بيوت الشّباب في المغرب، قُربها من وسط المدينة، فغالبًا ما توجد في أحياء المدينة القديمة، لتتيح فرصة التّجوّل على الأقدام في هذه الأحياء لنزلائها، واكتشاف سحرها من دون عناء التّنقل في سيّارة أجرة. وفي الوقت نفسه، تتميّز بموقع قريب من محطّات وسائل النّقل"الحافلة، الترامواي، سيارات الأجرة" لمن كانت غايته عملية أو علمية، كما تحتوي بيوت الشّباب في الغالب، على مطبخ مشترك للنّزلاء الذين يرغبون في الطّهي وتوفير ثمن الأكل في المطاعم، خاصّة لمن يقيم مدّة أطول من المعتاد.

وعدا الميزات الكثيرة لهذا النّوع من أماكن الإقامة، تبرز عدة نقائص قد يجدها البعض عائقًا أمام اللّجوء إليها، من أهمّها افتقاد الخصوصية، وسلبيات النّوم في غرفة مشتركة. فيُمكن أن يدخل على النّزيل نزيلٌ جديد في منتصف نومه، ويُحدث ضجيجًا ينغّص عليه ليلته. كما أنّ عليه الانتباه جيدًا لحاجياته، ومن الأفضل أن يؤمّن الأشياء الثّمينة لدى مكتب الاستقبالات، بالإضافة إلى أن مدّة الإقامة في "مآوي الشباب" محدّدة بثلاث ليال فقط، إلاّ أنّه غالبًا ما يتمّ التّساهل مع النّزلاء وتمدّد فترة إقامتهم.

وبالرّغم من مسمّى بيوت الشّباب، وقلّة كبار السّن الذين يرتادون هذه البيوت، إلاّ أنها تبقى مكانًا مفتوحًا لكافّة الأعمار والفئات، لتُقدم خدماتها لكلّ من لا تسمح له إمكاناته بالإقامة في فندق.


(المغرب)

المساهمون