شهدت شوارع الحسيمة المغربية "مسيرة شموع" حاشدة، مساء الجمعة السبت، قُدّر عدد المشاركين فيها بأكثر من أربعين ألف شخص، جاءوا من مختلف أنحاء المدينة وضواحيها، للتضامن مع محسن فكري، بائع السمك الذي قتل قبل أسبوع بعد أن طحنته آلة الفرم بشاحنة للنفايات، خلال محاولته إنقاذ سلعته المصادرة.
وحمل آلاف المحتجين، الذين جاوبوا شوارع الحسيمة، قبل أن يتجمّعوا وسط ساحة محمد السادس المعروفة، الشموع حزنا على الراحل، كما رفعوا لافتات تطالب برد الاعتبار للمواطن وحفظ كرامته، وشعارات منتقدة لدعوات عدم الخروج في مظاهرات ووصفها بـ"الفتنة".
وكانت أصوات قد دعت، أخيرا، إلى عدم المشاركة في الاحتجاجات الشعبية التي تلت مقتل بائع السمك، بدعوى أن ذلك "فتنة قد تؤدي بالبلاد إلى مصير مجهول وعواقب غير محمودة"، لكن الناشطين وشباب المدينة تمسّكوا بالتظاهر، مشددين على أن "الاحتجاج السلمي حق مشروع، وأن الفتنة هي ظلم واحتقار المواطن".
وفي السياق، قال مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، عبد الإله الخضري، في تصريح لـ"العربي الجديد" تعليقا على المسيرة الحاشدة بالحسيمة، إنها "تدل على وعي ورقي شباب منطقة الريف، بخلاف من كانوا يحذرون من مخاطر الاحتجاجات الحاشدة، حيث مرت التظاهرة في أمن وأمان دون أي حادث يذكر".
وأكد الخضري أن "مسيرة الشموع" دليل على "حسن تعاطي الشباب مع الحدث، حيث إنهم فندوا نظرية المؤامرة والخوف من الاحتجاج"، مشددا على أن "الشطط في استعمال السلطة والظلم في حق المواطن هو الفتنة الحقيقية".
وقرر القضاء، قبل أيام، توقيف 11 شخصا على خلفية الحادث، بينهم اثنان من رجال السلطة، ومندوب وزارة الصيد البحري، ورئيس مصلحة بمندوبية وزارة الصيد البحري، وطبيب رئيس مصلحة الطب البيطري، حيث يتابعون بتهم "التزوير في محرر رسمي والمشاركة فيه والقتل غير العمد".