المعارضة: مجزرة خان شيخون تضع محادثات جنيف بـ"مهب الريح"

04 ابريل 2017
تبرؤ روسي من المجزرة (الدفاع المدني/فيسبوك)
+ الخط -

اعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف، محمد صبرا، أن القصف بالغازات السامة، الذي أودى بحياة 100 مدني وأدى إلى إصابة 500، في مدينة خان شيخون، شمال غربي سورية، اليوم الثلاثاء يضع محادثات جنيف في "مهب الريح"، فيما توالت ردود الفعل الدولية على الهجوم.

وقال صبرا، عبر الهاتف لوكالة "فرانس برس، إن "الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات" التي ترعاها الأمم المتحدة.

وسأل: "إذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن ردع النظام عن مثل هذه الجرائم، فكيف ستنجز عملية سياسية تؤدي لانتقال سياسي في سورية"؟

واعتبر صبرا أن الهجوم في مدينة خان شيخون في إدلب يفرض "بحث جدوى الاشتراك في عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة في ظل عجز الأخيرة عن حماية قراراتها الرادعة، ولا سيما في مجال استخدام السلاح الكيماوي"، موضحا أن "القرار 2118، الذي يعتبر أحد المرتكزات للعملية السياسية، نص في فقرته الـ21 على اتخاذ إجراءات بناء على الفصل السابع في حال تم استخدام أو تصنيع أو نقل السلاح الكيماوي في سورية".



وفي سياق ردود الفعل الدولية، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الهجوم الكيماوي الذي تعرض لها أبناء مدينة خان شيخون "قد يعرض محادثات أستانة للخطر"، مشيرا إلى أن "هذا الفعل غير إنساني"، وذلك أثناء المكالمة التي أجراها من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، صباح اليوم.

ودان الرئيس التركي، خلال المكالمة، الهجوم الكيماوي التي تعرضت له بلدة خان شيخون، وشدد على أن "هذا النوع من الهجمات اللاإنسانية لا يمكن قبوله على الإطلاق"، مضيفا أن "هذه الهجمات قد تؤدي إلى خطر يودي بجميع الجهود المبذولة في محادثات أستانة"، في إشارة إلى المحادثات التي جمعت كلاً من روسيا وإيران وتركيا بوصفهم ضامنين لوقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به النظام.

وأشار الرئيسان إلى "ضروروة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأيضا بذل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش في سورية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، بأن الهجوم الذي تعرضت لها خان شيخون هو "جريمة ضد الإنسانية"، مشددا على ضرورة محاسبة الفاعلين.​


ودعا وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن، بعدما وصف الهجوم بـ"الشائن".

وأضاف في بيان: "وقع هجوم كيماوي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الضحايا، بينهم أطفال. أدين هذا التصرف الشائن. في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي، أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار، أطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن".

وقال إيرولت: "استخدام الأسلحة الكيماوية يشكل انتهاكا غير مقبول لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو مثال آخر للوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات"، وفق "رويترز".

وندد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بالهجوم، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عنه.

وكتب جونسون، في تغريدة على تويتر: "هناك تقارير رهيبة عن هجوم بأسلحة كيميائية في إدلب بسورية. يجب التحقيق بالحادث ومحاسبة منفذيه".



من جانبها، اعتبرت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن نظام بشار الأسد يتحمل "المسؤولية الرئيسية" في هجوم خان شيخون.

وقالت موغيريني، في مقابلة مع منظمات إعلامية في بروكسل على هامش مؤتمر الاتحاد الأوروبي-الأمم المتحدة الهادف لبحث مستقبل سورية: "اليوم الأنباء رهيبة"، مضيفة: "بالطبع المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق النظام".

وأضافت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "لكن هذا يشكل تذكيرا دراماتيكيا بأن الوضع على الأرض لا يزال مأساويا في عدة مناطق من سورية".

وندد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين بالهجوم "الكيماوي" في شمال غرب سورية، واعتبره "غير إنساني"، محذرا من أنه يمكن أن يهدد محادثات أستانة.

وقالت مصادر رئاسية إن "الرئيس أردوغان قال إن مثل هذا النوع من الهجمات غير الإنسانية غير مقبول"، محذراً من أن هذه الهجمات "قد تنسف كل الجهود الجارية في إطار عملية أستانة.

وبحسب "فرانس برس"، فقد اتفق أردوغان وبوتين على أنه "من الضروري القيام بجهود مشتركة من أجل استمرار وقف إطلاق النار" الذي يتعرض لانتهاكات بانتظام.

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي أنه لم يشن أي غارة جوية في منطقة بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.

(العربي الجديد)