واستعانت وسائل إعلام النظام بروايتين متناقضتين حول المجزرة، تعتمدان على النكران والاستغلال والشماتة، فعادت إلى أول تكتيكاتها المعتمدة في السنوات الأولى للثورة السورية، القائمة على ارتكاب مجزرة وإلقاء اللائمة على المعارضة السورية.
وتقول إحدى نظريات إعلام النظام إن جماعات المعارضة المسلحة خزنت أسلحة كيماوية بالبلدة إلا أن ضرراً أصابها فتسرب الغاز السام منها. وقالت أخرى إنّ هذه الجماعات كانت تجري تجارب على هذه المواد فانفجرت بها، فيما قالت الرواية الثانية إنّ الجيش السوري هاجم مقار الأسلحة الكيمياوية للمعارضة في خان شيخون بهدف تدميرها ما تسبب بقتل المدنيين في البلدة.
في كِلا الروايتين أقرّت وسائل إعلام النظام بوقوع المجزرة، إلا أنها مع ذلك لم تبث أي صور لها، وعادت لتناقض نفسها مرة ثالثة بالحديث عن "التلفيق الإعلامي" للمجزرة.
"الإخبارية السورية"، على سبيل المثال، لم تتطرّق إلى أي من تفاصيل خبر المجزرة وعدد الضحايا. واكتفت بإعداد تقارير عن الفبركة الإعلامية والصور المزورة عن المجزرة، وعادت لتقر بوجود مجزرة كيمياوية اتهمت بها قوات المعارضة قائلة إنها تفلت من العقاب. وذهبت إلى أن وسائل الإعلام العربية شاركت بالتخطيط لها.
كما أشارت لوجود حقائق لم تتطرق لذكرها حول امتلاك قوات المعارضة لترسانة كيمياوية لاستخدامها ضد السوريين.
واكتفت قناة "سما" الفضائية بنقل بيان صادر عن قيادة جيش النظام وصف نفسه فيه بأنه "أسمى من أن يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية الشنيعة". ونفى أنه قام باستخدام الكيمياوي في أي مكان سابقاً أو مستقبلاً. وحملت ما وصفتها بالجماعات الإرهابية مسؤولية الهجوم.
Facebook Post |
أما الإعلامي اللبناني حسين مرتضى المؤيد للنظام السوري، فأقرّ بوجود مجزرة بالسلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون بريف إدلب، إلا أنه اتهم قوات المعارضة الموجودة هناك بتصنيعها وتخزينها، وأنها قد انفجرت وحدها بهم وقتلت أطفالهم. وقال في تغريدة له على تويتر "كم من الأطفال عليكم أن تقتلوا وتسمموا حتى تستفيدوا منهم دولياً علكم تحققون شيئاً، حرام عليكم أطفال خان شيخون كأطفال الغوطة".
التخبّط في التغطية على الجريمة كان واضحاً أيضاً في صفحات وسائل التواصل المؤيدة للنظام، نشرت إحداها خبراً قالت فيه "استهدف الطيران الحربي مقراً لتصنيع العبوات والصواريخ شمال شرق شعبة التجنيد في خان شيخون مما أدى إلى تدميره ومقتل وإصابة العاملين فيه وتسرب مواد أولية لتصنيع عبوات الغازات السامة من المقر: وتعود لاحقاً وتنفي وقوع مجزرة بالغاز الكيماوي قائلة إن الفيديوهات والصور المنشورة عن وقوع إصابات وضحايا بالكيمياوي مفبركة".
Facebook Post |