المرزوقي من نيويورك: نتصدى لمحاولات تخريب الانتقال السلمي بتونس

25 سبتمبر 2014
اتهم المرزوقي الدول الغربية بدعمها سابقاً للاستبداد (الأناضول)
+ الخط -
انتقد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، "قوى داخلية وخارجية سعت ولا تزال إلى تخريب الانتقال الديمقراطي السلمي في تونس عبر العمليات الإرهابيّة والاغتيالات السياسيّة"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "الشعب عاقدٌ العزمَ على مواصلة المسار وإنجاحه مهما كانت الاعتداءات التي تخطّط لها قوى الشرّ".

وقال المرزوقي، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك بعد ظهر اليوم الخميس، إنّ بلاده "تعيش تطورها هذا في قلب منطقة تشهد اليوم حرائق سياسية هائلة، فالجماعات المسلحة المتطرفة العابرة للحدود تستهدف البلاد منذ انطلاقة الثورة، بعنف أودى بحياة العديد من الجنود ورجال الأمن، وذلك بنية واضحة لإجهاض المسار الديمقراطي وفرض بدائل ترفضها الأغلبية الساحقة من الشعب".

وأعرب المرزوقي عن تخوّفه من الوضع الليبي، موضحاً أنّ "الوضع المتقلب في ليبيا يشكل مصدر قلق بالنسبة إلى تونس، لأن استقرار هذا البلد الجار جزء من استقرارها"، آملاً أن "يجد الليبيون طريقاً للحوار الوطني بهدف بناء دولة مستقرّة وديمقراطية ومتقدمة، خارج كل تدخّل عسكري أجنبي لا يمكن إلا أن يزيد الطين بلّة".

كما دان الرئيس التونسي "الاعتداء على المسيحيين وعلى كلّ الأقليات الدينية التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من التاريخ والحضارة العربية والإسلاميّة".

ورأى المرزوقي أنّ "ما تشهده المنطقة اليوم، من عنف وعنف مضادّ، هو محصّلة 5 عقود من سياسات خاطئة وسياسات استبداد حرّمت الحقوق والحريات الأساسية، وسياسات اقتصادية كدّست الثراء على ضفة، والفقر على ضفة أخرى، وقبلت بتوسع الهوة بين الضفتين، وسياسات تعليمية فاشلة لم تنمّ العقل والاستقلالية، وسياسات أرادت توظيف الدين في خدمة السياسة، فانقلب في كل مرة السحر على الساحر".

وحمّل الرئيس التونسي المسؤولية "لبعض الدول الكبرى في الأوضاع التي تعيشها الدول العربية، عندما دعمت الاستبداد في هذه البلدان، طيلة عقود، بحجّة دعم الاستقرار، متجاهلة عمق مطالب النخب بالحريات والحقوق ومطالب عامة الشعب بالعدالة الاجتماعية".

وأكد أنه "على هذه الدول الكبرى استعمال نفوذها لدفع كل أنظمة المنطقة، لإصلاح البيت الداخلي في أسرع وقت"، محذراً من أنّ "الركون إلى الحلول العسكرية وحدها لن يؤدي إلا إلى مزيد من التورط في حروب عبثية، تزيد في اشتعال حرائق باتت تهدّد العالم بأسره".

وشدد المرزوقي على "ضرورة رفع الحصار عن غزة وتمكينها من مرفأ ومن مطار، وليس فقط فتح المعابر، وذلك تمهيداً لتحقيق المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني، وأساساً لحقّه في دولته المستقلة الآمنة المتواصلة جغرافياً، وعاصمتها القدس الشرقية"، داعياً إلى "إعادة إعمار غزّة في أقرب الأوقات، حتى يعود الأطفال إلى مقاعد الدراسة والضحك واللعب في ساحات المدارس المدمّرة".

المساهمون