تتناقض المتعة مع الملكية. الأخيرة تقتضي الكدّ والحصر والعدّ، وتحتاج إلى المراقبة والحفظ والحيطة والحذر، أي أنها تحيط نفسها بحدود كابحة حارسة، فيما المتعة تتولّد من عدم إيلاء أيّ اهتمام للحدود والموانع، وهي لا تخضع لنظام العدّ والحصر الضيّقين، طالما أنها بالأساس قائمة على الضد منهما. تحتاج الملكية إلى الحماية، إلى بذل الجهد، وربما إلى المنافسة التي لا ترحم أحداً، أي أنها تتحرّك داخل نظام مبني على المزاحمة والقسوة، فيما المتعة هي التي تحمي من يشعر بها بسياج لا يقسو على أحد ولا يصدّ أحداً، من دون شَرَه المنافسة.
يختلف ألم الملكيّة عن ألم المتعة. الأول ينتج أزمة وتخبّطاً وضيقاً، والثاني ينتهي بالدموع. الحياة لا تُملَك، إنها تُعطى وحسب. المتعة شأن من شؤون انصراف الحياة إلى نفسها. المتعة انفعال جمالي، فيما الملكية مفعول جمعيّ.
يمكن تذكّر المتعة لأنها تتحوّل إلى معطى وجداني، إلى خبيئة قلبية وذخر عاطفي، فيما لا نقدر أن نتذكر الملكية لأنها حاجبٌ خارجيّ.
ما لا نملكه أهمّ وأرحب بكثير مما نعتقد أنه ملكنا وحصتنا. يكفي أن نتذكر ضوء الصباح والظلال التي تؤلف المساء على مهل، أي هذا المشاع الهائل. الملكية عملٌ ضدّ مقتضى الطبيعة الواهب الشجاع. يمكن تصوّر المتعة، فيما لا يمكن تصوّر الملكيّة. المتعة تعين المخيّلة، فيما الملكية تحجبها. الملكيّة هي الوقت الباقي لإحصاء كدمات الزمن. المتعة هي الرئة التي تتنفس من خلالها الأشجار والزهور. ذروة المتعة هي الصمت، فيما أوج الملكية هو الضجيج.
القلب لا يعرف، العقل يعرف. المتعة أثر من آثار الجهل والدهشة، فيما الملكية عمل من أعمال العقل. المتعة لا تخاف، والملكية هي مصدر الخوف. فالبحث عن الأمان المطلق نوع من رفض إنسانيّة الإنسان القائمة على المصادفة والحدث الطارئ وكمين اللامتوقّع. يقول أحدنا: "لقد طرتُ من السعادة"، لكن لا أحد يقول لقد طرت لأنني أملك.
الملكيّة ضيقة حتى إن كانت كبيرة، المتعة لا تضيق، وإن بدت ضئيلة. ما لا نملكه أرحب وأغنى بكثير مما نظن أننا نملكه. تسعى الملكية إلى الوفرة، فيما المتعة تبدأ من الوفرة. لا يمكن للمتعة أن تتلاءم مع آليات الادّخار، فيما الادخار أساس الملكية.
الملكية كتيمة حاجبة ومانعة. إنها فعلٌ متعاقب ضد العرض والإظهار والمنح، ما يخفيها ويخبئها يزيدها مناعة وقوة. أليست الملكية، والحال هذه، نوعاً من الهروب الخجول والتواري الخائف؟ لكن المتعة، كما لو أنها تعاقب عوارض الملكية، تميل إلى الطرح والبزوغ والتفتح. إنها إثمار وإيناع وإضافة، تطفو وتتموج بما تمنحه، وهي ليست عرضة للضعف والخوف، فما يكوّنها من الداخل يتماهى مع ما تظهره من الخارج.
اقــرأ أيضاً
يختلف ألم الملكيّة عن ألم المتعة. الأول ينتج أزمة وتخبّطاً وضيقاً، والثاني ينتهي بالدموع. الحياة لا تُملَك، إنها تُعطى وحسب. المتعة شأن من شؤون انصراف الحياة إلى نفسها. المتعة انفعال جمالي، فيما الملكية مفعول جمعيّ.
يمكن تذكّر المتعة لأنها تتحوّل إلى معطى وجداني، إلى خبيئة قلبية وذخر عاطفي، فيما لا نقدر أن نتذكر الملكية لأنها حاجبٌ خارجيّ.
ما لا نملكه أهمّ وأرحب بكثير مما نعتقد أنه ملكنا وحصتنا. يكفي أن نتذكر ضوء الصباح والظلال التي تؤلف المساء على مهل، أي هذا المشاع الهائل. الملكية عملٌ ضدّ مقتضى الطبيعة الواهب الشجاع. يمكن تصوّر المتعة، فيما لا يمكن تصوّر الملكيّة. المتعة تعين المخيّلة، فيما الملكية تحجبها. الملكيّة هي الوقت الباقي لإحصاء كدمات الزمن. المتعة هي الرئة التي تتنفس من خلالها الأشجار والزهور. ذروة المتعة هي الصمت، فيما أوج الملكية هو الضجيج.
القلب لا يعرف، العقل يعرف. المتعة أثر من آثار الجهل والدهشة، فيما الملكية عمل من أعمال العقل. المتعة لا تخاف، والملكية هي مصدر الخوف. فالبحث عن الأمان المطلق نوع من رفض إنسانيّة الإنسان القائمة على المصادفة والحدث الطارئ وكمين اللامتوقّع. يقول أحدنا: "لقد طرتُ من السعادة"، لكن لا أحد يقول لقد طرت لأنني أملك.
الملكيّة ضيقة حتى إن كانت كبيرة، المتعة لا تضيق، وإن بدت ضئيلة. ما لا نملكه أرحب وأغنى بكثير مما نظن أننا نملكه. تسعى الملكية إلى الوفرة، فيما المتعة تبدأ من الوفرة. لا يمكن للمتعة أن تتلاءم مع آليات الادّخار، فيما الادخار أساس الملكية.
الملكية كتيمة حاجبة ومانعة. إنها فعلٌ متعاقب ضد العرض والإظهار والمنح، ما يخفيها ويخبئها يزيدها مناعة وقوة. أليست الملكية، والحال هذه، نوعاً من الهروب الخجول والتواري الخائف؟ لكن المتعة، كما لو أنها تعاقب عوارض الملكية، تميل إلى الطرح والبزوغ والتفتح. إنها إثمار وإيناع وإضافة، تطفو وتتموج بما تمنحه، وهي ليست عرضة للضعف والخوف، فما يكوّنها من الداخل يتماهى مع ما تظهره من الخارج.