المتحف العربي بالدوحة يرصد تأثير "أجيال الثورة" بالمشهد الفني

15 أكتوبر 2018
"متحف" يعرض فكرة الثورة في ثلاثة أجيال
+ الخط -
أعلن المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة عن معارضه التي ينظمها خلال فصل الخريف بداية من الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ويأتي أبرزها تحت عنوان "أجيال الثورة"، وهو معرض مبتكر من تقييم عبد الله كروم، مدير "متحف".

ويضم المعرض أعمالاً لفنانين من العالم العربي وتركيا والهند وفناني المهجر تسلّط الضوء على تحولّات مهمة في تاريخ الفن الحديث والمعاصر، بداية من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مروراً بفترة السبعينيات إلى التسعينيات التي تُعرف بمرحلة ما بعد الاستقلال، وصولاً إلى العقد الأول من الألفية الثانية قبيل انطلاق شرارة الثورات العربية، وهو العقد الذي نشأت فيه حركات فنية في المنطقة اتسمت بطابعها السري نتيجة غياب حرية التعبير.

ثلاثة أجيال للثورة
يبرز معرض "أجيال الثورة" من خلال سرده التاريخي الدور الحيويّ الذي اضطلع به الفنانون في إحداث تغيير اجتماعي وثقافي في العصر الحديث والمعاصر. وينقسم إلى ثلاثة أقسام.

يتناول الأول الحركة النضالية المطالبة بنيل الاستقلال في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من البلدان خلال حقبة الخمسينيات، والتي صاحبها ظهور أساليب فنية ومدارس أدبية جديدة. أما الثاني فيعرض أعمالاً لفنانين شكلوا جزءًا من الحركة الثقافية العربية في السبعينيات، فيما يسلط الثالث الضوء على جيل من الفنانين كانت أعمالهم في بداية الألفية الثانية إرهاصاً للربيع العربي، وهو جيل استطاع ابتكار مفردات جديدة تناول من خلالها التغيير الذي تشهده مجتمعاته.

الفنانون المشاركون
ومن بين الفنانين المشاركين في المعرض: فخر النساء زيد (1901-1991)، تركيا، حسين بيكار (1913-2002)، مصر، حاتم المكي (1918 - 2003)، تونس، إنجي أفلاطون (1924 -1989)، مصر، شاكر حسن آل سعيد (1925-2004)، العراق، الجيلالي الغرباوي (1930-1971)، المغرب، باية (1931-1998)، الجزائر، برهان كركوتلي (1932-2003)، سورية، أحمد الشرقاوي (1934-1967)، المغرب، فريد بلكاهية (1934-2014)، المغرب، لؤي كيالي (1934-1978)، سورية، إسماعيل فتاح (1934 - 2004)، العراق، محمد شيبا (مواليد 1935)، المغرب، عبدالله المحرقي (مواليد 1939)، البحرين، ضياء العزاوي (مواليد 1939)، العراق، سيمون فتال (مواليد 1942) سورية. كمال بلاطة (مواليد 1942) فلسطين، جاسم الزيني (1943-2012) قطر، شيرين نشأت (مواليد 1957)، إيران، نزار يحيى (مواليد 1963)، العراق، مروان رشماوي (مواليد 1964)، لبنان، وليد رعد (مواليد 1967)، لبنان، هشام بن هود (مواليد 1968)، المغرب، منير فاطمي (مواليد 1970)، المغرب. مروان سحمراني (ب .1970)، لبنان، سبهان آدم (مواليد 1973)، سورية، آمال قناوي (1974-2012)، مصر، حسن خان (مواليد 1975)، المملكة المتحدة، شيفا أحمدي (مواليد 1975)، إيران.

"أن نكون طائشين"
كما يستضيف المتحف العربي للفن الحديث معرضاً للفنانة منيرة الصلح بعنوان "أؤمن بشدة بحقنا في أن نكون طائشين". وتقدم فيه الصلح، المولودة في عام 1978 بمدينة بيروت بلبنان، مجموعة من اللوحات الفنية التي تعكس قصصاً وتجارب شخصية وليدة الأزمات الإنسانية والسياسية التي تضرب سورية والشرق الأوسط.

يضم المعرض أكثر من 150 لوحة وأعمالاً للتطريز أبدعتها الفنانة بعد مقابلات شخصية جمعَتها مع لاجئين من سورية والشرق الأوسط، فروا اضطراراً إلى لبنان وأوروبا والولايات المتحدة، موثّقة شهاداتهم الفردية عن لحظات الرحيل عن الديار والوصول لأرض المهجر والشعور بالمجهول.


فاتح المدرس
علاوة على ذلك، يقدم "متحف" معرضين من معارض "ركّز" التي تسلط الضوء على أعمال فناني مجموعة "متحف" الفنية.

يُقام المعرض الأول تحت عنوان "فاتح المدرس: اللون والامتدادية والحس". ويقدم هذا المعرض، الذي تشرف على تقييمه سارة رضا (قيّمة مستقلة) نظرة على مجموع الأعمال الفنية لهذا الفنان المعاصر الذي رحل عن عالمنا. ولا يعد هذا المعرض معرضًا استعاديًا، بل يركز على موضوعات بعينها بنظرة مرجعية تستكشف أعمال الفنان ضمن سياق ارتباطه بالسريالية والصوفية.


زيني.. تصوير وتجريد

أما المعرض الثاني فسيحمل عنوان "جاسم زيني: تصوير وتجريد"، وهو معرض من تقييم فاطمة مصطفوي (قيم بمتحف المتحف العربي للفن الحديث). سيقدم المعرض نظرة عميقة على أعمال أحد رواد الفن المعاصر في قطر، مسلطًا الضوء على الرؤية الفنية للزيني ومستكشفًا اثنين من توجهاته الفنية الرسمية التي تبناها خلال حياته المهنية. وتكمن أهمية الأعمال التي يقدمها المعرض في كونها تأملات لحقبة أساسية في تاريخ قطر ترصد التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي أحدثها ظهور النفط وتأسيس الدولة.

لسورية الحضارة

وبالتوازي مع معارض المتحف العربي للفن الحديث، ينظم متحف الفن الإسلامي معرضاً بعنوان "لسورية" تزامناً مع احتفالات المتحف بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه. يبحر المعرض في التاريخ الثقافي السوري، مبرزاً الدور الرئيسي الذي اضطلعت به سورية في إثراء تاريخ الحركة الفنية والثقافية في العالم، وملقياً الضوء على الإسهامات العديدة التي قدمتها سورية للحضارة البشرية عبر التاريخ.

دلالات
المساهمون