وبدأت الطوائف المسيحية الفلسطينية التي تسير حسب التقويم الغربي، صباح اليوم الثلاثاء، احتفالاتها الرسمية بأعياد الميلاد المجيدة، وتحرك موكب بطريرك طائفة اللاتين في فلسطين والأردن وسائر الأراضي المقدسة بيار باتيستا بيسابيلا، إلى مدينة بيت لحم، حيث تقام المراسم الاحتفالية في ساحة المهد.
وأوضحت إلياس أنّ "العيد يوم عائلي نلتقي فيه لتبادل الهدايا والمعايدات صباحاً، ثم تناول الطعام المصنوع في البيت بمشاركة العائلة الكبيرة من أعمام وأخوال وأبناء، وهي فرصة لتجتمع العائلة، بعيداً عن مشاغل الحياة والعمل والمدارس والالتزامات، حول المدفأة مع كعك العيد".
وجمع مقر بطريركية اللاتين، أمس الاثنين، رئيس الأساقفة بيير باتيستا بيسابيلا، بعدد كبير من الرهبان وموظفي البطريركية واتحاد منظمات الإغاثة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، الذين قدّموا التهاني بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.
واختارت مؤسسة "إيلياء للتنمية والثقافة والفنون"، مشاركة أبناء القدس المسيحيين، لا سيما الأطفال، احتفالات الميلاد من خلال فقرات فنية، وتوزيع الحلوى والسكاكر على الصغار. وقال أحد مسؤولي الجمعية أيمن السعو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه المشاركة لها معناها وأثرها الطيب في تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين أبناء الشعب الواحد من مسلمين ومسيحيين".
وغصّت أسواق البلدة القديمة في القدس بزينة الميلاد، وتسابق المحتفلون لشراء ما يلزمهم من زينة العيد المتوفرة في سوق خان الزيت، والدباغة، وحارة النصارى، ومحال باب الخليل، وباب الجديد، كما صدحت في الحارات تراتيل تمجد السيد المسيح عليه السلام.
وكان قمع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات الميلاد الكشفية، قبل أسبوع، واعتقال اثنين من المشاركين فيها، بالنسبة لرئيس "التجمع المسيحي الوطني" ديمتري دلياني، "دليلاً جديداً على انتهاك الاحتلال للحريات الدينية لأبناء الشعب الفلسطيني؛ المسلمين والمسيحيين على حد سواء".
وأشار مختار حارة النصارى باسم سعيد، إلى "طغيان أجواء العيد على أنحاء القدس القديمة رغماً عن الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق السكان". وقال، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ممارسة طقوس العيد تحمل دلالات هامة على تمسك المقدسيين بمدينتهم، واجتماع العائلات على مائدة واحدة، وتزاورهم ينشر رسالة إخوة ومحبة، ويؤكد أنّ القدس ليست مثل بقية مدن العالم التي تحيي أعياد الميلاد، فهنا نلتقي جميعاً، مسلمين ومسيحيين، كأخوة وأبناء شعب واحد، وتجمعنا المحبة والاحترام المتبادل".
ويشير ناصر قوس، من شباب البلدة القديمة في القدس، إلى أنّه اعتاد كل عام أن يزور أصدقاءه المسيحيين للتهنئة بالعيد، والاحتفال بأعياد الميلاد، كما في عيد الفطر وعيد الأضحى. "يجمعنا مصير واحد، ولن يفرقنا العدو مهما اقترف من ممارسات وجرائم، وهذا ما تعكسه علاقاتنا الأخوية"، كما يقول.