القبض على الناشر المصري محمد هاشم بدعوى التحرش

11 يوليو 2020
الناشر المصري محمد هاشم صاحب "دار ميريت " (Getty)
+ الخط -

ألقت قوات الأمن المصرية، السبت، القبض على الناشر المعروف محمد هاشم، صاحب "دار ميريت" للنشر، الكائنة في منطقة عابدين بوسط القاهرة، وذلك تنفيذاً لقرار ضبط وإحضار صادر بشأنه من النيابة العامة، بدعوى اتهامه بالتحرش ببعض الفتيات أثناء وجودهن في الدار، حيث تقدمت إحداهن ببلاغ إلى قسم شرطة السيدة زينب.

ودونت سيدات عبر صفحاتهن الشخصية في موقع فيسبوك، وقائع تحرش جنسي ارتكبها هاشم، فيما تقدمت إحداهن ببلاغ رسمي إلى قسم السيدة زينب وسط القاهرة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أثارت مواقع التواصل الاجتماعي قصص عن التحرش الجنسي، فجرتها واقعة التحرش الشهيرة لطالب الجامعة الأمريكية، أحمد بسام زكي، وككرة ثلج، شجعت الناجيات بعضهن بعضاً في سرد المخفي من وقائع التحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي، وكان بعض المتهمين من المشاهير مثل هاشم، المعروف في الأوساط الثقافية والحقوقية في مصر، كأحد رواد الحركة الثقافية المصرية.

ومع انتشار قصص تحرش هاشم بعدد من السيدات والفتيات، في الدار أو خارجها، انتشرت قصص أخرى موازية، ومدافعة عنه، عبارة عن شهادات لأصدقاء هاشم من مفكرين وأدباء، يقدمون شهاداتهم في دوره في الحركة الثقافية المصرية، وتبعد كثيراً عن مغزى الوقائع المعاكسة بالتحرش الجنسي، ولا يتطرق أصحاب الدفاع عن هاشم، من قريب أو بعيد لها.

ففي مقابل 4 شهادات بارزة لسيدات روين وقائع تحرش جنسي بهن قام بها محمد هاشم، دافع عنه الكاتب والمسرحي رؤوف مسعد بكتابة منشور بعنوان "ارفعوا أيديكم عن محمد هاشم"، قال فيها "لا أدافع هنا عن هاشم ولا أدخل في مزايدة أخلاقية ضده، لكني أقول محذراً: مش وقته؛ لأن المعركة التي يدخلها الناس حالياً من كل ألوان اليسار المصري هي معركة الإفراج عن سجناء الرأي من الذين لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين".

دونت سيدات عبر صفحاتهن الشخصية في موقع فيسبوك، وقائع تحرش جنسي ارتكبها هاشم، فيما تقدمت إحداهن ببلاغ رسمي

يشار إلى أنه مع اتساع دوائر الحديث عن التحرش الجنسي في مصر، ونظراً لما تكشف، في الآونة الأخيرة، من عزوف بعض المجني عليهن عن الإبلاغ عن الجرائم التي وقعت خشية تأثيرها على سمعتهن والإضرار بها؛ فقد وافق مجلس الوزراء المصري، على مشروع القانون المقدم من وزارة العدل، والذي يهدف للحفاظ على سرية بيانات المجني عليهم في جرائم التحرش والاعتداء الجنسي، وذلك بعدم إثباتها في المحاضر والأوراق المتداولة، والاحتفاظ بها في ملف فرعي بحوزة المحقق، على أن يعرض هذا الملف على المحكمة أو المتهم أو الدفاع عند الطلب، ويعاقب من يفشي هذه السرية بالمادة 310 من قانون العقوبات.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر بالمجلس القومي للمرأة، أن لجنة الشكاوى في المجلس استقبلت خلال الأسبوع الماضي وحده، حوالي 500 شكوى لتحرش جنسي لفظي وجسدي، على خلفية بيانات المجلس المؤيدة لموقف الناجيات والداعمة لهن، وخاصة بعدما قدم المجلس القومي للمرأة نفسه بلاغاً للنائب العام المصري في واقعة أحمد بسام زكي.

وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، داهمت مباحث المصنفات دار النشر، بغرض التقليب في محتوياتها، وتفتيشها، ومصادرة كتب مُهداة إلى الناشر محمد هاشم.

ولا يُخفى تاريخ العلاقة المتأزمة بين دار "ميريت" وجهات الأمن في مصر، منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وصولاً إلى فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب توجهها المعروف ضد سياسات القمع التي تنتهجها السلطة الحاكمة.

وكانت الدار قد أصدرت كتاباً بعنوان "تيران وصنافير... دراسة تاريخية وثائقية"، لمؤلفه صبري العدل، والتي يرصد فيها التاريخ الرسمي للجزيرتين منذ عام 1840 وحتى عام 1990، واللتين تنازل عنهما نظام السيسي للمملكة العربية السعودية مقابل مساعدات مالية.

المساهمون