الفلكلور الفلسطيني: المقاومة بالأزياء

10 ديسمبر 2014
إلى حين العودة إلى الوطن (العربي الجديد)
+ الخط -
يحاول اللاجئون في المخيمات الفلسطينية، وتحديداً في جنوب لبنان، قدر الإمكان، المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم الذي يعتبرونه مميّزاً عن بقيّة الدول. وتراهم يبحثون دائماً عن ذلك الماضي الجميل ويتشبّثون به، إن كان هذا التراث في المهن الحرفيّة أو تقاليد اجتماعية، وصولاً إلى كل ما يتعلّق بالفن.

تنتشر في مخيّم عين الحلوة فرق فلكلورية تحيي تراث الآباء والأجداد، متمسّكة بالهوية الفلسطينية، من خلال إحياء التراث الفلسطيني الذي ينتقل من جيل إلى جيل. ومن بين هذه الفرق تسطع فرقة "غسان كنفاني" للتراث الفلسطيني التابعة لمؤسسة غسان كنفاني الثقافية داخل المخيم. وباتت من أهم الفرق وأشهرها.

تشكلت الفرقة من خلال نادي الفلكلور والفنون في المؤسسة، وهدفها إحياء الذاكرة الفلسطينية كما تقول مديرة المؤسسة، افتكار النابلسي، في حديثها لـ"العربي الجديد". وهي توضح أنّ الفن "من الوسائل الناجحة التي نحارب من خلالها الاحتلال. كما أنّ التمسك بالتراث هو من طرق الحفاظ على الهوية التي يحاول العدو طمسها".

وتضيف: "نجد أطفالنا يتعلمون الرقص الفلكلوري بشغف، لأنّهم يؤمنون بأنّه من تراث وطنهم فلسطين، ورغم وجود أندية كثيرة في المؤسسة، منها الفلكلور والفنون والرياضة وإحياء الذاكرة الفلسطينية، إلا أنّنا نجد الأكثرية يتجهون نحو الفلكلور".

وتشير النابلسي إلى أنّ الحفاظ على التراث هو من صلب أولويات المواطنين: "نحن الفلسطينيون، من ليس له ماض ليس له حاضر. لذلك نحن نقوم بتعليم أطفالنا والجيل الصاعد وندرّبهم على كل ما هو تراثي، والأهم من ذلك، نعرّفهم بماهية التراث وجوهره، من أجل الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية من خلال الفنون، ليبقى هذا التراث الذي ورثناه حيّاً فينا نورثه لأبنائنا كما ورثناه عن آبائنا، إلى حين العودة إلى أرض الوطن وممارسة هذه التقاليد التراثية على أرض الواقع".


مدرب الفرقة حسين عوض كشف لـ"العربي الجديد" عن هوية الفرقة وأعمالها قائلاً: "تتكوّن الفرقة من 12 راقصاً وراقصة، تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة. وما هو مؤكّد أنّ كل الدبكات والرقصات التي يقومون بها ويتعلّمون خطواتها منبثقة عن التراث الفلسطيني، ومعروفة في شمال فلسطين. وقد ورثناها عن كبارنا وننقلها إلى الجيل الجديد. وهذه الدبكات مشهورة بأسمائها ومنها: الكرّادية والشعراوية والدّحية. كما نعتمد على الآلات التراثية من الطبلة والقربة والمجوز، ولا نستخدم الموسيقى المسجلّة على أسطوانات، لتكون الرقصات فعلاً كما كانت أيام فلسطين حيّة، ويتفاعل معها الجمهور بحماس ووطنيّة. كما أنّه يتم اختيار الملابس التراثية، لكنّها تتماشى مع العصر في الوقت عينه".

وأضاف عوض أنّ "فرقة غسان كنفاني" تشارك في إحياء المناسبات الوطنية، وفي كل مناسبة يقدّمون رقصات ودبكات فلكلورية فلسطينية كانت منتشرة في فلسطين، "ودائماً نجد أن الحضور متعطش لمشاهدة الفلكلور الفلسطيني، لأنّه يعيدهم إلى وطنهم، ولو من خلال الموسيقى والرقصات".
المساهمون